انقسم عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" حول مقطع الفيديو الذى يعترف فيه الداعية السلفي أبو اسحاق الحويني، بارتكاب بعض الأخطاء فى كتبه التى دوَّنها فى بداية حياته بسبب التسرع في تأسيس مجده الشخصي لكنه سرعان ما تراجع عن هذه الأخطاء، وقام بتصحيح فى كتبه وخصبه ودروسه العلمية، بينما رأى البعض أن اعترافه بالخطأ فضيله تحسب له، هاجمه آخرون معتبرين ما قاله محاولة للتسلل للمشهد الإعلامي مرة أخرى.
الحويني قال فى مقطع الفيديو المتداول: "أنا تمنيت لو كنت صبرت على نفسى واستويت شويه حتى يكون عملي أجود"، لافتًا إلى أنّ سنن النسائي من أفضل كتبه ، لكن أضاف: "بعض كتبي في نقد الحديث كنت أتمنى أن تتأخر، والأخطاء التى ارتكبتها استحيي منها الآن وأنبّه عليها فى كل مجلس علم أو درس لي".
وتعليقا على تصريحات الحويني قال "أشرف الخمايسي"، عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي :"إذا لم يرتق "الأدب" و"الإبداع" بمروءة وإنسانية الواحد منا.. وإذا لم يكونا قادرين على مسح الحقد والبغضاء من قلوبنا.. إذا لم يمنحانا القدرة على كشف ما هو زائف وما هو مدلس.. فليذهبا إلى حيث ألقت أم قشعم"، واختتم تدوينه بقوله :"أنا أحب هذا الرجل" فى إشارة إلى الحويني.
اتفق معه فى الرأى أحمد عيسي، الذى علق قائلا :" الحوينى ( أبي إسحاق ) فهو الماء الرقراق ، والبحر الدفاق ، للخير سباق ، وللشر مغلاق ، زكى الأخلاق ، دائم اﻹشراق ، بلغ صيته اﻷفاق.. محدث مصرنا ، ودرة عصرنا ، وتاج رؤوسنا.. أفنى عمره فى خدمة الدين ، فكان نعم الحارس اﻷمين ، فأرغم معاطس المبتدعين... ولعل الله رزقه حسنات لم يتعب فيها.. فالمظالم ﻻ تنسى فالله محصيها.. خاب وخسر من أدلع لسانه ، وحرك بنانه ، ووقع في أعراض حراس الديانة"
وهناك عشرات التعليقات التى أشادت بموقف أبو اسحاق الذى ولد فى قرية حوين الواقعة بمحافظة كفر الشيخ، عام 1956، وتخصص في علم الحديث، منها:
وعلى النقيض رفض قطاع آخر قبول اعتذار الحويني ومن هؤلاء حسين القاضى الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، الذى كتب على إحدى الصفحات الخاصة بأئمة الأوقاف قائلا :"بعد سنوات دمَّر فيها الشباب بالتشدد، وضلل الأمة، يأتي الداعية السلفي الوهابي حجازي محمد يوسف، المشهور بـ: (أبو إسحاق الحويني) الذي يتلقى العلاج في قطر -شفاه الله، وشفى كل مريض -، يأتي ليعترف بأنه (أفسد كثيرا من الشباب، وجنى على الناس بحماسه، وأنه كان متسرعا حماسيا يحب الشهرة، ولا يعرف أن الأحكام الشرعية درجات، كله عندي درجة واحدة حرام وواجب، وينصح طلبة العلم: اوعوا تتسرعوا)".
وأضاف :"تراجع الحويني ليس كاملا، لأنه لم يتراجع عن فساد منهجه العقدي الذي ضلل غيره، لكنه اعترف بالحماس ورغبته في الشهرة، والحقيقة أن الرجوع للحق فضيلة تحسب للرجل، ولكن رجوعه واعترافه بالحماس جاء بعد أن أفسد أجيالا، و"محمد حسان" اعترف بأنه كان حماسيًا متسرعًا،، ومؤسس الإخوان "حسن البنا" اعترف نفس الاعتراف، إنه الحماس من أجل جمع الشباب واستغلال عواطفهم، سامح الله الجميع، (ويتبقى الأزهر الشريف ومنهجه العلمي والفكر الوسطي الذي لم يندم واحد سار على منواله)"
ومن جانبه أثار الشيخ أحمد تركي، مدير عام مراكز التدريب بوزارة الأوقاف سابق، بعض الأسئلة عبر صفحته الخاصة قائلا : "أبواسحق الحوينى : يعترف باخطاء فى الماضى، ومحمد حسان : يعترف باخطاء فى الخطاب الدعوى لمدة كبيرة !!!، لم يذكر كل منهما ما هى الأخطاء ؟! هل تراجع عن التسويق للخلافة وإسقاط مصر لتكون تابعة لتركيا؟!. وهذا الخطاب سوقوه لأكثر من ثلاثين عاماً...ام تراجع وتوبة عن خطاب تجنيد الشباب لصالح الاٍرهاب ؟! ( أظهرت التحقيقات مع الارهابيين بتاثرهم لهذا الخطاب !! حبارة نفسه اعترف بدور محمد حسان فى تكوينه !! )، ولماذا لم يتم هذا التراجع فى صورة مراجعات مكتوبة مدعومة بالأدلة على غرار مراجعات الجماعة الاسلامية فى اخر التسعينيات ؟!"
وتابع قائلا :"ما مصير الأتباع المقدر عددهم بالآلاف فى صورة طلبة علم !! وهم فى الأصل تنظيم نائم !!!! عدة مرات تصلنى تهديدات من اتباعهم وصلت للتهديد بالقتل عندما كنت أتناول آراءهم نقداً فى الاعلام !!.. وصفحات تابعة لهم. كانو يتعمدون تشويه صورتى !!، هل نحن أمام مناورة لتيار دينى خطير يحاول إعادة تدوير نفسه كما صنع من قبل فى عهد حسنى مبارك ؟!".
وأضاف : "النغمة الجديدة لإعادة تدويرهم !! جمعيات خيرية عملاقة تقوم بجمع التبرعات وتندمج موقتاً فى خطة الدولة المصرية فى التنمية ومساعدة الفقراء ويستعينون بمشايخ الفلل والقصور للظهور الاعلامى تحت رعايتهم !!'.. او محاولة التسلل عبر عناصرهم النائمة الى مفاصل مهمة فى الوظائف العليا فى المؤسسة الدينية خاصة وفى التعليم والاعلام !!.. كل هذا وأكثر يفرض علينا الحذر والتحقق من مناورات هؤلاء الثعالب !!".
واختتم تدوينه قائلا :"أنا لست من المغلقين باب التوبة أمام أحد !!.. لكن لن نقبل الا التوبة النصوح.. والتوبة النصوح هى. الا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحا".
وبدوره نشر الشيخ أحمد البهى، إمام بالأوقاف، مقطع فيديو للشيخ الحويني وهو يسب يسب شيخ الأزهر السابق الدكتور محمد سيد طنطاوى، مصحوبا بتعليق قال فيه: "الحويني ما هو إلا جاهل شتام مدلس تسبب في خروج عقلية منحطة ممن ينتسبون للتيار الإسلامي.. شوية الكلام اللي بيقولهم في الحديث وبينقلهم عن العلماء ماهو إلا حشو يقوله دون فهم، ولو كان لأتباعه ذرة من الفهم اعلموا أن من يتشدق بالنقل عنهم قد كفرهم أصلاً بلازم منهجه الذي يعتبر الأشاعرة والماتريدية أهل كفر وضلال".
أما محمد أبو العيون، وهو كاتب صحفي وباحث متخصص فى شئون الجامعات والمؤسسات الإسلامية فاكتفى بالتعليق على تصريحات الحويني بطرح بعض الأسئلة وهى : "هل اعتذار دعاة السلفية عن أخطائهم مرتبط بالإصلاح الديني الذي تقوم به المملكة العربية السعودية والقضاء على الوصاية الوهابية؟.. هل جفت منابع التمويل فكان لزامًا على دعاة السلفية "تغيير جلدهم" للبقاء في المشهد؟".