رئيس التحرير: عادل صبري 10:10 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد واقعة معاذ عمارنة.. معاناة الصحفيين حول العالم مستمرة

بعد واقعة معاذ عمارنة.. معاناة الصحفيين حول العالم مستمرة

سارة نور 20 نوفمبر 2019 16:00

هرول الجميع ما بين كر وفر، كل منهم يريد أن يتفادى إصابة بالغة أو رصاصة في مقتل، بينما يتمركز معاذ في زاوية يصور بعدساته وحشية الاحتلال الإسرائيلي التي يغض العالم طرفه عنها.

 

لكنها دقائق قليلة حتى صار معاذ عمارنة الصحفي الفلسطيني في مرمى نيران الاحتلال في مدينة الخليل، فقد على إثرها عينه اليسرى ورصاصة استقرت في دماغه رفض الأطباء استئصالها خشية تعريض حياته للخطر.

 

أراد الاحتلال الإسرائيلي بإصابة عمارنة أن يخفي آثار جرائمه تجاه المتظاهرين الفلسطينين المتمسكين بأراضيهم التي اغتصبها الاحتلال على مرأى ومسمع من العالم كله، إذ اكتفى بكلمات الشجب والتنديد.

 

غير أن صورة معاذ راقدا في المستشفى يضع ضمادة على عينه اليسرى طارت على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"و"تويتر" في حملة تضامنية واسعة أطلقها صحفيون فلسطينيون وتجاوب معاها الصحفيين العرب والدوليين والمتضامنين مع القضية الفلسطينية، إذ نشروا صورهم وهم يضعون ضمادات على أعينهم اليسرى تضامنا مع العمارنة.

 

بينما طالبت نقابة الصحفيين الفلسطينيين بضرورة محاكمة مرتكبي الجرائم بحق الصحفيين الفلسطينيين، مؤكدة أنها بصدد إحالة ملف قضية معاذ وملفات مشابهة إلى محكمة الجنايات الدولية، بحسب سكاي نيوز العربية.

 

هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الصحفيين الفلسطينيين للقتل أو الإصابة بالرصاص الحي، إذ قالت لجنة دعم الصحفيين الفلسطينيين إن منذ بداية مسيرات العودة في 30 مارس 2018 حتى صدور التقرير في مارس الماضي قتل الاحتلال صحفيين اثنين وهما ياسر مرتجى، وأحمد أبو حسين، وإصابة أكثر من 321 صحافياً وإعلامياً.

 

وبحسب تقرير اللجنة تنوعت إصابتهم بين 94 جريحاً بالرصاص الحي والمتفجر وشظايا الرصاص التي اخترقت جسدهم والمناطق السفلية غالباً، عدا عن إصابة أكثر من 130 صحفياً بالاختناق جراء إطلاق الاحتلال بشكل مباشر قنابل الغاز السامة صوبهم وتسببت لهم في تسمم وإغماء.

 

في حين أُصيب 92 آخرين بقنبلة غاز مباشرة، أدت إلى حروق وجروح وكسور، وإصابة 18 بالرصاص المغلف بالمطاط، غير أن الاحتلال استهدف أيضاً 42 صحفية، أُصبن بإصابات متنوعة خلال تغطيتهم في الميدان، بحسب التقرير الصادر في مارس ٢٠١٩.

 

وحذرت اللجنة حينها، من خطورة استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في استهداف الطواقم الصحفية العاملة في المحطات المحلية والعربية والدولية في قطاع غزة، رغم ارتدائها سترة وخوذة عليها شارة واضحة لعملها الصحفي وباللغتين العربية والإنجليزية، واستهداف مركباتهم التي تحمل إشارة تدل على أنها وسيلة إعلامية.

 

ولم تتوقف مسألة استهداف الصحفيين على الفلسطينيين فقط، و إنما امتدت لمناطق أخرى حول العالم، ما جعل قتل الصحفيين يصل إلى أعلى معدلاتها في ٢٠١٨ في ٣ سنوات، بحسب التقرير الصادر عن لجنة حماية الصحفيين.

 

وأوضح التقرير أن عدد الصحفيين الذين استُهدفوا بالقتل انتقاماً منهم بسبب تغطيتهم الصحفية زاد إلى الضعف تقريباً في عام 2018 مقارنة بعام ٢٠١٧، مشيرا إلى أن أفغانستان هي البلد الأشد فتكا بالصحفيين.

 

وأكد التقرير أن ما لا يقل عن 53 صحفياً لقوا حتفهم في جميع أنحاء العالم بين يناير إلى 14 ديسمبر 2018، منهم 34 صحفياً منهم استُهدفوا بالقتل.

 

وصنفت لجنة حماية الصحفيين ثلاثة أنواع من حالات وفاة الصحفيين أثناء أدائهم لعملهم: جرائم القتل الانتقامية، والوفيات أثناء تغطية عمليات قتالية أو من جراء النيران المتقاطعة منهم11 صحفياً في ٢٠١٨، والوفيات أثناء أداء مهمات خطرة أخرى، مثل تغطية التظاهرات التي تتحول إلى مواجهات عنيفة منهم ثمانية صحفيين في العام ذاته.

 

فيما سجل مجموع الصحفيين القتلى ازدياداً، ففي عام ٢٠١٧ بلغ عدد الصحفيين القتلى 47 صحفياً، منهم 18 صحفياً استهدفوا بالاغتيال، في حين قُتل 50 صحفياً في عام 2016.

 

في فبراير ٢٠١٨، قُتل المراسل الصحفي الاستقصائي يان كوسياك ٢٧ عاما وخطيبته رمياً بالرصاص، عندما كان يحقق بشأن الفساد في سلوفاكيا، وهو ثاني صحفي يُقتل بسبب عمله في دول الاتحاد الأوروبي بعد الصحفية المالطية دافني غاروانا غاليزا التي قُتلت في أكتوبر 2017 من جراء انفجار قنبلة موضوعة في سيارتها.

 

وتقول لجنة حماية الصحفيين إن الإفلات من العقاب يؤدي إلى مزيد من العنف، ففي المكسيك قتل نحو ٤صحفيين على الأقل، إضافة إلى صحفيين اثنين في البرازيل.

 

أما في البلدان التي تدور فيها رحى الحرب مثل سوريا واليمن، تراجع عدد الصحفيين القتلى إلى أدنى مستوياته في عام ٢٠١١، إذا ازدادت صعوبة وصول الصحفيين إلى هذه المناطق، كما بات الخطر كبيراً إلى درجة تدفع إلى عدم المخاطرة، ما أدى إلى انتشار الرقابة الذاتية، أو ترك العمل في الصحافة، بحسب لجنة حماية الصحفيين.

 

وفي سوريا، قُتل تسعة صحفيين على الأقل في عامي 2017 و 2018 مقارنة مع الرقم القياسي في عام 2012 حين بلغ 31 صحفياً قتيلاً، وفي اليمن، قُتل ثلاثة صحفيين في عام 2018، بينما قُتل صحفيان فلسطينيان أثناء تغطية الاحتجاجات في قطاع غزة.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان