عاد الحديث عن تنمية سيناء مجددا على الساحة المصرية، بعد مقال "نيوتن" المنشور بجريدة المصري اليوم، الذي انتقد فيه مشروعات التنمية وطرح فكرة انفصال سيناء، ولكن هل تساهم منحة الولايات المتحدة الأمريكية في تحقيق التنمية المستدامة التي لطالما حلم بها أبناء أرض الفيروز؟.

 

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد تطرق في حديثه، خلال افتتاحه عددًا من المشروعات التنموية بالإسماعيلية، أمس الأربعاء، إلى مشروعات التعمير والتنمية في سيناء، لافتا إلى أنه طالب من قبل رجال الأعمال للمشاركة في بعض المشروعات ولم يأت أحد.

 

 

 

اتفاقية بقيمة 6 ملايين دولار

 

وفي ظل الجدال حول تنمية سيناء، وافق مجلس النواب برئاسة الدكتور علي عبد العال، في جلسته العامة، على تعديل اتفاقية المساعدة الموقعة بين جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية بشان مبادرة تنمية شمال سيناء بمنحة إضافية بقيمة 6 ملايين دولار، ليصل اجمالى الاتفاقية إلى 56 مليون دولار.

 

وتعليقا على هذه الاتفاقية، قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، إنها تتوافق مع الاستراتيجية الجديدة لوزارة التعاون الدولى، لسرد الشراكات الدولية والمبنية على 3 محاور رئيسية هي المواطن محور الاهتمام والمشروعات الجارية والهدف هو القوة الدافعة.

 

وبالنسبة للمحور الأول وهو المواطن محور الاهتمام، فإن المشروع سيوفر مياه الشرب لنحو 300 ألف من مواطن وخدمات الصرف الصحى لنحو 100 ألف مواطن، وفقا للمشاط.

 

 وفيما يتعلق بالمحور الثانى وهو المشروعات الجارية، فإن هذا المشروع يتوافق مع برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي للحكومة المصرية، ويتضمن حفر آبار مياه فى شمال سيناء، وإنشاء محطات تحلية المياه، وعمل مزرعة سمكية واستخدام المياه الناتجة من المزرعة فى الزراعة.

 

كما تضمن المشروعات دعم خدمات النقل فى جميع أنحاء المحافظة، وذلك فى إطار جهود وزارة التعاون الدولى لتوفير منح من خلال الشركاء فى التنمية، تساهم فى تحسين حياة المواطنين فى سيناء، ضمن المرحلة الثانية من برنامج تنمية سيناء.

 

 

وأشارت الوزيرة إلى أن المحور الثالث وهو الهدف هو القوة الدافعة، فإن المشروع يساهم فى تحقيق 5 أهداف للتنمية المستدامة، وهم الهدف السادس المياه النظيفة والنظافة الصحية، من خلال توفير المياه الصالحة للشرب للمواطنين.

 

والهدف الثانى القضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحسّنة وتعزيز الزراعة المستدامة، من خلال عمل مزرعة سمكية واستخدام المياه الناتجة من المزرعة فى الزراعة المستدامة.

 

وتشير الوزيرة إلى أن الهدف الثامن العمل اللائق ونمو الاقتصاد، حيث يساهم المشروع فى تحسين فرص العمل بمحافظة شمال سيناء فى ظل الظروف الاستثنائية التى يمر بها الاقتصاد على المستوى العالمى نتيجة فيروس كورونا المستجد.

 والهدف الحادى عشر مدن ومجتمعات محلية مستدامة، من خلال ستتيح سبل الانتقال للمجتمعات الريفية وتحسين البنية الاساسية، وتدعم الفئات الأكثر احتياجا.

 

وتضمن الهدف السابع عشر عقد الشراكة لتحقيق الأهداف، من خلال الشراكة بين جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية فى تنمية شمال سيناء، والتى تأتى ضمن الشراكة الاقتصادية بين البلدين في القطاعات التنموية ذات الاولوية الوطنية والمشاريع والبرامج التنموية التي تم تحديدها وفقا لأولويات المواطن.

 

ماذا تحقق الاتفاقية؟

 

ومن جانبه أكد النائب هشام عبد الواحد، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، ورئيس اللجنة المشتركة للجان النقل والمواصلات والزراعة والإدارة المحلية والعلاقات الخارجية والإسكان بالمجلس، أن اللجنة وافقت على هذه المنحة لما لها من مردود تنموى واضح مؤثر فى تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين فى وسط وشمال سيناء.

وذكر فى التقرير المقدم من اللجنة المشتركة أمام الجلسة العامة لمجلس النواب، أن التعديل الذى قامت به وزارة التعاون الدولى لهذه الاتفاقية، من شأنه تعزيز المقاوات اللازمة لتحقيق مستهدفات مبادرة شمال سيناء.

 

وبحسب التقرير فإن الاتفاقية تحقق مستهدفات مبادرة شمال سيناء، من خلال توفير الخدمات اللوجستية للأنشطة الزراعية من إنشاء آبار ومحطة تحليه ومعالجة للمياه الجوفية والتى تعمل على تحسين الإنتاجية والتكنولوجيا، بما فى ذلك الرى والتسويق بما يسمح لمزارعى سيناء ومنتجيها بالمنافسة فى الأسواق الداخلية وأسواق التصدير، وتحسين خدمة النقل فى منطقة وسط وشمال سيناء.

 

 

تعليق السيسي على مقال سيناء

 

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد علق على المقال المثير للجدل الذي نشره صلاح دياب مالك جريدة المصري اليوم، في عدد الجريدة باسم «نيوتن»، والذي طالب فيه بانفصال شبه جزيرة سيناء عن الدولة.

 

 

وقال الرئيس خلال افتتاحه عدة مشروعات قومية، أمس الأربعاء: «أنا عايز أوضح لكم، كان حصل نقاش في الأيام اللي فاتت، في مقال اتكلم عن سيناء، وكل الكلام اللي اتقال مقدر، لكن أنا كنت أتمنى إن اللي عايز يرد على أي حاجة يكون على علم بماذا فعلنا في سيناء، نحن صرفنا أرقامًا هائلة».

وقال الرئيس: «سيناء 6 % من مساحة مصر، هل في حَد، مع كل احترامي لرجال الأعمال، عمل طريق زي طريق شرم الشيخ أو طريق طابا، وأنفاق السويس اللي بتتكلف مليارات، حتى لو اتعمل محطة رسوم مش هتجيب تكلفة الصيانة».

واصل الرئيس حديثه: «احنا بنعمر سيناء، مين اللي يدفع 600 مليار جنيه عشان يعمل بنية أساسية؟! والعوائد أمن قومي، للبلد والأمن القومي لا يقدر بأي أموال».

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي: «بفضل الله منتبهين أوي»، ووجه حديثه لرجال الأعمال وقال: «أنا بتمنى إن رجال الأعمال يبقوا موجودين في مشروعات للزراعة والثروة السمكية، ومصانع للرخام، ومش باقول اعمل مشروع، لأ، باقول تعالَ شارك في الإدارة المشروع والعوائد اللي جاية منه كمان».