تعد العيدية واحدة من أهم طقوس وعادات الاحتفال بالعيد فى مصر وأكثرها انتشارًا ورسوخًا، حيث تعد نوعًا من أنواع التواصل والتكافل بين الأقارب، فيدفعها الكبار كى يدخلوا بها السرور على الأبناء والأحفاد بقدر المستطاع لنشر الحب، والاحتفال بالعيد.
اختلفت أجواء "العيدية" هذا العام، تزامنًا مع وجود أزمة كورونا، خاصة بعد تداول تحذيرات على أنها يمكنها أن تنقل عدوى الإصابة بالفيروس، حيث يمكن أن يعيش الفيروس على الورق لمدة 24 ساعة.
هل ينتقل كورونا عن طريق العيدية؟
صدرت تحذيرات عديدة مع بداية أزمة كورونا، عن احتمالية انتقال الفيروس من خلال المعاملات المالية، إذا ما كانت العملة ملوثة بفيروس كورونا، نتيجة أن يد أحدهم الملوثة برذاذ مُحمل بالفيروس امسكت بها، أو نتيجة تساقط الرذاذ أثناء العطس سواء العملات الورقية أو المعدنية.
ويجب بعد الحصول على العيدية غسل اليدين بالصابون أو تعقيمها بالكحول، منعًا لانتقال فيروس كورونا، وكذلك تجنب لمس الوجه خاصة الفم والأنف والعين تمامًا في حال استلام نقود من الآخرين.
من ناحية أخرى، ثبتت وزارة الصحة عبر صفحتها الرسمية، منشورًا حذرت فيه من النقود وقدرتها على انتقال فيروس كورونا، مطالبة المواطنين بأخذ الحذر والإجراءات الاحترازية كافة.
من جانبه، أكد نزار باهبري، استشاري الأمراض المعدية، في مداخلة له عبر قناة "العربية": "الفيروسات بما فيها كورونا تنتقل أيضًا عن طريق النقود، لكنها تدخل إلى أجسامنا عن طريق ملامسة أيدينا التي امسكت بتلك النقود للأعين أو الفم أو الأنف".
وشدّد على أهمية غسل اليدين بعد أي معاملة مالية جيدًا أو ملامسة أي شيء في العموم لتجنب انتقال الفيروسات.
أصل العيدية
يرجع ظهور العيدية في مصر في العصر الفاطمي، وكانت تعرف بأسماء من بينها "الرسوم" أو "التوسعة".
وبعد انتهاء العصر الفاطمي وقدوم العصر المملوكي ظلت هذه العادة كما هي، حتى العصر العثماني، الذي اختلفت في عهده طريقة تقديم العيدية بشكل كبير، فكانت تقدم للأطفال على شكل نقود بدلا من أن يتم تقديمها للأمراء على هيئة دنانير ذهبية.
حيل بديلة
ولجأ عدد من الشباب إلى حيل بديلة للعيدية، تفاديًّا لخطر كورونا، فالبعض قام بإرسال العيدية في شكل وجبة طعام دليفري، والتي تكون مصحوبة بلعب أطفال.
فيما قام البعض الآخر بإرسال العيدية إلى أقاربه، عن طريق خدمة تحويل أموال "أون لاين"، فيما اكتفى البعض الآخر برسائل معايدة صوتية عن طريق الواتساب وفيسبوك.
وشهدت محافظات الجمهورية في أول أيام عيد الفطر عدة مشاهد من بينها احتفالات العيد بمستشفيات العزل الصحي والصلاة في المنازل، إلى جانب خلو الحدائق والشواطئ من الزوار لأول مرة لإغلاقها بسبب قرارات الحكومة بحظر التجوال لمنع التجمعات بسبب كورونا.
وكان من أبرز المشاهد في أول أيام العيد أيضًا هروب شخص يرتدي زيًا أزهريًا من الشرطة بزعم إمامته صلاة العيد وفقًا لمقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي.
صلاة العيد في المنزل
وبسبب أزمة فيروس كورونا، لجأ العديد من المواطنين لصلاة عيد الفطر المبارك في المنزل مع الأقارب والأصدقاء، وفقًا لقرار مجلس الوزراء ووزارة الأوقاف بغلق المساجد والساحات تجنبًا للتجمعات وانتقال العدوى وخوفًا على صحة وسلامة المواطنين.
وتقول ناهد عبد الخالق، إنّها استيقظت في تمام الساعة الخامسة صباحًا لصلاة الفجر والعيد مع زوجها وأولادها، وتضيف: "العيد من غير صلاة مالوش طعم علشان كدا صممنا نصليها في البيت مع بعض وكبرنا تكبيرات العيد الله أكبر الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرًا".
إمام هارب
وتداول رواد موقعي التوصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" مقطع فيديو، قالوا إنّه لأحد الأئمة بمدينة نبروه بمحافظة الدقهلية، بعد مداهمة الشرطة لتجمع مواطنين لصلاة العيد بالرغم من التحذيرات الشديدة التي أقرتها وزارة الأوقاف والحكومة المصرية بمنع صلاة العيد لمنع انتقال عدوى فيروس كورونا.
ولمحاصرة وباء فيروس كورونا، أصدرت الحكومة مجموعة من القرارات لتقييد حركة المواطنين خلال أيام عيد الفطر المبارك، بينها حظر حركة التجوال لأكثر من نصف اليوم، وغلق المحال التجارية والمراكز التجارية الكبيرة "المولات" والكافيهات والمطاعم وغلق الشواطئ وكافة الطرق المؤدية إليها.
مواعيد الحظر في العيد بدأ تطبيقها أمس الأحد أول أيام عيد الفطر ويستمر حتى الجمعة المقبلة، تبدأ من الخامسة مساءً حتى السادسة من صباح اليوم التالى، وذلك فى ضوء الإجراءات الاحترازية التى كانت قد أعلنتها الحكومة خلال فترة عيد الفطر.
كما قرر مجلس الوزراء، غلق كل المحلات التجارية والمولات والمطاعم وكافة الشواطئ والحدائق العامة والمتنزهات، وإيقاف كافة وسائل النقل الجماعي لمدة ستة أيام، وغلق الأندية الرياضية والترفيهية، إلى جانب تعليق الصلوات فى المساجد والكنائس، وتعليق العروض التي تُقام في دور السينما والمسارح والفاعليات التي تتطلب تواجد أية تجمعات كبيرة للمواطنين بكافة أنحاء الجمهورية.
