تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه شابين مصريين وهما يعترضان طريق شاب آخر من أصول أفريقية، اعتديا عليه لفظيا بسبب لون بشرته السوداء.
ووفقا للفيديو المتداول كان الشاب الإفريقي فى طريقه إلى المدرسة، فإعترض طريقه شابين مصريين أحدهما يدعى سيد حسن، وطالبوا منه التقاط صوره تذكاريه معه بنوع من الاستهزاء والسخرية من لون بشرته، فى المقابل رفض الشاب الإفريقي وطلب منهم تركه لتأخره عن موعد المدرسة، ليرد عليه الآخر قائلًا: "مستر محمود ده حبيبي وصاحبي.. وأنا عايز اتصور الصورة الجميلة بس".
وانتشر مقطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار فى الهشيم، وطالب النشطاء على مواقع السوشيال ميديا، بمحاسبة الشابين و واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضدهم، مؤكدين أن مثل هذه التصرفات تسيء للشعب المصري وتعكر صفو العلاقات بين مصر والدول الإفريقية الأخري.
بدورها أعلنت مصادر أمنية بوزارة الداخلية عن قيامها، بفحص مقطع فيديو المتداولً على موقع التواصل الاجتماعي، لتحديد المنطقة المسجل فيها الفيديو، وطرفي الاعتداء؛ تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المتنمرين.
وفى أول رد فعل لهم على واقعة التنمر، نشر الشباب المصري مقاطع فيديو أخري يؤكدون فيها أن الواقعة غير حقيقية وأنه صوروا الفيديو بالاتفاق مع الشاب الإفريقي صديقهم كنوع من الدعابة، كما نشر فيديو آخر للشاب الأفريقي وهي يغني معهم إحدي أغاني المهرجانات.
لم تكن هذه هى واقعة التنمر الأولى ضد الشباب الأفارقة فى مصر هذا العام، ففي شهر مارس الماضى، نشر طالب بكلية الإعلام جامعة القاهرة، صورته مع أحدى الطالبات الوافدات من دولة جنوب السودان مع بعض التعليقات الساخرة والمسيئة إلى الطالبة، وذلك على هامش الاحتفال الإفريقي التراثي الذي أقامته كلية الإعلام جامعة القاهرة.
وأثار المنشور وتعليقاته حفيظة الطلاب الأفارقة الدارسين بالجامعة، وعلى الفور أصدرت جامعة القاهرة بيانًا رسميًا لشجب الواقعة، وقالت في بيانها: "إن جامعة القاهرة في عهد الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة، لا ولن ترضى بالإساءة لأي طالب أو طالبة من الأشقاء من مختلف الدول الإفريقية، وقد تم رفع الأمر إلى رئيس الجامعة لاتخاذ اللازم".
وأشارت الجامعة، إلى دورها في خدمة ورعاية ودعم طلابنا من كافة الدول الإفريقية، وأن مكتب رعاية شئون الطلاب الأفارقة بجامعة القاهرة يعرب عن أسفه من هذا السلوك الفردي المسيء، متقدما بالاعتذار للطالبة.
والتنمر هو أحد أشكال العنف الذي يمارسه شخص أو مجموعة من الأشخاص ضد شخص أخر أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة، وقد يأخذ التنمر أشكالًا متعددة كنشر الإشاعات، أو التهديد، أو مهاجمة الشخص المُتنمَّر عليه بدنيًا أو لفظيًا، أو عزله بقصد الإيذاء أو حركات وأفعال أخرى تحدث بشكل غير ملحوظ.
ويتخذ التنمر عدة أشكال بدني، مثل: الضرب، أو اللكم، أو الركل، أو سرقة وإتلاف الأغراض، ولفظي، مثل: الشتائم، والتحقير، والسخرية، وإطلاق الألقاب، والتهديد، واجتماعي، مثل: تجاهل أو إهمال الشخص بطريقة متعمدة، أو استبعاده، أو نشر شائعات تخصه، ونفسي، مثل: النظرات السيئة، والتربص، التلاعب وإشعار الشخص بأن التنمر من نسج خياله، وإلكتروني، مثل: السخرية والتهديد عن طريق الإنترنت عبر الرسائل الإلكترونية، أو الرسائل النصية، أو المواقع الخاصة بشبكات التواصل الاجتماعي، أو أن يتم اختراق الحساب.
وتظهر الأبحاث أن من تم اختيارهم ليكونوا هدفًا للتنمر والأفعال المسيئة، هم من الأشخاص المختلفين: في المظهر، أو الخلفية الثقافية والدينية، أو الحالة الاجتماعية، أو ممن لديهم مشاكل صحية أو إعاقات، أو المتفوقين والموهوبين بشكل استثنائي، أو من يحصلون على اهتمام كبير، وقد يكونوا من المنطوين والخجولين اجتماعيًا الذين هم لا يميلون للتحدث بصوت عالٍ، أو الوافدين الجدد.
