رئيس التحرير: عادل صبري 08:08 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

«وجبات أرابيسك».. قصة بطل يساند الجيش الأبيض في أيام كورونا الصعبة

فيديو:

«وجبات أرابيسك».. قصة بطل يساند الجيش الأبيض في أيام كورونا الصعبة

آيات قطامش 16 أبريل 2020 22:58

رجلٌ ستيني بات على رأس مهامه اليومية وأولوياته منذ نحو أسبوعين، الانتقال إلى بعض من مستشفيات العزل في المحروسة، لتقديم ما أعدته أنامل فريقه الذي يتعاون معه من مأكولات صنعها أصحابها بحب وبالمجان، للجيش الأبيض ممن يواصلون الليل بالنهار كي يحموا المواطنين من فيروس كورونا، الذي أودى بحياة الآلاف حول العالم..

 

 

 

 

شئٌ ما يتخلل داخل نفس "إسماعيل جاويش" ذاك الرجل الستيني، ويثلج صدره بمجرد أن تطأ قدماه في الثالثة من عصر كل يوم "مطبخ أرابيسك" الواقع بحي المعادي، حيث يعمل هناك فريق مكون من بضعة أفراد كخلية نحل للانتهاء من إعداد وتغليف نحو 220 وجبة للأطباء والتمريض. 

 

 

وتأتي اللحظة التي ينتظرها جوايش من بداية اليوم رغم صعوبتها في نظر كثيرين من جانب المحيطين بتسلمه تلك الكمية من الوجبات ونقلها داخل سيارته الخاصة إلى مستشفى حميات إمبابة وصيدناوي حيث يتواجد أطباء وتمريض الحجر الصحي، حسبما روى جاويش لـ "مصر العربية". 

 

 

"فريق مطبخ أرابيسك كان عايز يعمل حاجة للأطباء والتمريض في الحجر نحسسهم بها انهم مش لوحدهم"؛ بتلك العبارة استهل "جاويش" حديثه إلينا، وقال إنّ العصف الذهني في نهاية الأمر تمخضت عنه فكرة إعداد وجبات بالمجان لأطباء وتمريض مستشفيات الحجر، وبعد تحمس الجميع، بدأ فريق عمل المطبخ في التنفيذ على ما استقر عليه الجمع تحت مبادرة "احنا في ضهرك". 

 

 

ففي الساعات الأولى من صباح كل يوم، يتحول مطبخ أرابيسك بالمعادي إلى خلية نحل، كلٌ هنا يأخذ موقعه ومهمته التي يُجيدها ويقوم بها بحُب، وهو ما ينعكس بالتبعية على شكل وطعم الوجبات وطريقة تقديمها في نهاية المطاف، يقول "جاويش": "مطبخ أرابيسك هو بالأساس مُخصص من جانب القائمين عليه الشيف نجوى وإسلام وصلاح، كي يصور به برامج الطهي التليفزيونية".

 

 

 إلا أن تلك الفترة باتت وجبات الفرق الطبية المجانية  من خلال مبادرة "إحنا في ضهرك" التي تحمس لها الفريق ومعهم الدكتورة نهال محسن إحدى عضوات الفريق، هي المسيطرة على المشهد  داخل مطبخ ارابيسك". 

 

 

 

يستمر العمل في تناغم  على هذا النحو، إلى أن تدق الساعة الثالثة عصرًا، فحينها يكون "جاويش" انتهى من عمله الأساسي ويأتي ليستكمل يومه بالمهمة التي باتت تدخل عليه شئ من السعادة والفرحة رغم المشقة والمخاطر التي قد تواجهه في طريقه، بنقل الوجبات إلى حيث مستشفى امبابة للحميات صيدناوي. 

 

 

وعن عوامل الأمان التي اتخذها "جاويش" صاحب الـ 62 عامًا، كونه الوحيد في الفريق المنوط به التوجه إلى حيث يتواجد الأطباء، يقول: "اتخذ كافة عوامل الأمان وأعقم يدي بالكحول بين الحين والآخر، فضلًا عن أنني لا أدخل لأروقة المستشفى ولا أحتك بالأطباء مباشرة ولكن أسلم ما معي من وجبات كل يوم في حدود الساعة الرابعة وحتى الرابعة والنصف عصرًا في المبنى الاداري لمستشفى الحميات للمدير عن المكان، ثم ارحل". 

 

 

عشرات الوجبات التي يعدها فريق المطبخ هي من مساهمات مواطنين علموا بالفكرة وقرروا أن يشاركوا بشئ ما، -حسبما روى لنا جاويش-، فتلك الوجبات المجانية المقدمة يوميًا للفريق الطبي في حميات إمبابة وصيدناوي، جاءت كنوع من الامتنان والعرفان بالجميل، ومنحهم شعور أن هناك من يفكر بهم ويقدر تعبهم خارج أسوار الحجر.

 

 

 

 

وعن نوعية الوجبات المقدمة من جانب فريق ارابيسك للجيش الأبيض فتحوى كل ما لذ وطاب من طعام، وبها تنوع، فضلًا عن أنّ الفريق يحرص على أن تصل ساخنة وبطريقة محترمة للجيش لأصحابها في المستشفيات التي بدأوا بها مبادرتهم حتى الآن. 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان