ما بين التيفود، والجدري المائي، والالتهاب السحائي أو الرئوي والانفلونزا، وقع الطلاب فى المدارس المصرية فى براثن الأمراض المعدية، خاصة مع اقتراب موسم الشتاء.
وعند ظهور أي من هذه الأمراض فى المدارس تبادر وزارة التربية والتعليم، بتوجيه المدارس إلى اتخاذ الإجراءات وطرق الوقاية الصحية من تعقيم وتنسيق مع إدارات الطب الوقائى للحد من انتشار هذه الأمراض المعدية بين الطلاب خاصة فى مرحلتي رياض الأطفال والابتدائي.
اليوم جرى الإعلان عن إصابة 12 تلميذًا، جميعهم بمدارس التعليم الأساسي التابعة لمحافظة الشرقية، بعدوى الجديري المائي بشكل مفاجئ، وبمجرد ظهور حالات الاشتباه أخطرت مديرية التعليم، مديرية الصحة، وجرى إعطاء الطلاب المصابين إجازة 15 يومًا، وهي فترة احتضان المرض، ومتابعة حالتهم مع الصحة لحين الاطمئنان عليهم والتأكد من تعافيهم وعودتهم مرة أخرى لاستكمال الدراسة.
لم تكتفى مديرية التعليم بالشرقية بذلك، بل قامت أيضا بإجراء عملية تطهير للمدرسة وفحص عدد من التلاميذ؛ تحسبًا لظهور حالات أخرى، بالإضافة إلى اتخاذ كل الإجراءات لمنع انتشار العدوي.
الجدري المائي هو عدوى فيروسية سريعة الانتقال تسبب حمى حادة وطفحًا جلديًّا، وعادة ما يظهر على الوجه والصدر والظهر ومن ثم ينتشر إلى بقية الجسم كالفم والأعضاء التناسلية.
ويعتبر الأطفال حديثو الولادة، والنساء الحوامل، كبار السن هم أكثر عرضه للإصابة بهذا المرض، الذي ينتقل بسهولة من شخص إلى آخر، ويستمر من خمسة أيام إلى عشرة أيام.
يصاب الشخص بالعدوى ويكون معديًا قبل ظهور الطفح الجلدي ولمدة أسبوع بعد زوال الطفح، إذا أصيب الشخص بالجدري المائي، فإنه يكون محصنًا ضد الفيروس مدى الحياة، وأفضل وسيلة للوقاية منه عن طريق أخذ اللقاح، وهو آمن وفعال.
وفي الشرقية أيضا كشفت فاتن فتحي، مديرة إدارة العاشر من رمضان التعليمية، عن وفاة طالب بالصف الثاني الإعدادي بمدرسة فاطمة الزهراء يدعى حازم محمد عبدالغني ، نتيجة إصابته بالتهاب رئوي حاد.
ويمثل الالتهاب الرئوي، خطرا كبيرا على صحة الأطفال، لكونه أحد الأمراض المعدية القاتلة المعدية الرائدة في العالم، فرغم اللقاحات والجهود الوقائية الأخرى التى تقلل من التعرض للمرض، توقعت دراسات عليمة أن يتسبب الالتهاب الرئوي في وفاة 11 مليون طفل دون سن الـ 5 أعوام بحلول عام 2030.
والالتهاب الرئويّ هو أحد أمراض الجهاز التنفُّسي الناجمة عن تعرُّض كِلتا الرئتَين، أو إحداهما للعدوى، أو الالتهاب، وسجلت الاحصاءات العالمية إصابة 900 ألف طفل بهذا المرض عام 2017، وتتكرر الإصابة بالمرض في مصر بمعدل طفل من كل 12 طفل خاصة خلال العام الأول من الولادة.
وحمي التيفود هو أحد الأمراض المعدية التى ظهرت مؤخرا فى بمدرسة المستقبل 9 بالتجمع الخامس فى القاهرة الجديدة وفقا لتأكيدات أولياء أمور بعض الطلاب المصابين.
وتقدمت رشا حسن ولي أمر طالبة تدعى "رهف"، إلى مدير الإدارة التعليمية بالقاهرة الجديدة، بشكوى قالت فيها : "إن ابنتها أصيبت بحمى التيفود وهناك احتمال لإصابة اختها، وكذلك نقل المرض لباقى الطلاب"، وأشارت، إلى أن المرض انتشر في المدرسة عن طريق طالب يدعى مروان محمد فتحي، وقامت والدته بإبلاغ المدرسة.
فيما أجرت إدارة المدرسة، بعض التحاليل الطبية للتأكد من تفشى المرض فى المدرسة من عدمة وكشفت النتائج أن المدرسة خالية من هذا المرض، واتخذت إدارة المدرسة مجموعة من الإجراءات الوقائية من قبل وزارة الصحة وإدارة الأوبئة من خلال تعقيم الفصول ودورات المياه، وتطهيرها باستخدام ديتول، إلى جانب أخذ عينات من المياه والطعام الموجود بكانتين المدرسة لفحصها.
ووفقا للموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية، فإن حمى التيفود هى عدوى تهدد الحياة، تسببها بكتيريا السالمونيلا التيفية، وتنتشر عادةً عن طريق الأغذية أو المياه الملوثة، وتشمل أعراضها الإصابة بالحمى لفترة طويلة والتعب والصداع والغثيان وآلام البطن والإمساك أو الإسهال، وقد يصاب بعض المرضى أيضاً بالطفح الجلدي. وقد تؤدي حالات حمى التيفود الوخيمة إلى حدوث مضاعفات خطيرة، بل إلى الوفاة.
وأكدت المنظمة أنه يمكن علاج حمى التيفود بالمضادات الحيوية، رُغم أن تزايد مقاومة أنماط مختلفة من المضادات الحيوية لها يزيد من تعقيد علاجها في الوقت الراهن، وحتى بعد توقف أعراض حمى التيفود، قد لا يزال الشخص حاملاً لبكتيريا التيفود، أي أن بإمكانه نقلها إلى غيره عن طريق البراز.
وتشير التقديرات إلى تراوح عدد المصابين بالتيفود بين 11 و20 مليون شخص وعدد وفياته بين 128 ألف و161 ألف شخص سنوياً، وتشكل المجتمعات المحلية الفقيرة والفئات الضعيفة، ومن بينها الأطفال، أشد فئتين عرضةً لخطر الإصابة به.
وأشار المنظمة إلى أنه للوقاية من المرض، يجب إتاحة مياه مأمونة وخدمات إصحاح مناسبة، والتوعية الصحية، وكذلك توخي مُناولي الأغذية للنظافة الشخصية الواجبة، والتطعيم ضد التيفود، تشكل كلها استراتيجيات فعالة للوقاية من التيفود ومكافحته.
خلال الفترة الماضية ظهرت فزاعة الالتهاب السحائي فى مصر، وبادرت كل من وزارتي التعليم والصحة بنفي ما تردد حول رصد حالات إصابة أو وفيات بهذا المرض فى المدارس، رغم هذا لم تتوقف جروبات الواتس آب، والفيس بوك، عن شائعات انتشار الفيروس، لدرجة أن بعض الآباء والأمهات منعوا أبناءهم من الذهاب إلى المدارس.
فى المقابل كشفت وزارة الصحة فى بيان لها، عن تطعيم 7 ملايين طالب بمراحل التعليم المختلفة "أولى حضانة، أولى ابتدائى، أولى إعدادى، أولى ثانوى"، ضد مرض الالتهاب السحائي، نافية رصد أى حالات مصابة بالالتهاب السحائى بين تلاميذ المدارس بجميع محافظات الجمهورية.
في السياق ذاته أكدت وزارة التربية والتعليم، أنه فى حالة ظهور أى أمراض معدية فى المدارس يتم التنسيق والإبلاغ الفورى الإدارات ومديريات التربية والتعليم لإتخاذ الإجراءات التربوية والقانونية مع الطلاب المصابين بأى أمراض.
ومن جانبها وضعت وزارة الصحة، خطة للوقاية والتعامل مع الأمراض المعدية بين طلاب المدارس، وذلك عن طريق تنفيذ برنامج تطعيمات دوري لتلاميذ المدارس يشمل السنة الأولي من المراحل التعليمية (حضانة – إبتدائي - إعدادى - ثانوي) بالطعم السحائى الثنائي للوقاية من الالتهاب السحائى البكتيرى.
وتطعيم تلاميذ الصف الثاني والرابع من المرحلة الإبتدائية بجرعة منشطة من طعم الثنائي (D.T) والذى يقي الطلاب من مرضي الدفتيريا والتيتانوس، وتطعيم حوالى 11 مليون طالب من المستهدفين بالتطعيم للعام الدراسى الحالي.