خضعت شوارع المحروسة، اليوم الثلاثاء، لأول اختبارات فصل الشتاء لهذا العام، بسقوط أمطار غزيرة في أنحاء متفرقة، وسط حالة ترقب إن كانت البنية التحتة ستصمد أمام ذاك التحدي المتكرر خاصًة وأن الحكومة سبق واعلنت اتخاذها كافة الاحتياطات، أم سترسب في الاختبار ككل عام، ويعيد التاريخ نفسه.
بدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي يتشاركون صورًا كلًا من موقعه حول الوضع بمحيطه السكني، تارة فرحًا بسقوط الأمطار وتارة أخرى للتنويه إلى أن المياه غمرت عددًا من الشوارع من بينها مدينة نصر والعبور وطريق القاهرة الإسماعيلية ومدينة العاشر من رمضان، ونفق العروبة.
يبدو أن عدد ليس بقليل لم يكن مستعدًا لذا الاختبار خاصًة نفق العروبة الذي اضطر المسئولين لغلقه باتجاهيه بعدما غرق في "شبر ميه" وغمرته المياه، وهو ما بدا جليًا في الصور المتداولة، والمقاطع المصورة ايضًا.
فرغم وقوع ذاك النفق بمنطقة حيوية حيث قصر رئاسة الجمهورية وطريق صلاح سالم، إلا إنه لم يسلم من أولى ضربات فصل الشتاء، بعدما ارتفع منسوب المياه به بصورة ملحوظة للعين المجردة.
لم يفشل ذاك النفق الحيوي فقط في أول اختبار للشتاء، فكان لحي مصر الجديدة الراقي وعدد من شوارع مدينة نصر نصيب ايضًا، بعدما غرقت هي الأخرى، وهو ما صاحبه حالة شلل مروري شبه تام نتيجة ارتفاع منسوب المياه.
فيما ووجهت الإدارة العامة للمرور، نصائح باتباع تعاليم القيادة الآمنة في الشبورة، منها توخي الحذر وتهدئة السرعة، بحيث تغطي مسافة الرؤية المسافة اللازمة للتوقف.
وشددت إدارة المرور على قائدي بإضاءة جميع الأنوار الخاصة بالسيارة، مع وضع النور الأمامي في الوضع المنخفض، تجنباً لانعكاس الضوء بفعل الشبورة، مما يؤدى إلى عدم وضوح الرؤية.
كذلك تشارك البعض صورًا لطريق القاهرة اسماعيلية عند منطقة العاشر من رمضان، في إشارة منهم لإرتفاع منسوب المياه.
كما غمرت الأمطار شوارع عين شمس؛ وعكف عدد من السكان على فتح البالوعات الجانبية المغلقة في محاولة للسيطرة على المشهد، حسبما أخبرتنا سمية محمد، إحدى قاطنات الحي.
"شوفي جزمتي وانت تعرفي"؛ عبارة جرت على لسان سارة محمد، أثناء رؤية شقيقتها لافتة أن الشوارع "مبهدلة" -على حد تعبيرها- وأنها ظلت عالقة نحو ساعتين كاملة في طريقها من المهندسين لعين شمس.
شهد طريق صلاح سالم كثافات مرورية مرتفعة، وتوقف لحركة السير، بداية من منطقة القلعة حتى مدينة نصر، كذلك مناطق وسط القاهرة ونفق أحمد حلمي تجمعات كبيرة من المياه.
وفي بعض المناطق حضرت سيارات الشفط لسحب المياه في محاولة لإعادة الحركة لطبيعتها.
جاءت النتيجة بالفشل في الاختبار رغم إعلان الحكومة استعدادها التام لفصل الشتاء، من خلال انهاء اعمال الصيانة، ليعيد التاريخ نفسه ففي العام الماضي غرقت التجمع، وفي فترة أخرى غرقت رأس غارب، تارة ثالثة استغاث أهالي عروس البحر.
التجمع الخامس
ففجأة ودون سابق انذار فوجئ سكان التجمع الخامس العام الماضي في 25 إبريل، بغرق الشوارع وعدد من الوحدات السكنية، ما اضطر البعض لسرعة الصعود للأدوار العلوية إن وجد، وأخذ الأهالى يحاولون نزح المياه.
عروس البحر..
فى عام 2015؛ نشرت صور لأشخاص غرقت منازلهم، وتوفى نحو 6 اثر سقوط كهرباء ترام فى الشارع بسبب الأمطار، فضلًا عن عشرات المصابين.
وبمشهد آخر؛ ظهر المواطنون يتفنون ويحولون الأمر لفكاهه فمنهم من خرج الشارع بمركب وآخرين بعوامات ، وسط تهكم على الوضع، وبدت معظم السيارات شبه غارقة.
لم يكن 2015؛ هو العام الوحيد الذى استغاثت فيه الاسكندرية من الغرق، ولكن الأعوام التالية له أيضًا لم تسلم فيها عروس البحر من الغرق فى شبر ميه..
رأس غارب
وفي رأس غارب وقع المشهد ذاته، بغرق المنازل والسيارات بعدما لم تجد مياه الأمطار من يوقفها، ما تسبب في الكثير من الخسائر ذاك العام.
ولم يجد الأهالي سوى وسائل التواصل الاجتماعي لإطلاق استغاثتهم بنشر صور عن الوضع عندهم وهم يطالبون بسرعة وصول فرق إنقاذ.