رئيس التحرير: عادل صبري 08:59 صباحاً | الأحد 08 يونيو 2025 م | 11 ذو الحجة 1446 هـ | الـقـاهـره °

فيديو| العتبة.. الحكاية مش بس زحمة.. الجانب الآخر «مواجع لقمة العيش»

فيديو| العتبة.. الحكاية مش بس زحمة.. الجانب الآخر «مواجع لقمة العيش»

أخبار مصر

بعد صور زحام العتبة .. حملة لازالات الاشغالات

فيديو| العتبة.. الحكاية مش بس زحمة.. الجانب الآخر «مواجع لقمة العيش»

أحلام حسنين 15 أبريل 2020 23:58

غضب شديد اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، من ذلك الزحام والتكدس بسوق العتبة والموسكي، خشية زيادة الإصابات بعدوى كورونا الذي يجد في الزحام مرتعا للانتشار، ولكن خلف تلك الصور التي أزعجت الجميع، قصص ومواجع لأناس دفعوا الثمن من أقواتهم و"لقمة عيشهم".

 

 

هنا في العتبة والموسكي، تشعر وكأنك في عالم آخر غير الذي ينتشر فيه الوباء، هو سوق معروف عنه الزحام طوال أيام العام، وعلى الأخص منها في المواسم كالأعياد والمدارس، يعيش أغلب الباعة فيه على الرزق اليومي، فترى كيف حالهم في زمن كورونا؟.

 

 

حملة لإزالة الإشغالات

 

الزحام الذي يبدو عليه الحال بالعتبة والموسكي وشارع الأزهر، أثار ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، أعقبها تحرك من قبل الأجهزة المعنية، التي شنت حملة مكبرة لإزالة الإشغالات بالعتبة، ومنع تواجد الباعة الجائلين، وهدم "التندات" ببعض المحال بالموسكي.

 

 

 

وعلى مدى يومين قادت محافظة القاهرة بالتنسيق مع مديرية أمن القاهرة، حملة مكبرة لمنع التجمعات بسوق العتبة والموسكي، ومنع الازدحام، وإعادة الانضباط للمنطقة، بعد ما شهدته من زحام الأيام الماضية.

 

 

وصباح اليوم الأربعاء، استكملت الأجهزة المعنية حملتها لإزالة الإشغالات بالعتبة، وهو ما آثار غضب أصحاب المحال والباعة، لاسيما أولئك الذين أزالت "بلدزورات " الحكومة أجزاء من المحال، مثل "التندات" التي تحميهم من حرارة الشمس، أو "الاستندات" التي يعرضون عليها بضاعتهم.

 

 

رئيس حي الموسكي يشكر الباعة

 

العميد ماجد سيد، رئيس حي الموسكي، يقول إن سبب الازدحام هو أن حي الموسكي له طبيعة خاصة، إذ يعتمد على النشاط الاقتصادي سواء تجارة الجملة أو القطاعي، ومن ثم أغلب المواطنين المصريين يلجأون له لتوافر أرخص الأسعار به.

 

وأضاف سيد، خلال لقاء مع برنامج صباح الخير يامصر، المذاع عبر القناة الأولى المصرية، أنه منذ بداية اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا، وبالتعاون مع قسم الموسكي وشرطة المرافق وكل الأجهزة المعنية، وهناك حملات باستمرار لمتابعة منع التجمعات بالعتبة، فضلا عن حملات النظافة والتطهير.

 

 

وأشار رئيس حي الموسكي، إلى أن عدد الباعة الجائلين في العتبة يفوق الـ 30 ألف، فيما يتجاوز حجم النشاط التجاري الـ 40 ألف محل تجاري.

 

وأكد أن الحي تحدث مع الباعة وأصحاب المحال حول حجم خطورة التجمعات، والكثير منهم التزم بالحظر، ومجموعة أخرى قرت غلق المحال.

 

 

وأضاف :"الوضع في الموسكي عبارة عن عمالة يومية ورزق يومي، الناس بتيجي عشان تطلع قوت يومها، واغلبهم متجوزين، فكرة الحظر التامة عليهم ببتقى صعبة، وفهمناهم والناس استجابت، ويشكروا على المجهود النفسي اللي مستحمليه، مجهود نفسي كبير إنه يتقطع عيشهم".

 

الحكاية من البداية

 

في بداية دخول وباء كورونا مصر، كانت العتبة على حالها المعتاد زحام شديد تكاد لا تجد فيه موضع قدما، وما أن انتشرت صور لواقع العتبة والموسكي، تدخلت الأجهزة المعنية لضبط حركة البيع والشراء، وذلك بمنع تواجد الباعة الجائلين، وبعدها تراجع الزحام بالفعل، لاسيما في أول أسبوع من فرض حظر التجوال.

 

مع الأيام الأولى لبداية فرض حظر التجوال في مصر، ابتداء من الساعة السابعة مساء حتى السادسة صباحا، مع غلق المحال التجارية من الساعة الخامسة عصرا، كان أعداد الزبائن المقبلين على العتبة يكاد يُعد على أصابع الأيدي، حسبما يقول "ص.ع"، أحد أصحاب المحال بالعتبة.

 

 

يقول صاحب المحل لـ"مصرالعربية" إن الباعة كانوا يشتهون قدوم الزبائن، ففي أيام الحظر الأولى تأثرت حركة الشراء كثيرا، حتى أنه كان يمر اليوم ولا يبيعون شيئا، ويضطر دفع "يومية" البائع من "جيبه الخاص"، لأنهم لم يحصلوا إيردادت يدفعون به أجور الباعة.

 

الأمر لم يقتصر فقط على الأجور اليومية للباعة، فيضيف صاحب المحل، إن طبيعة المحال بالعتبة كسوق تجاري، هو جلب بضائع من أصحاب المكاتب مقابل "شيكات"، يتم دفع أقساطها من أرباح البيع، وبالتالي مع قلة حركة الشراء، تراكمت عليهم الكثير من المديونيات، ما قد يعرضهم للحبس مقابل هذه الشيكات.

 

ويشير إلى أن هناك الكثير من أصحاب المحال اضطروا لتسريح بعض الباعة، والاكتفاء ببائع أو اثنين، نظرا لقلة حركة الشراء، لافتا إلى أن هناك الكثير ممن تتضرروا من أزمة كورونا لا يجدون حالا ما يكفي قوت يومهم.

 

استياء الباعة والمحال

 

يقول أحمد.س، أحد الباعة بالعتبة، إنه منذ الصباح الباكر تواجد عدد كبير من القيادات الأمنية ومسؤولين من محافظة القاهرة وحي الموسكي، ومع الساعة الثانية عشرة ظهرا بدأت الحملة لإزالة إشغالات المحال، دون أن يطالبوا بغلق المحال.

 

 

وأضاف :"بدأ البلدزور يشيل المواسير والاستندات ويكسر كل حاجة برا باب المحلات لحد الرصيف، ومعظم المحلات هنا بتعرض شغلها برا عشان الباعة الجائيلين ميقفوش قدمنا، وطبعا تكسير الحديد دا خسارة كبيرة علينا، وبضاعتنا اتبهدلت".

 

 

واستطرد:" البضاعات اللي كانت برا المحلات معظمها اتاخد، باعتبار إنها مخالفة، المفروض منخرجش عن الرصيف، بس دا موسم بنستناه من السنة للسنة، والمحل عليه شيكات البضايع لازم تتسد، هنجيب منين والحال واقف".

 

يوضح أحمد أنهم ليسوا ضد الإجراءات الاحترازية بمنع التجمعات للوقاية من كورونا، ولكن يرى أنه كان الأفضل أن تطالبهم الحكومة بغلق المحال بدلا من استخدام البلدزور.

 

واستكمل قائلا :"يقولوا لنا اقفلوا واحنا هنقفل، على الاقل محدش من البايعين هينزل ويطلب يوميته، واحنا اصلا مش بنبيع، هنجيب منين يومية البياع، وسداد اقساط الشيكات، وايجار المحلات؟".

 

واختتم حديثه قائلا :"البايعين هينزلوا كل يوم لإن معهمش جنيه يقعدوا في البيت، دا قوت يومهم، البياع حياته في الشغل مش في البيت، اللي عليه شيكات والتزامات وايجارات للمحل، هننزل وهنجيب بضاعة بدل اللي اتاخدت ونشتغل".

 

مواجع لقمة العيش

 

آية.س، إحدى البائعات المتجولات بميدان العتبة، تفترش الأرض ببعض البلاستيكات و"توك الشعر"، تنفق منها على والداتها المريضة، والتي أجرت عملية تركيب مفصل، بأكثر من 15 ألف جنيه، تحملها أهل الخير.

 

 

تقول آية :"بقالنا 3 أيام قاعدين في البيت، ولما فرشنا الحكومة جت لمت كله، هنعمل ايه وهنجيب منين، احنا كمان خايفين من الكورونا، بس لو قعدنا في البيت هنموت من الجوع، وهجيب منين علاج أمي، كده موتة وكده موتة".

 

أبو ياسين الجندي، أحد الباعة، يقص هو الآخر معاناته قائلا : زي  ما انتوا شايفين حسبي الله ونعم الوكيل، العملاء كل يوم يرنوا علينا عاوزين فلوس الاقساط  والشيكات، ويقولولنا انتوا فاتحين والدنيا زحمة، ادينا فتحنا أهوا وشوفوا الحكومة عملت إيه، هنجيب منين فلوس نسد ديونا".

 

 

وعلق محمد صلاح، أحد الباعة، على مطالب البعض بغلق العتبة قائلا :"يعني اللي قاعدين في استديو وبياخدو ملايين قرروا فجأة ان سبب الأزمات في مصر والعالم وأسباب الكورونا واسباب الحرب البيلوجية هما الناس الغلابة ".

 

وأضاف :"الناس الغلابة دول بتوع اكل العيش عارفنهم طبعا اللي ديما يبقو شماعة كل شئ مع انهم اصلا كل طموحهم كام جنيه يروحو بيهم لعيالهم .. كل اللي اتاذي بسببك احتسب ده عند ربنا .. لا تحسبنا الله غافلا".

 

 

سرقة وتحرش

 

وبعيدا عن أولئك الذين نزلوا للأسواق ليستعدوا للأعياد والأعراس، وعن الباعة الذين يشكون وقف حالهم، هناك من استغل الزحام في أغراض أخرى.

 

فيقول محمد شريف، أحد الباعة، إنه في عز ضجر الباعة وأصحاب المحال من حملة الإزالة، اكتشفوا أن بعض من أصحاب الخردة، يسرقون الحديد الذي هدته الحكومة من المحال.

 

وأضاف أنه في زحام الأيام الماضية، انتشر التحرش بالبنات، فضلا عن انتشار السرقة، فعلى مدى اليوم كانوا يسمعون صراخ النساء اللاتي يتعرضن للسرقة، مستشهدا بسيدة، أحد اللصوص مزق حقيبة يدها وخطفها، وبها نقود كانت ستشتري به جهاز ابنتها العروس.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان