قالت صحيفة زودويتشه الألمانية، إِنَّ سد النهضة العملاق يعتبر بالنسبة لإثيوبيا قفزة في العصر الحديث، وبالنسبة لمصر اسْتِفْزَازًا كَبِيرًا .
وبحسب الصحيفة، أطلقت إثيوبيا على المشروع إسم "سد النهضة الإثيوبي العملاق"، لكونه سدًا ضخمًا في الصحراء، يمتد على مساحة كبيرة للغاية، ويبلغ ارتفاعه 145 مترًا، وهو سابع أكبر منشأة للطاقة الكهرومائية في العالم.
وأوضح التقرير أَنَّ سد النهضة يجب أن يبدأ العمل هذا العام ، ولكنه تأخر قليلاً عن الجدول الزمني المخطط له.
وأشارإلى أَنَّ السد يبدو مختلفًا عن العديد من المشاريع الكبرى المماثلة حول العالم.
وأضافت الصحيفة أَنَّه يجب على أقصى تقدير، أن يبدأ السد في حجز مياه النيل الأزرق في يوليو القادم ، في بداية موسم الأمطار.
ولفتت أَنَّ إثيوبيا تعتبر إتمام بناء السد كمناسبة قومية، حيث يتم هناك تقديم وجبات خفيفة صغيرة على أطباق فضية مع النبيذ، بجانب الخطابات الاحتفالية.
ووفقا للصحيفة، تريد إثيوبيا مواصلة قفزتها نحو الحداثة بتوليد كمية ضخمة من الكهرباء، وسوف يولد سد النهضة 6000 ميجاوات فيما يعادل إنتاج أربع محطات طاقة نووية متوسطة الحجم.
ومن المقرر أن يتم تصدير الطاقة الكهربائية المولدة إلى أوروبا وجلب ثروة جديدة لإثيوبيا.
ورأت الصحيفة أَنَّ السد يشكل لمصر استفزازاً ويعتبر قضية وجودية، لأن 100 مليون مصريا يعتمدون بشكل رئيسي على مياه النيل.
وأشارت الصحيفة إلى أَنَّ إثيوبيا وضعت في الأسابيع الأخيرة قوات عند السد لإجراء مناورات.
ونوهت الصحيفة أَنَّ مصر وإثيوبيا حاولا حل الصراع عبر المفاوضات، حتى تدخل رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، ثم عرضت أثيوبيا تمديد وقت ملء الخزان إلى 7 سنوات، لكن مصر تريد أن يتم الملء في 12 عاماً ، ولذا لم يتم التوصل إلى حل يرضي كلا البلدين.
وفي أثيوبيا، سوف يضطرالرئيس أبي أحمد، الحائز مؤخرا على جائزة نوبل للسلام، إلى خوض الانتخابات، وسوف تنتشر قواته المركزية في بلاده المتعددة الأعراق، ولن يتمكن من توحيد الجميع إلا بالسد.
وفي مصر، يتعين على الرئيس عبد الفتاح السيسي، ألا يتنازل حق المصريين في مياه النيل، وفقا للصحيفة.
وأردف التقرير: "بينما ينشغل العالم بأشياء أخرى، تهدد مصر وإثيوبيا بعضهما البعض ويحثان على وسيط. الحرب غير متصورة، لكن من ناحية أخرى، ذهبت بلدان بالفعل إلى خيار الحرب من أجل الحصول على الحق في الحياة.
