رئيس التحرير: عادل صبري 02:06 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

لماذا يعزف المصريون عن البعثات التعليمية بالخارج؟

لماذا يعزف المصريون عن البعثات التعليمية بالخارج؟

أخبار مصر

الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي

لماذا يعزف المصريون عن البعثات التعليمية بالخارج؟

أحلام حسنين 04 أكتوبر 2019 17:00

في الوقت الذي وجه فيه التعليم العالي" target="_blank">وزير التعليم العالي بضرورة إرسال أعضاء هيئة التدريس في بعثات للخارج لاكتساب الخبرات المتميزة، يرى بعض المتخصصون أن هناك حالة عزوف لدى بعض الأساتذة عن التقدم للبعثات الرسمية، ولكن لماذا؟.

 

فقد أفصح وزير التعليم التعالي الدكتور خالد عبد الغفار، بأنه لم تتقدم الأعداد المناسبة للحصول على بعثة تعليمية في الخارج في السنوات السابقة، بحسب الكاتبة الصحفية إيمان رسلان، في مقالها الأسبوعي بجريدة المصور.

 

1220 بعثة

 

وفي يوم 29 سبتمبر المنصرم، قال الدكتور خالد عبد الغفار التعليم العالي" target="_blank">وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن مصر سباقة في إيفاد المبعوثين للخارج التى تعد جزء من نهضة مصر، مشيرًا إلى أن الابتعاث للخارج أحد الوسائل المهمة لتطوير التعليم والرقي به في معظم دول العالم.

 

وأكد الوزير على استمرار الدولة في دعم هذا القطاع الهام ماديًا، وجاء ذلك خلال إطلاق الإعلان الموحد لجميع البرامج الدراسية بالبعثات، مشيرًا إلى إنشاء موقع إلكترونى للطلاب الراغبين في الابتعاث للخارج.

 

وتم فتح باب التقدم لخطة البعثات السنوية للعام 2019/2020 بالنظام التنافسى للسادة أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بالجهات المدرجة بخطة البعثات لجميع أنواع الإيفاد خلال الفترة من 29/9 حتى الساعة 2 ظهر يوم 29/12/2019 والبالغ عددها 1220 بعثة.

 

وأكد الوزير أن تكلفة البعثات تبلغ نحو مليار جنيه، بالإضافة إلى 600 مليون جنيه ممولة من بنكى الأهلى المصرى وبنك مصر، فضلًا عن الاتفاق مع بعض الجهات المانحة مثل صندوق نيوتن مشرفة، والشراكة المصرية اليابانية، والـ DAAD، مشيرًا إلى أن البعثات تغطى كافة التخصصات المطلوبة وفقًا لأولويات واحتياجات الدولة وخطة التنمية المستدامة (رؤية مصر 2030).

 

 

60 % فقط يتقدمون

 

وعن احتجاب أو عزوف البعض عن التقدم للبعثات التعليمية، تقول الكاتبة الصحفية إيمان رسلان، إن هذه ظاهرة خطيرة، لافتةإلى أنها وجدت أنه ما بين نسبة ٦٠٪؜إلى ٦٥٪؜ فقط لاغير هى التى يتم التقدم إليها.

 

استرجعت رسلان، خلال مقالها الأسبوعي في المصور،  أيام محمد علي الكبير، إذ أن كلمة بعثة مصرية للخارج هي من اختراعه ومختومة في تاريخ مصر الحديث  باسمه منذ ما يقرب من 200 عام.

 

وتوضح رسلان :"بعثة تعليمية لا تعني فقط التعرف والاقتباس أو الاستنساخ طبق الأصل من بلاد الفرنجة، ولكنها كانت أيضا معايشة للجينات والبشر قبل الحجر وهو ما أثمر عن تغيير وجه مصر فعليا فى كل شىء بدءا من صنبور المياه ورصف الطرق والحمام الإفرنجي فى البيوت إلى تكوين الجيش المصرى وكذلك النخبة".

 

وأضافت :"وعرفنا التقدم الطبى وإنشاء النوع والمصارف والسدود والقناطر، لم يصمد كثيرا أمام دخول الترام والكهرباء والسينما والتلغراف وكلها نواتج للعلم وبعثاته والتى عاد منها رفاعة الطهطاوى بزوجة واحدة وليس بالتعدد ولينادى بتعليم البنات والبنت زى الولد وينتهى مع تحديث مصر وبعثاتها عصر الجوارى والنخاسة والعبودية بقوانين من أسرة أفندينا المعظم".

 

لماذا الاحتجاب؟

 

وأشارت الكاتبة إلى أنها توجهت بأسئلة عديدة حول احتجاب المصريين عن البعثات، وبالفعل أجاب عليها بأنه وجد أن مابين نسبة ٦٠٪؜ إلى ٦٥٪؜ فقط لا غير هى التى يتم التقدم إليها،  وشكلت لجنة للبحث فوجدت أن نقص المعلومات هو السبب فى هذا العزوف وفى التوقيت المناسب.


وأضاف الوزير كما نقلت عنه الكاتبة :" لذلك بدأنا فورا فى تدشين موقع إلكتروني موحد للبعثات الحكومية يشمل كل البيانات وها أنتم تحضروا تدشين هذا الموقع اليوم فكل شىء سيكون متاح أونلاين ولا نكتفى لما كان ينص عليه القانون الذى تم وضع من ٥٠ عام بالإعلان فى جريدتين يوميتين".

 

كما أشار الوزير إلى الانتهاء من أجراء تعديلات على قانون البعثات سنتقدم به للمجلس التشريعي فى دورته الحالية .

 

وتقول الكاتبة :"لم اقتنع كثيرا بالإجابة واستطردت وإين الجامعات المصرية واجتماعات المجلس الأعلى من ذلك؟"، فأجاب الوزير بنصف ابتسامة:"المهم الآن أن المعلومات ستكون متاحة للجميع".

 

طرحت الكاتبة تساؤلات أخرى على الوزير عما إذا كانت هناك أسباب أخرى للعزوف أو الاحتجاب عن البعثات التعليمية، ولكن أجابها الوزير بأنه لا يعتقد أنه سوى فقط نقص المعلومات، والآن أصبحت المعلومات متاحة، فننتظر لنرى ماذا سيحدث.

 

أسباب أخرى 

 

ولكن نظرا لكون الكاتبة قريبة من أوضاع الجامعات، فرأت أن هناك أسباب أخرى أيضا للعزوف وليس فقط نقص المعلومات.

 

إحدى الأسباب التي تطرقت إليها الكاتبة هي حلم الهجرة للشباب وحتى لا ندفن روؤسنا بالرمال فكثير من الشباب المتفوق يحلم بفرصة بدون قيود كبيرة للعلام والهجرة، بل لعله تدنى المرتبات فى الداخل بعد سنوات الشفاء والحلم ومعايشة الطالب لمناخ علمى وبحثى أفضل.

 

وتابعت :"وربما أن فيذهنه أنه حينما يعود وبعد أن يلف كعب داير لاعتماد أوراقه ودرجته وبحثه يدوخ دوخة الليمونة لإيجاد سكن مناسب،  أو قبول النائب بالمدارس فى ظل ارتفاع مصروفاتها الى حدود مبالغ باهظة وعصية على أحواله أيضا".

 

واستطردت:"ويضاف إلى تللك الأسباب، سبب أخر أنه عندما يعود من بعثته سيجد نفس الكتاب المقرر وصعب التغيير، فالموجود الآن هو استنساخ على قديمه فى العلم وحشر معلومات سواء تمت أونلاين أو عبر سى دى أو حتى فى كتاب وموءلف لأساتذة الكبار".

 

وأشارت الكاتبة إلى أن المناخ العلمى داخل الأقسام العلمية وهى اللبنة الأولى للبحث العلمي، لايزال يحكمه رؤى الأولين لجانب وصراعات المناصب الجامعية بين أهل الثقة للفوز بالتعيين، رغم أن أغلب جامعات العالم الآن تدار بالانتخاب والاختيار.

 

حال الأساتذة

 

تعليقا على الحديث حول احتجاب المصريين عن البعثات التعليمية، قال الأستاذ الجامعي محمد كمال، أدمن جروب أساتذة الجامعات المصرية، إذن الملف يحتاج للعديد من الإجابات على كثير من الأسئلة، منها كيف يضمن عودة المبتعث؟.

 

وأشار كمال، في تعليقه على مقال الكاتبة الصحفية إيمان رسلان، إنه على الوزير أن يتذكر جيدا ما قاله حول أنه لن يكتفي بما كان ينص عليه القانون الذي وضع منذ 50 عام، على أن يتضمن التعديل تحسين المرتبات أيضا.


ويقول الدكتور ماهر زياد، إنه فى الستينيات كانت معظم البعثات عبارة عن منح يقدمها الاتحاد السوفيتي ودول أوروبا الشرقية.

 

وتابع :"أتذكر أن سنويا كان فيه ١٥٠ منحة دكتوراه، طبعا معظمهم عادوا، والآن هم أساتذة متفرغون بجامعاتهم، ومرة تم إرسال أوائل الثانوية العامة إلى روسيا للدراسة حتى الدكتوراة وأعرف بعضهم".

 

واستطرد :"طبعا كانت هناك منح شخصية إلى أمريكا وكندا، لكن السادات سنة ١٩٧٣ وأثناء الإعداد لحرب أكتوبر المجيدة لتحرير الارض، أعاد مرة جديدة البعثات الحكومية وظهرت الخطة الرباعية للبعثات ٢٠٠٠ بعثة لأوروبا الغربية وأمريكا، وفعلا بدأت وفزت ببعثة إلى فرنسا سنة ١٩٧٤ بعد نصر أكتوبر ، واعترف أن ميلادى العلمى والفكرى كان فى باريس".

 

أما الدكتور تامر النحاس فيرى أن ما يحدث مجرد أضحوكة، الجميع فيها يضحك على الآخر، إذ يقول :"الحقيقة إننا جميعا بنضحك على بعض، و كلنا نعلم السلطة بتضحك على الجامعات بأنها مهتمه بالبحث العلمي والتطوير و التعليم ؟".

 

وأضاف النحاس، في تعليق على مقال الكاتبة الصحفية إيمان رسلان :"في نفس الوقت لا تخصص السلطة ما ينصه الدستور لصالح التعليم والبحث العلمي، نايك عن اختيار الأسوء دائما لتولي قيادة الجامعات وأقسامها و المراكز البحثية، فالمعيار طبعا الانصياع للأمن، لا كفاءة ولا بحث علمي ولا غيره".

 

وأردف :"والجامعات طبعا فاهمة و مراكز الأبحاث فاهمة، فطبعا هو تمثيل جو المعركة، ناس بتهرج، موظفون، فقط الاهتمام بما يضمن الترقية، فتصبح المهمة المقدسة هي المناورة لاستيفاء شروط الترقية، و غالبا الدرجات الوظيفية الاعلى، تعلم و بتضحك على نفسها أيضا".

 

ويرى زياد أنه ليس هناك أولوية في البلاد للبحث العلمي والتقدم، رغم أنه حينما يصبح أولوية في الانفاق عليه وتوضع له خطة أوضح، فإن البحث العلمي سيخدم على الصناعة والابتكار، وسيذهب الباحث للتعلم، وسيعود لغرفة العمليات مباشرة، أو موقعه في المصنع مباشرة، و مفهوم و مدروس ما يمثله هذا في الناتج القومي.

 

 

ويقول الأستاذ الجامعي سامح أبو الريس:"بعيدا عن الشعور بالدونية المسيطر على كثير من المصريين، لا أجد فرقا جوهريا بين التعليم والدراسات العليا في مصر وبينها في الخارج".

 

وأضاف :"بل أجد أن المستوى في كثير من الجامعات المصرية، ومع بعض الأساتذة تحديدا أعلى كثيرا من الخارج، وأنا درست في مصر وخارجها، وقمت بالتدريس والتعامل مع خريجي جامعات مصرية وـأجنبية ووصلت إلى هذه النتيجة، وأعلم أن كثيرين لن يتفقوا معي بسبب عقدة الخواجة والشعور بالدونية تجاه الغرب تحديدا".

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان