كلفت الهيئة العامة لخدمات الطب البيطري لجانًا من الأطباء والمتخصصين؛ باتخاذ الإجراءات الاحترازية الخاصة بمواجهة أمراض الدواجن، ومواصلة سحب العينات من طيور التربية المنزلية التي تقع في مسار الطيور المهاجرة من خلال 45 موقعًا، تخوفا من نقل أي من هذه الطيور مرض أنفلونزا الطيور والامراض الوبائية إلى الثروة الداجنة فى مصر.

وتبلغ عدد المحافظات الواقعة فى مسار الطيور المهاجرة 9 محافظات هى: "دمياط، بورسعيد، الإسكندرية، البحيرة، الفيوم، أسوان، كفر الشيخ، والشرقية، جنوب سيناء"، لم تكتفى الهيئة العامة للخدمات البيطرية بهذا التحذير بل نفذت عدة حملات أسفرت عن تحصين حوالي 1.122 مليون طائر في 12 محافظة، من الأمراض الوبائية لموسم الشتاء.

وأقامت الهيئة ندوات تعريفية فى العديد من القرى والريفية لتوعية السيدات وأصحاب المزارع بخطورة المرض، وطالبتهم بالإبلاغ الفوري عن وجود أى أمراض فى المزرعة

من جانبه كشف الدكتور عبد المنعم المنجي أحد قيادات الطب البيطري فى الدقهلية، دور الطب البيطري في الحد من انتشار مرض إنفلونزا الطيور والذي يعد من أخطر الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان وفقا لقوله.

وأشار إلى تكثيف عمل فرق التقصي النشط عن مرض إنفلونزا الطيور والتى تتكون من مجموعة من الأطباء البيطريين المدربين على عملية معاينة الوضع الوبائي على أرض الواقع، لافتا إلى اتجاه الدولة لتنفيذ قانون ٧٠ لسنة ٢٠٠٩ بكل حزم للسيطرة على انتشار المرض ومنع حدوث إصابات بشرية وخسائر بالثروة الداجنة.

واضاف أن طرق الوقاية من المرض تتلخص في النظافة باستمرار، وتطهير الأماكن التي يربى فيها الأهالى الطيور، والاهتمام بنظافة اليدين وتطهيرها بعد الانتهاء من إطعام الطيور، وفي حال ظهور أعراض المرض على أي طير، يجب أن تُعرض على أقرب مديرية للطب البيطري.

وفى السياق ذاته توفر وزارة الصحة تدريبًا للأطباء، عبر مديرياتها فى المحافظات، حيث تدربهم على استخدام عقار التاميفلو، للتعامل مع أي حالات إصابة بإنفلونزا الطيور، وعمل رصد فى المستشفيات والوحدات الصحية بالإضافة إلى توفير الأدوية بنسبة زيادة بنحو 70%.

وتشكل مصر أحد المسارات الرئيسية للطيور المهاجرة فى هجرتها من أوروبا خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر إلى المناطق الدافئة وعودتها مرة أخرى فى نهاية الربع الأول من العام.

ومن أشهر أنواع الطيور المهاجرة، البط  والعصافير الصغيرة والسمّان و الكروّان والبصو والحبارى، والكركي والقطا والأوز الأغرّ والشهرمان، وطائر السمّن، والنورس، والبلبول، الخضارى، البجع الأبيض واللقلق الأبيض والعقاب والطيور الجارحة…الخ، وتنحصر اسباب الهجره عند بعض الطيور فى الهروب من برودة الشمال، اضافة إلي قلة الغذاء في بعض فصوله، وأيضاً للتزاوج والتوالد.

ظهر فيروس أنفلونزا الطيور H5N1  في مصر لأول مرة عام 2006، وتسبب في خسارة فادحة في قطعان الدواجن وانتقل إلى الإنسان وتسبب في زيادة نسبة الوفيات في الحالات البشرية ثم تحور الفيروس إلى سلالات عديدة ، وفى عام 2017 أصيبت البلاد بفيروس H5N8 القادم من استراليا عن طريق الطيور المهاجرة وهو 3 أنواع من الفيروسات المحورة والذي تسبب في حدوث وفيات عالية في الدواجن وخسائر فادحة في صناعة الدواجن في مصر.

ووفقا للبيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فقد شهدت بؤر الإصابة بمرض أنفلونزا الطيور انخفاضا فى البلاد خلال عام 2018، حيث بلغت 91 بؤرة، مقابل 159 بؤرة في 2017، بانخفاض 42.8%، ويرجع سبب التراجع إلى فاعلية اللقاح والأمصال المستخدمة.

وسجلـت محافظـة الفيوم أعلى نسبـة بعدد 14 بؤرة بنسبة 15.4% من إجمالي عدد البؤر، تلاها محافظة الدقهلية بعدد 11 بؤرة بنسبة 12.1%، ثم محافظتي كفر الشيخ والجيزة بعدد 6 بؤر لكلا منهما بنسبة 6.6%، وجاءت محافظتا الشرقية والمنيا في المركز الرابع بعدد 5 بـؤر لكلا منهما بنسـبة 5.5%، بينما لم تسجل محافظات الإسكندرية، ومطروح وشمال وجنوب سيناء أي إصابة.

 وفى مارس الماضي، أعلنت منى محرز، نائب وزير الزراعة، عن اكتشاف نوع جديد من أنفلونزا الطيور يسمى فيروس "H5N2" - خلال سحب عينات من إحدى مزارع البط في إحدي المحافظات، وإنه كان بسبب اختلاط فيروسين نتج عنهما هذا النوع الجديد من الفيروس، وأثبتت الدراسات الأوليه أن اللقاحات الحاليه لها قدرة علي مقاومة الفيروس الجديد.

ولم تعلن الوزارة عن موقع تلك المزرعة، أو المحافظة التي تضمها، أو أي أماكن أخرى قد ينتشر فيها هذا الفيروس. وأكدت أنه يجري التعامل مع ذلك الموقف سريعا ووفقا للإجراءات الاحترازية.