رئيس التحرير: عادل صبري 09:04 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

في ذكرى ميلاد «الحصري».. حكايات في حياة «شيخ القراء»

في ذكرى ميلاد «الحصري»..  حكايات في حياة «شيخ القراء»

أخبار مصر

الشيخ الحصري

أول من سجل القرآن مرتلًا

في ذكرى ميلاد «الحصري».. حكايات في حياة «شيخ القراء»

محمد مجاهد 17 سبتمبر 2019 17:14

تحل اليوم الذكرى 102 لميلاد شيخ القراء الشيخ محمود خليل الحصري، حيث وُلد في السابع عشر من سبتمبر من عام 1917 في قرية شبرا النملة التابعة لطنطا بمحافظة الغربية.

 

والشيخ الحصري يعتبر من الرعيل الأول لقراء الإذاعة المصرية حيث أثرى المكتبة الإذاعية ليس في مصر فحسب بل في مختلف دول العالم، بالعديد من التسجيلات القرآنية المجودة، بالإضافة للمصاحف المرتلة بالروايات المختلفة، فقد سجل المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم، ورواية ورش عن نافع، ورواية قالون، والدوري، بالإضافة للمصحف المعلم والمصحف المفسر "مصحف الوعظ" عام 1973.


تقول الحاجة ياسمين الخيام ابنة الشيخ الحصري في تصريحات خاصة لـ"مصر العربية"، إن الأسرة خلدت تراث والدها حيث توجهت منذ ما يزيد عن 10 سنوات إلى مكتبة الإسكندرية وسلمت هذه المخطوطات ووعدت المكتبة  بعمل مكان خاص بهذا التراث ولكن هذا لم يحدث. 

 

وأضافت: الأمر يعد تقصيرا من أبناء الشيخ ومن الجمعية فى متابعة الموضوع لأننا أغفلنا هذه المسألة وانصب اهتمامنا على العمل الخيرى فى الجمعية ولكننا بصدد العمل على أن تخرج هذه المخطوطات والتراث للنور.

 

وأشارت في حديثها لـ"مصر  العربية" أن والدها كان يتمتع بالعديد من الصفات الطيبة كالابتسامة الدائمة والكلمة الطيبة وجبر الخواطر لا تفارقه، مضيفة" "أتذكر صوته إذا واجهته أى مشكلة فيقول دائما (لا هم مع الله) .

 

وأوضحت" "كان أبى يقدس العمل ويحرص على إتقان كل شيء وهى الصفة التى شربناها منه فى كل عمل نقوم به حتى أننى أقول دائما إن أبى أستاذ تجويد وإتقان ونحرص جميعا على الإتقان فى كل نشاط تقوم به الجمعية والحنو كان الصفة الغالبة على أبى فلم يكن يلجأ لعقابنا بل كان يكافئنا دائما على حفظ القرآن وإتقان ترتيله وتجويده ونظرا لأنه كان كثير الأسفار والترحال لنشر القراءات الصحيحة للقرآن فى العالم، فكانت أمى تتسم بالحزم والشدة وكان  لدينا مكتبة زاخرة بالثقافات المتنوعة وكان يمنحنا حرية الرأى والاختيار ويسمح بالطموحات".

 

 

كأنك ترى الماء يسيل من فيّ السقاء

 

 الشيخ محمود محمد الخشت أمين عام نقابة القراء يقول في حديثه عن الشيخ الحصري: كان رحمه الله  قيمة قرآنية كبيرة، حيث تسببت تسجيلاته في أن تكون وسيلة راقية لتحفظ القرآن الكريم بالإضافة إلى أنه صاحب مؤلفات في علوم القرآت، فعندما تسمع القرآن من الشيخ الحصري تشعر كأنك ترى الماء يسيل من فيّ السقاء، فكان القرآن يخرج منه بتمكن واتقان، مع إعطاء الأحكام حقها ومستحقها.

 

وأضاف الشيخ محمود الخشت في تصريحات خاصة لـ" مصر العربية"، لقد كان الشيخ الحصرى أكثر ما يشغله هو تنفيذ وصية الله في قرآنه بالاهتمام بالأحكام والنطق ومخارج الحروف، فالقرآن قد حث على التأني في قراءة القرآن الكريم ترتيلاً، حيث يقول تعالى "ورتل القرآن ترتيلاً"، ويقول الله تعالى "لا تحرك به لسانك لتعجل به".

 

وأشار إلى أن الشيخ رحمه الله كان حريصاً على أن يكون أميناً في قراءة القرآن فقد كان حارساً من حراس كتاب الله الذين اصطفاهم الله عز وجل ليرثوا كتابه.

 

وأوضح "الخشت"  أن عطاء الشيخ لم يتوقف عند التسجيلات القرآنية فحسب، بل استطاع الشيخ "الحصري" أن يقوم بتأليف العديد من الكتب حول قراءات القرآن الكريم وأحكام التجويد، ومن أبرز كتبه " أحسن الأثر في تاريخ القراء الأربعة عشر" ، و"نور القلوب في قراءة الإمام يعقوب"، و"معالم الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء"، و"رحلاتي في الإسلام". 

 

يذكر أن الشيخ الحصري قد أوصى بثلث ممتلكاته لخدمة القرآن الكريم وحفاظه، والأعمال الخيرية، وذلك بعد ما يقرب من الـ55 عامًا عاشهم الشيخ بين سطور القرآن الكريم وكان آخر المناصب التي تقلدها الشيخ الحصرى هو رئيس اتحاد قراء العالم الإسلامى.

 

ويعد الشيخ محمود خليل الحصري، أكثر القراء اتقاناً لأحكام التجويد، وإلماما بعلوم القراءات، فقد كان مستفيضًا في علوم التفسير والحديث، كما كان يجيد قراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر، ونال شهادة علمية فيها من الأزهر الشريف عام 1958.

 

التحق الشيخ الحصري  بالمعهد الدينى فى طنطا، ثم تعلم القراءات العشر بعد ذلك فى رحاب الأزهر الشريف، وأخذ شهاداته فى ذلك العلم، ثم تفرغ لدراسة علوم القرآن لما كان لديه من صوت متميز وأداء حسن، وكان يقرأ القرآن فى مسجد قريته.

 

وفى عام 1944 تقدم إلى الإذاعة المصرية بطلب كقارئ للقرآن الكريم، وبعد مسابقة عقدت للمتقدمين أجيز للقراءة في الإذاعة، وكان أول بث مباشر لقراءته على الهواء فى 16 نوفمبر عام 1944م، واستمر البث الحَصْرِى له على أثير إذاعة القرآن المصرية لمدة 10 سنوات.

 

وقد سافر الشيخ الحصري  إلى جميع الدول العربية والإسلامية، وكذلك إلى روسيا، والصين، وسويسرا، وكندا، وأغلب عواصم العالم، حيث استقبله عدد كبير من الملوك والرؤساء والأمراء فى معظم دول العالم منهم الرئيس الأمريكى جيمى كارتر وهو أول من قرأ القرآن الكريم الكونجرس الأمريكي.

 

تقلد الشيخ الحصرى، رحمه الله، عديدًا من المناصب، حيث عُيِّن شيخًا لمقرأة سيدى عبدالمتعال فى طنطا، ثم عُين فى 7 أغسطس 1948 مؤذنًا فى مسجد سيدى حمزة، وفى 10 أكتوبر 1948 عدل القرار إلى قارئ فى المسجد مع احتفاظه بعمله فى مقرأة سيدى عبدالمتعال.

 

ثم صدر بعد ذلك قرار وزارى لتكليفه بالإشراف الفنى على مقارئ محافظة الغربية، وفى 17 أبريل 1949م تم انتدابه قارئًا فى مسجد سيدى أحمد البدوى فى طنطا، وفى عام 1955م انتقل إلى مسجد الإمام الحسين فى القاهرة، ثم عين عام 1957م مفتشًا للمقارئ المصرية.

 

وفى 1958م عُيِّن وكيلًا لمشيخة المقارئ المصرية، وفى نفس العام تخصص فى علوم القراءات العشر الكبرى، وطرقها وروايتها بجميع أسانيدها، ونال عنها شهادة علوم القراءات العشر من الأزهر الشريف، وعُين مراجعًا ومصححًا للمصاحف بمشيخة الأزهر الشريف، وهو أول من ابتُعث لزيارة المسلمين فى الهند، وباكستان، وقراءة القرآن الكريم فى المؤتمر الإسلامى الأول بالهند فى حضور الرئيس الأول بالهند فى حضور الرئيس جمال عبدالناصر.. ثم صدر قرار جمهورى فى عام1961 بتعيينه شيخًا لعموم المقارئ المصرية.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان