أكد المتحدث باسم مجلس الوزراء، المستشار نادر سعد أنه لا مفر من استمرار حظر التجوال الجزئي على مدار شهر رمضان المبارك في ضوء معطيات تزايد الأعداد الإصابات اليومية بفيروس كورونا المستجد.

قال خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "القاهرة الآن" المذاع  على قناة "العربية الحدث إن الإقدام على تخفيف الإجراءات الاحترازية في شهر رمضان يفسد كافة الإجراءات الاحترازية السابقة.

أشار متحدث الوزراء إلى أن اللجنة القومية لأزمة كورونا ستنعقد هذا الأسبوع لتحديد ساعات الحظر خلال شهر رمضان، موضحًا أنه في نهاية الشهر الكريم ستعاد النظر في الإجراءات وفقًا للمستجدات.

يشار إلى أن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، كان قد  قرر مد حظر التجول الجزئي لمدة أسبوعين آخرين، حتى 23 أبريل.

يأتي هذا في الوقت الذي يتصاعد أعداد المصابين المصريين بفيروس كورونا، رغم الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الحكومة للحد من انتشار العدوى بين المواطنين، ففي وقت سابق اليوم الأحد أعلنت وزارة الصحة والسكان، تسجيل 112 حالة إيجابية جديدة لكورونا، ليبلغ إجمالي الأعداد التى تمّ رصدها منذ ظهور الوباء فى منتصف فبراير الماضي وحتى اليوم 3144 حالة من ضمنهم 732 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل، و239 حالة وفاة.

ومنذ تسجيل أول حالة إصابة بكورونا داخل البلاد فى فبراير الماضى، أجرت وزارة الصحة المصرية 55 ألف اختبار للكشف عن الفيروس الذي يواصل حصد آلاف الأرواح، مُسجلًا إلى الآن أكثر من 160 ألف وفاة من إجمالي مليونين وأكثر من 330 ألف إصابة في جميع أنحاء العالم.

كانت حكومة المهندس مصطفى مدبولي، اتخذت عدد من الإجراءات الاحترازية والوقائية لمجابهة فيروس كورونا، منها حظر حركة المواطنين على الطرق كافة في الفترة من السابعة مساء وحتى السادسة صباحًا، ووقف جميع وسائل النقل الجماعي العام والخاص خلال تلك الفترة، وإغلاق المحال والمولات والمنشآت التجارية في الفترة من الخامسة مساء وحتى السادسة صباحًا، مع الإغلاق الكامل للمقاهي والكافتيريات والملاهي الليلية وقاعات الأفراح، بالإضافة إلى تعليق الدراسة في المدارس والجامعات وتخفيف العمالة في المؤسسات الحكومة والخاصة، إلى جانب تعليق الصلوات بالمساجد والكنائس.

كما قامت الحكومة بعمليات تعقيم تطهير جميع المنشآت الحكومة والمرافق العامة فى كافة المحافظات، ودعم القطاع الطبي.

ويترقب المصريون بحذرٍ شديدٍ، ما ستكشف عنه الأيام المقبلة، بعد ارتفاع أعداد المصابين، معربين عن تخوفهم من الانتقال للسيناريو المقبل من الخطة التى وضعتها الحكومة لحصار هذا الوباء داخل البلاد.

ويتمثل السيناريو المقبل الحظر الشامل، الذي ستتوقف فيه نشاطات الحياة في البلاد، وتغلق الحدود توقف حركة الطيران وتمنع الحركة بين المدن والأقاليم، وسيكون حظر التجوال طوال اليوم وليس لساعات محددة، وتغلق المتاجر وجميع المنشآت التى تخدم المواطنين وتشدد العقوبات على المخالفين.

وفى حالة تطبيق هذا السيناريو، سيدخل مستشفيات جامعي وخاص وفنادق ومراكز ومدارس ومدن جامعية تم تجهيزها لتطبيق الحجر الصحي فيها، إلى جانب 29 مستشفى دخل في المرحلة الثانية، وفقا لتصريح سابق للواء محمد عبد المقصود، رئيس غرفة إدارة الأزمات بمجلس الوزراء.

من جانبه أوضح أسامة هيكل وزير الإعلام، أن أهم الأسباب التي تضطر الحكومة المصرية إلى الإعلان عن دخول المرحلة الثالثة لانتشار الفيروس، هو غياب وعي المواطن، وذكر أن تحرك المواطنين بشكل عادي مع عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية، سيؤدي إلى انتشار الوباء بشكل تعجز فيه الدولة عن تعقب المخالطين أو السيطرة عليهم، وبالتالي زيادة فرص الدخول إلى المرحلة الثالثة.

وأكد هيكل أن الدولة فى هذه الحالة ستلجأ إلى إجراءات أكثر صرامة وشدة من الإجراءات المتبعة حاليًا؛ لتقليل حركة المواطنين، من خلال فرض حظر تجوال شامل، ومنع التنقل بين المحافظات.

هيكل أوضح فى الوقت ذاته أن معدل الإصابات، مازال يسير وفق التوقعات التي وضعها مجلس الوزراء، ولا يشكل أي قلق حتى الآن، رغم تصاعد عدد الحالات المكتشفة مؤخرا.

وقال وزير الدولة للإعلام :"إننا مستعدون لكل السيناريوهات المحتملة، وخلال أيام قليلة سيكون لدينا 20 ألف سرير جاهز لاستقبال أي حالات تستدعي الحجز بمستشفيات الحجر الصحي، بعد أن جهزنا المدن الجامعية بثمانية جامعات، في مختلف محافظات مصر، ومن بعدها مستشفيات الشرطة ومن بعدها مستشفيات القوات المسلحة".

وعن إمكانية تخفيف إجراءات حظر التجوال أو رفعه خلال شهر رمضان المقبل، قال هيكل : "في مصر لا نستطيع أن نقوم بمثل هذه الإجراءات حاليًا"، لافتا إلى أن الموقف فى رمضان يتوقف على سلوك الناس ودراسة مستوى الإصابات، وشدد على أن تخفيف حركة المواطنين أمر سابق لأوانه".

الأمر ذاته أكده الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة، الذى أشار إلى أنه رغم زيادة أعداد الإصابات والوفيات بالفيروس، إلا أن هذه الأرقام لم يصل إلى عدد الذروة.

وأوضح مستشار الرئيس، أن معظم حالات الوفاة، كانت تراكمية، والغالبية العظمى منها ليست فقط بسبب الإصابة بفيروس كورونا ولكن بسبب أمراض مصاحبة أو مضاعفات أخرى قبل الإصابة بالفيروس مثل أمراض القلب والسكر والضغط، مشيرا إلى أن علاج عقار "أفيجان" ضمن أفضل الأدوية التي تساهم في علاج كورونا، وأن الدولة تتابع نتائج الأبحاث العلمية بشكل يومي لتقديم أفضل علاج للمواطن المصري.