رئيس التحرير: عادل صبري 03:03 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

شكاوى لرئيس البرلمان ودعاوى قضائية.. هل تتراجع الحكومة عن نقل كباش الكرنك للتحرير؟

شكاوى لرئيس البرلمان ودعاوى قضائية.. هل تتراجع الحكومة عن نقل كباش الكرنك  للتحرير؟

أخبار مصر

نقل كباش الكرنك لميدان التحرير

شكاوى لرئيس البرلمان ودعاوى قضائية.. هل تتراجع الحكومة عن نقل كباش الكرنك للتحرير؟

فادي الصاوي 30 ديسمبر 2019 19:08

 

أثيرت حالة من الجدل، مؤخرا، حول قضية نقل مسلة فرعونية من الشرقية، و4 تماثيل أبو الهول ذات رأس الكبش من معبد الكرنك بالأقصر، لتزيين ميدان التحرير بالقاهرة، وتقدم عدد من نواب البرلمان وبعض المهتمين بالآثار المصرية بشكاوى إلى رئاسة الجمهورية، وأقام البعض دعاوى قضائية ضد رئيس الحكومة ووزير الآثار والسياحة لوقف قرار النقل.

 

حالة الجدل ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، وقال البعض: إن "انتزاع" تماثيل الكباش من مكانها الحقيقي يفقدها قيمتها التاريخية ويحولها إلى مجرد قطعة فنية.

 

 بينما أعرب آخرون عن ترحيبهم بالفكرة باعتبارها أمرًا جيدًا، ومن بين هؤلاء الكاتبة لميس جابر، التي أشارت إلى أن هذه الكباش ليست من طريق الكباش.

 

وقالت فى تصريح تليفزيوني لها: "أن معبد الكرنك مليء بالآثار التي يمكن أن تُزين ميادين مصر كلها.. هناك تماثيل داخل معبد الكرنك "ملهاش صاحب.. بدل ما بنتريق على التماثيل اللي بتتعمل، وبتدهن لاكيه أحمر وأخضر.. ناخد من آثارنا، وتكون دعاية لمصر سياحيا".

 

وعلى النقيض أكد عدد من الأثريين المصريين فى مذكرة أرسلوها إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن نقل المسلة الفرعونية و4 كباش من بين تماثيل موجودة خلف واجهة معبد الكرنك "الصرح الأول" على جانبي الفناء إلى القاهرة من أجل تزيين ميدان التحرير، أمر مخالف للأعراف الدولية المنظمة للحفاظ على الآثار والمباني التاريخية ولطبيعة الأثر المرتبط بموقعه الأثري.

 

وذكرت المذكرة أن البند السابع من ميثاق البندقية المنظم لأعمال الحفاظ على المواقع والمباني الأثرية والذي يعد المرجع الأساسي لوثيقة التراث العالمي باليونسكو التي وقعت عليها مصر والصادرة عام 1974 ونص على أن "الأثر ملازم للتاريخ، فهو شاهد عليه وكذلك النسيج العمراني الذي هو جزء منه وغير مسموح إطلاقا بتحريك الأثر أو أي جزء منه إلا إذا اقتضت وقاية الأثر ذلك، ويتم البت في هذا في حالة وجود مصلحة عالمية أو محلية على أعلى قدر من الأهمية."

 

وأوضحت المذكرة أن اجتزاء جزء أثري أصيل من موقعه يؤدي إلى رسالة زائفة مرفوضة من المجتمع الدولي والمتخصصين في هذا المجال، وتلك الأفعال كانت تتم في الماضي قبل صدور تشريع دولي يحرم ذلك الأمر، والتي يمكن تداركها بعمل مستنسخات دقيقة لتلك الكباش وللمسلة المراد نقلها لميدان التحرير.

 

وطالب مقدمو المذكرة من رئيس الجمهورية، بتنظيم مسابقة دولية مماثلة لما تم من مسابقة مماثلة لميادين العاصمة الإدارية الجديدة، ولكنها مسابقة سريعة مدتها شهر واحد لعرض أفكار عدة لحل ميدان التحرير الذي يعد من أهم ميادين القاهرة إن لم يكن أهمها على الإطلاق.

 

ومن جانبه قام النائب البرلماني هيثم الحريري، وطارق العوضي المحامي، والدكتورة مونيكا حنا أستاذة علم المصريات، دعوى أمام محكمة القضاء الإداري ضد الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد العناني وزير الأثار و السياحة، للمطالبة بإلغاء قرارهما السلبي بالامتناع عن وقف عملية نقل تمثايل الكباش من معبد الكرنك لتزيين ميدان التحرير بالقاهرة.

 

وأكدت الدعوى التي حملت رقم 15495 لسنة 74 قضائية شق مستعجل، أن نقل الكباش يخل بطبيعة المعلم الأثري، مؤكدة فى الوقت ذاته أن هذه القطع الأثرية لا تقدر بثمن.

 

وطالبت الدعوى، بإلغاء قراري رئيس الوزراء ووزير الآثار السلبيين بالامتناع عن تنظيم مسابقة لتصميم مستنسخات للقطع المراد نقلها عوضا عن اقتطاعها من مكانها الأصلي أسوة بما تم من مسابقات لتزيين ميادين العاصمة الإدارية الجديدة.

 

واستندت الدعوى إلى نصوص الدستور والقانون وكذا ميثاق فينيسيا واتفاقية اليونسكو ١٩٧٠، مطالبة بإعادة النظر في هذه المسألة ووقف كافة القرارات المتعلقة بتغيير أماكن أي من القطع الأثرية المصرية التي لا تقدر بثمن، والتي لا يجوز نقلها إلا لحمايتها مما قد يحدث من أخطار تهدد سلامتها.

 

 

 

بدورهم برر المسئولون فى وزارة الآثار عملية نقل التماثيل إلى ميدان التحرير، حيث قال الدكتور مصطفى الصغير مدير عام آثار الكرنك، أوضح فى تصريح له، أن تماثيل أبو الهول ذات رأس الكبش التى سيتم نقلها من معبد الكرنك إلى القاهرة لتزين ميدان التحرير، ليست من التماثيل الموجودة على جانبى طريق الكباش المعروف الذى يربط بين معبدى الاقصر والكرنك، ولا التماثيل الموجودة أمام واجهة معبد الكرنك.

 

 وأوضح الصغير، أن هذه التماثيل تم اختيارها من بين تماثيل موجودة خلف واجهة المعبد "الصرح الأول" على جانبى الفناء، خلف مبانى الطوب اللبن التى تركها المصرى القديم أثناء أعمال بناء الصرح الأول.

 

وأشار إلى أن وزارة السياحة والآثار تعكف حالياً على دراسة وتوثيق هذه التماثيل بشكل كامل، والقيام بكل أعمال الصيانة والترميم اللازمة للحفاظ عليها، وذكر أن الوزارة انتهت من أكثر من 90 % من مشروع ترميم وإحياء طريق الكباش وسوف يتم افتتاحه امام الزائرين خلال عام 2020.

 

من جانبه أشار مصطفى الوزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إلى عدم تأثر معبد الكرنك سلبيا بعد نقل الكباش الأربعة إلى ميدان التحرير، مضيفا: معبد الكرنك به كباش كثيرة، ونقل 4 لوسط القاهرة لن يضر على حركة السياحة في الكرنك"، موضحا فى الوقت ذاته أن مصر لديها أحدث تقنيات لنقل الآثار، ويوميًا يتم نقل تماثيل من مكانها إلى أماكن أخرى، ولا يوجد أي مخاوف من النقل.

 

يعتبر ميدان التحرير، احد أكبر ميادين مدينة القاهرة، وسمي في بداية إنشائه باسم ميدان الإسماعيلية، نسبة للخديوي إسماعيل، ثم تغير الاسم إلى "ميدان التحرير"؛ نسبة إلى التحرر من الاستعمار في ثورة 1919 ثم ترسخ الاسم رسميًا في ثورة 23 يوليو عام 1952.

 

 

ويحاكي الميدان في تصميمه ميدان شارل ديجول الذي يحوي قوس النصر في العاصمة الفرنسية باريس.

 

ورمز ميدان التحرير إلى حرية الشعوب وصمودها حين شهد عدة مواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية منها بدأت أحداث ثورة 1919 ومظاهرات 1935 ضد الاحتلال الإنجليزي وثورة الخبز في 18 و 19 من يناير عام 1977، ومنها أيضا ثورة 25 يناير عام 2011،  ومظاهرات 30 يوليو التى أطاحت بحكم جماعة الإخوان.

 

وكان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، تفقد يوم الخميس الماضى، أعمال تطوير ميدان التحرير بنفسه، يرافقه وزراء: الآثار السياحة، والتنمية المحلية، والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ومحافظ القاهرة، لدفع سير أعمال التطوير وإسراع التنفيذ، ووجه مدبولي بالعمل على سرعة تجميل صورة المباني المحيطة بالميدان، وخاصة مجمع التحرير.

 

ولا تقتصر عملية تطوير ميدان التحرير على نقل التماثيل الأثرية إلى القاهرة، بل تشمل أيضًا زراعة النخيل وأشجار الزيتون في المنطقة المحيطة بالميدان، وإزالة اللافتات التى تحجب واجهات العمارات ذات الطراز العمرانى المتميز، وتجهيز "صينية" الميدان، تمهيداً لنقل المسلة الفرعونية لتزين صينية الميدان، بجانب دهان واجهات المحلات والعمارات لكى يكون هناك تناسق للمنطقة التاريخية، وسيضم الميدان ايضا نافورة واعمالا مائية وإضاءات.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان