رئيس التحرير: عادل صبري 06:27 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

مواطنون يبتكرون طرقا لعزل "أعمدة الإنارة".. والبرلمان "هتبقى فوضى"

مواطنون يبتكرون طرقا لعزل أعمدة الإنارة.. والبرلمان هتبقى فوضى

أخبار مصر

مبادرات الاهالي لعزل اعمدة الانارة

بعد تكرار الوفيات بسببها خلال الأمطار

مواطنون يبتكرون طرقا لعزل "أعمدة الإنارة".. والبرلمان "هتبقى فوضى"

أحلام حسنين 25 أكتوبر 2019 15:32

كان يوم عاصف بالأمطار والسيول منذ الصباح وحتى المساء، علق الكثير بالشوارع الغارقة في المياه، منازل انهارت ومحال تجارية تُلفت بضاعتها، أطفال ونساء وشباب خسروا أعمارهم بسبب تلك الأمطار، ورغم كل هذه المشاهد البائسة إلا أنها لم تخل من لقطات بدى فيها تلك الروح التي يمتاز بها المصريون عن غيرهم من كثير من الشعوب.

 

ففي يوم الثلاثاء الماضي، شهدت البلاد موجة من الأمطار الغزيرة وصلت إلى حد السيول في بعض المناطق بعدد من المحافظات، نتج عنها 14 حالة وفاة أغلبهم كان صعقا بالكهرباء نتيجة تلامس أعمدة الإنارة، ومن هنا ظهرت مبادرات عدد من الأهالي لعزل "أعمدة الإنارة" تجنبا لحدوث وفيات مرة أخرى.

 

ضحايا "أعمدة الإنارة"

 

كان أحدث ضحايا الصعق الكهربائي، شابة في بداية عقدها الثاني، تدعى صابرين مصطفى سعد، مقيمة بمركز الدلنجات في البحيرة، لقت مصرعها صعقا بالكهرباء، أثناء ملامستها عامود إنارة بجوار منزلها، فى ظل سوء الأحوال الجوية.

 

وأول من لقت مصرعها بسبب عمود الإنارة، الطفلة مروة صادق ذات الـ 9 سنوات، المقيمة بالعاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، فأثناء عودتها من الدرس بينما كانت تتساقط الأمطار، كادت أن تتزحلق فأمسكن بعمود إنارة فصعقتها الكهرباء حتى تركتها جثة هامدة، وجرى نقل جثمانها بـ"اللودر".

 

وفي قرية بغداد التابعة لمركز كفر الزيات بالغربية، لقيت طالبة بالصف السادس الابتدائي، مصرعها صعقا بالكهرباء بسبب ماس كهربائي نتيجة الأمطار التى تعرضت لها القرية.

 

ولقى طفل مصرعه بقرية سملا، التابعة لمركز قطور بالغربية صعقًا بالكهرباء، بسبب هطول الأمطار، ووصل إلى مستشفى قطور المركزي جثة هامدة.

 

كذلك لقي مزارع مصرعه صعقا بالكهرباء، نتيجة لتلامس احد أعمدة الكهرباء أثناء ذهابه للحقل الخاص به بقرية التلامذة بمركز فارسكور.

 

وراح طفل بالصف الخامس الابتدائي ضحية الصعق الكهربائي، أثناء شربه من كولدير داخل داخل مدرسة محمد أححسان أبو علي الابتدائي، التابعة  لإدارة كوم حمادة التعليمية بالبحيرة.

وفي محافظة كفر الشيخ وحدها وقعت 4 وفيات بسبب الصعق الكهربائي، حتى أن الحيوانات هي الآخرى لم تسلم من الصعق الكهربائي.

 

فقد لقي مواطن مصرعه متأثرًا بالصعق الكهربائي، بقرية القنى التابعة لمركز مطوبس، بعد ملامسته عمود إنارة به "ماس كهربائي" نتيجة سقوط الأمطار

 

وتوفي إبراهيم رزق عزيز، الطالب بالصف الثاني الإعدادي بمدرسة كمال الشاذلي التابعة لإدارة مطوبس التعليمية، بعد تعرضه لحادث صعق كهربائي، أثناء ركوبه علي ظهر حمارًا، ما أدى لوفاته علي الفور.

 

مبادرات الأهالي "عزل بالبلاستيك"


لم يقف الأهالي أمام تلك الحوادث خائفين ويبكون الضحايا، بل عزموا ألا تتكرر ثانية، فراح بعضهم يفكر في كيفية عزل أعمدة الإنارة، بما حصدت أكثر من 9 أرواح نتيجة ملامستها.

 

ربما تكن الطرق التي لجأ إليها الأهالي بدائية، ولكنها صحيحة وقد أشادت بها وزارة الكهرباء، وأكدت أنها صحيحة تماما في العزل، فاستطاع هؤلاء البسطاء أن يبتكروا من مخيلتهم طرقا يحمون بها أنفسهم من أعمدة الإنارة.

 

في قرية طلحة التابعة لمركز ومدينة بنها، بدى شاب يقف خلف أحد أعمدة الكهرباء، يغطيه بمواسير من البلاستيك، في محاولة منه لعزل العمود لتجنب خطره على من يلامسه.

 

انتشرت صورة ذلك الشاب على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو "أحمد الصعيدي" الشهير بـ"أبو فارس"، يقول إنه فكر في وسيلة يتجنب بها حدوث وفيات بسبب أعمدة الإنارة، بعدما وقع ضحايا نتيجة الصعق الكهربائي على مدى اليومين الماضيين.

 

بدأ أبوفارس تطبيق فكرته في الشارع الذي يقطنه، وطالب المواطنين ببقية القرى بتطبيقها وتعميمها، لحماية الأطفال من خطر الموت صعقا بالكهرباء.

 

يقول أبو فارس إن العمود يحتاج إلى ماسورة بلاستيك قطرها ٨ بوصات، وأخرى ١٠ بوصات وتكلفة المتر ٧٥ جنيها، أي أن العمود الواحد يتكلف ١٥٠ جنيها تقريبا.

 

 

وأشاد المسئولون فى قطاع الكهرباء، بقيام المواطنين بتغطية أعمدة الإنارة بمواد بلاستيكية، وأكد المسئولون، أن قيام الشباب بلف بلاستيك على الأعمدة "إجراء سليم ومناسب" كون البلاستيك مادة عازلة لا تمثل أي خطورة عند ملامسة المواطن لها عند وجودها على أعمدة الإنارة.

 

وفي قرية الأشراف مركز الزقازيق بالشرقية، فعل الأهالي كما فعل "أبو فارس"، إذ عكفوا على تغطية أعمدة الإنارة بلفافات البلاستيك المضغوط، لحمايتهم من مخاطر الماس الكهربائى بسبب هطول الأمطار.   

 

ويقول محمد علي، أحد الأهالي، إن فكرة عزل الأعمدة جاءت بعد تكرار حوادث الوفاة نتيجة الصعق الكهربائي، لاسيما الطفلة مروة، فلجأوا إلى هذه الفكرة لحمايتهم من مخاطر الكهرباء.

 

البرلمان يحذر:"ستتحول لفوضى"

 

وفي المقابل أبدى نواب رفضهم لمبادرات الأهالي لعزل أعمدة الإنارة بأنفسهم، إذ رأوا أن ذلك قد يحول البلاد إلى فوضى.


فمن جانبه قال النائب أحمد السجيني، رئيس لجنة التنمية المحلية بمجلس االنواب، إن محاولة بعض الأهالي لعزل أعمدة الكهرباء، إذ أنها قد تتحول إلى فوضى، 

مع وجود مواصفات علمية ونظام صيانة لهذه الأعمدة.

 

وأضاف السجيني، خلال اتصال هاتفي مع الإعلامي شريف عامر ببرنامج "يحدث في مصر" المذاع عبر فضائية "إم بي سي مصر"، مساء الخميس، إن الحكومة هى من عليها تأمين أعمدة الإنارة.

 

وشدد على أهمية قيام المسئولين بدورهم في هذا الشأن وأن تكون المساعدة على أسس علمية ومنهجية.

وقال رئيس لجنة التنمية المحلية بمجلس النواب، إن الأمطار ظاهرة طبيعية تحدث في كل الدول، وتؤثر عليهم، موضحا أن ذلك ليس تبرير للتقصير، ولكن لا يجب أن نجلد ذاتنا.


وأشار إلى أن لجنة التنمية المحلية ستعقد الأربعاء المقبل جلسة مشتركة مع لجنة الإسكان، وذلك لمناقشة تداعيات الطقس السئ و سقوط الأمطار في عدد من محافظات الجمهورية.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان