سادت حالة من التوتر والقلق بين نقابة الأطباء ووزارة الصحة، بعد إعلان الأخيرة تطبيق نظام جديد لتكليف الأطباء والزمالة المصرية، يتضمن إلحاق الأطباء بالزمالة المصرية جنبًا إلى جنب مع مدة تكليفهم، وفي المقابل كشفت النقابة عن رفضها لتطبيق النظام الجديد دون إعلان تفاصيله ومناقشة المعنيين حوله.
بدورها كشفت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، أن الهدف الرئيسي من نظام التكليف الجديد للأطباء والزمالة هو سد عجز الأطباء بالوحدات الصحية، خاصة وأن النظام الحالي يجبر فيه الطبيب على الإلتحاق بإحدى الوحدات الصحية لمدة عامين دون معرفة تخصصه بعد ذلك، أما فى النظام الجديد سيكون المستشفى الموزع به زمالة الطبيب، مسؤولًا عن توزيع وسد عجز الوحدات من أطباء المستشفى بالزمالة، بحيث كل طبيب 3 أشهر للوحدة ووقتها يكون متعلمًا ومؤهلًا بشكل جيد".
الوزيرة أشارت إلى أن التوزيع والتخصص سيكون له معايير تشمل المجموع واحتياج المرضى والوزارة بالمحافظات، ورغبة الأطباء المكلفين، موضحة أن الأطباء أمامهم 24 تخصصًا، هم تخصصات الجراحة وتشمل جراحة عامة، جراحة أوعية دموية، جراحة مخ وأعصاب، جراحة العظام، جراحة تجميل وحروق، جراحة قلب وصدر، جراحة مسالك بولية.
وتخصصات الأطفال ومنها طب الأطفال والأطفال حديثي الولادة، بالإضافة إلى تخصصات الأشعة التشخيصية، طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة، طب وجراحة العيون، استقبال و طوارئ، أمراض النساء والتوليد، طب الأسرة، أمراض نفسية و باثولوجي إكلينيكي، بالإضافة إلى تخصصات الباطنة وتشمل أمراض جلدية، وقلب وأوعية دموية، وعناية مركزة، وأمراض عصبية، وأمراض كلى، وباطنة عامة، جهاز هضمي وكبد.
ووفقا لتصريح وزيرة الصحة سيبدأ كل الخريجين الملتحقين بالتكليف في اختيار رغباتهم بالزمالة المصرية فور تكليفهم، وفى حالة عدم رغبة الطبيب فى الحصول على تخصص فإنه يحصل على زمالة طب الأسرة، ويصبح الاسم طبيب مكلّف متدرب بالزمالة المصرية، ويجري تأهيل المستشفيات للعملية التعليمية.
وقالت الوزيرة ، إن تطبيق هذا النظام جاء بعد دراسة عددٍ من النظم الصحية العالمية التي أثبتت فاعليتها، خاصة في الكلية الملكية البريطانية وجامعة هارفرد الأمريكية، والتي تم بناء الخطوات الإصلاحية عليها والتي تقوم بدورها بدعم مشروع التأمين الصحي الشامل الجديد، مؤكدة أن الاهتمام برفع كفاءة الأطقم الطبية وإصلاح منظومة التعليم الطبي المهني، من معايير نجاح منظومة التأمين الصحي الشامل الجديد.
وأوضحت هالة زايد، أنه تم الاتفاق على تدريب المدربين (TOT) من الحاصلين على الزمالة المصرية والمنوط بهم تدريب الأطباء بالإضافة إلي الراغبين للتقدم من حملة الدكتوراه من العاملين بوزارة الصحة والسكان، أو الجامعات المصرية أو القوات المسلحة، أو الطبيب الحر، وذلك لإكسابهم المهارات الإكلينيكية المطلوبة ، حيث سيتم إرسال أول دفعة وعددهم 200 طبيب إلي جامعة هارفرد بالولايات المتحدة الأمريكية في منتصف شهر ديسمبر القادم، بالإضافة إلي اعتماد المدربين المصريين كمدربين دوليين في التخصصات الطبية المختلفة.
فى المقابل أعلنت نقابة الأطباء عن انزعاجها وقلقها من تصريحات الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، حول بدء تطبيق نظام جديد لتكليف الأطباء، مؤكدة رفضها لتطبيق نظام جديد دون إعلان تفاصيله ومناقشة المعنيين حوله.
وكشفت النقابة عن إرسالها خطاب رسمي إلى وزارة الصحة يوم السبت الماضي موقع من النقيب والأمين العام، برفضها تطبيق أي نظام جديد دون نشر جميع تفاصيله ومناقشته مع أصحاب الشأن من الأطباء ونقابتهم.
وأوضحت النقابة فى بيانها، أنه من الضروري والملزم أن يتم تكليف الدفعة الحالية الواجب تكليفها خلال أيام طبقا للنظام القديم والمعروف بجميع تفاصيله على أن تتم مناقشة أي نظام مستحدث بدرجة من التأني والتدقيق تتناسب مع خطورة تأثير هذا القرار على مستقبل الآلاف من شباب أطباء مصر.
وفى تصريح له، شدد الدكتور إيهاب الطاهر، الأمين العام لنقابة الأطباء، على ضرورة إجراء حوار مجتمعي حول النظام الجديد لتكليف الأطباء، والرد على تساؤلات الأطباء المتعلقة به، موضحا أنه لا يجوز تطبيق نظام جديد يؤثر على عشرات الآلاف من الأطباء والمنظومة الطبية في مصر فجأة بدون إعلان تفاصيله قبلها بفترة.
ودعا أمين عام نقابة الأطباء، وزير الصحة إلى تأجيل تطبيق النظام الجديد، وإرسال النظام مكتوبًا إلى النقابة لدراسته وإبلاغهم بالسلبيات والإيجابيات وعلاج أوجه الخلل في النظام.
***
وبحسب ما أعلنته الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة أمس الأحد، فإنه سيتم إلحاق جميع الأطباء البشريين من دفعة الدور الثاني من العام الحالي ببرنامج الزمالة المصرية وعددهم 832 طبيبًا.
واتاحت الوزارة الموقع الإلكتروني الخاص بتسجيل الرغبات بداية من اليوم الإثنين، وفتح باب التظلمات لهذه الحركة لتلقي التظلمات فيما يخص الأماكن الشاغرة طبقا للمجموع.
ويمكن تغيير التخصص المرشح له الطبيب مع الحركة التالية طبقًا لسماح المجموع والأماكن المتاحة للتدريب خلال الحركة ، وذلك لمرة واحدة فقط، وبالنسبة للمتزوجات والحالات الصحية ستكون وفقا للوائح والقوانين المنظمة في هذا الشأن.
ويحصل الأطباء المكلفين بالمحافظات النائية على كافة المميزات المقررة لهم طبقا لقانون 14 لسنة 2014 ، وسيكون لهم الحق بعد عام واحد عمل فعلي في تعديل التكليف ومكان التدريب على هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية او أمانة المراكز الطبية المتخصصة .
وبعد قضاء فترة الامتياز للطبيب، سيتقدم لحركة الزمالة عن طريق الموقع الإلكتروني المخصص لذلك، ويكون الاختيار للمحافظة والتخصص، وسيتم التنسيق بين المتقدمين طبقا للمجموع الاعتباري والرغبات والاحتياجات و الأماكن التدريبية المتاحة بالزمالة.
ومن المقرر إلحاق 100% من الأطباء البشريين الخريجين بالزمالة المصرية تحت مسمى "طبيب مكلف متدرب بالزمالة المصرية" اعتبارا من اليوم الأول للتسجيل بالزمالة واستلام العمل بالمستشفى، ويتم ترشيح الأطباء للتدريب بالزمالة المصرية في أحد المستشفيات المعتمدة للتدريب في محافظة تدريبه.
وفي حالة عدم توافر مكان للتدريب داخل المحافظة التابع لها، يتم تدريبه في أقرب المحافظات إليه لحين توافر مكان للتدريب في المديرية التابع لها، حيث يقضي الطبيب 9 أشهر بالمستشفى المقرر تدريبه بها، و 3 أشهر بأحد وحدات الرعاية الأساسية سنويًا، وذلك بالنسبة لكافة التخصصات باستثناء تخصص الأسرة.
ويقضى الطبيب المتخصص في طب الأسرة 3 أشهر في قسم الطوارئ بالمستشفى و9 شهور في الوحدة، وفيما يخص التخصصات الملحة ومنها " التخدير، الرعاية المركزة، والطوائ"، يقضي الطبيب كامل مدة تدريبه داخل المستشفى المقرر بها تدريبه ضمن برنامج الزمالة المصرية ، دون العمل تماماً في وحدات الرعاية الأساسية.