رئيس التحرير: عادل صبري 03:04 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

لماذا تنتشر الشائعات على «السوشيال ميديا».. وكيف نواجهها؟

لماذا تنتشر الشائعات على «السوشيال ميديا».. وكيف نواجهها؟

أخبار مصر

الرئيس عبد الفتاح السيسي في المؤتمر الثامن للشباب

خبراء..فشل الإعلام والفراغ..والحل: الرد بالحقائق

لماذا تنتشر الشائعات على «السوشيال ميديا».. وكيف نواجهها؟

أحلام حسنين 14 سبتمبر 2019 17:20

منذ بداية عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو يطلق التحذيرات من تأثير "السوشيال ميديا" على الدولة، لما قد يستخدمه بعض الأشخاص والمجموعات في نشر الشائعات والأكاذيب، ولايزال يطلق الرئيس تحذيراته من خطورة هذه الوسائل حتى الآن، وهو ناقشه المؤتمر الوطني الدوري الثامن للشباب.

 

ففي الجلسة الثانية من فعاليات المؤتمر الوطني الدورى الثامن للشباب، الذي انطلق اليوم السبت، برعاية وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، في مركز المنارة الدولي للمؤتمرات، دار الحديث حول تأثير نشر الأكاذيب على الدولة في ضوء حروب الجيل الرابع.

"فومو وشائعات"


وشهد الرئيس السيسي، فيلمًا تسجيليًا بعنوان "فومو وشائعات"، يتحدث عن إدمان منصات التواصل الاجتماعي، وعرض الفيلم أضرار منصات الـ"سوشيال ميديا"، والتي يعتبر مرض "FOMO" أبرزها، والذي يتعلق بمتابعتها باستمرار خشية تفويت بعض المعلومات، كما تطرق الفيلم، إلى الأضرار الأخرى لمنصات التواصل الاجتماعي، مثل ترويج الشائعات.

 

وأشار الفيلم إلى أن بعض الشباب في مختلف أنحاء العالم تعرضوا لإدمان "السوشيال ميديا" أو "العبودية" لما يكتب على هذه المواقع،  والحرص على متابعته والقلق من أن تفوتهم تدوينه أو تعليمه، حتى أنهم بعضهم لجؤوا إلى مراكز متخصصة للعلاج من إدمان الإنترنت.

 

واستخدم الفيلم لقب السرايا الزرقاء بدلا من الصفراء على مواقع التواصل الاجتماعي، بما تسفر عنه من الانفصال عن الواقع ونشر الأفكار المتطرفة، والتعرض إلى الشائعات والحملات الموجهة، حيث أن كم الأخبار السيئة التي تنشر عليها يجذب المستخدمين، ولكن ذلك يؤدي في النهاية إلى شيوع مناخ سلبي حافل بالتشاؤم.

 

السبب..الفراغ

 

وتعليقا على تأثير السوشيال ميديا قال سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن هناك 3 مصادر يتلقى منها المواطن المعلومات، وهي الإعلام الوطني سواء الحكومي أو الخاص أو الحزبي، والإعلام الأجنبي، وأخيرا منصات مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وأوضح صادق لـ"مصر العربية" أن لكل وسيلة إعلامية سواء الوطنية أو الأجنبية أو مواقع التواصل الاجتماعي، أجندة واستراتيجية، ولكن يختلف "السوشيال ميديا" بأنه مخترق من جميع الأجهزة سواء الحكومات أو المخابرات أو الجماعات الإرهابية وكل من له أجندة معينة، فضلا عن أنه ساحة أيضا يعبر من خلالها الناس عن آرائهم.

 

وتابع :"الناس تتعرض لكل هذه الوسائل، ولكن الفكرة في أن يكون هناك وعي وتعليم وثقافة كافية للتمييز بين الاتجاهات والآراء والأهداف والأجندات التي تستخدمها كل وسيلة".

 

وعن السبب وراء لجوء الرأي العام إلى "السوشيال ميديا" إلى حد الإدمان، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن حالة الفراغ التي تسبب فيها "الإعلام الوطني" نتيجة فشله في أن يحتوي الجمهوري ويعبر عنه ويقدم له معلومات حقيقية، هي من جعلت المواطن يلجأ لهذه الوسائل، لأنه لا يجد في إعلام وطنه ما يجده في هذه الوسائل.

 

واستطرد صادق :"الناس بقت تعرف معلومات عن بلدها من وسائل إعلام أجنبية"، مشيرا إلى أن ما وصفه بـ"الإعلام الفاشل" هو السبب وراء تصديق الناس لما تنشره منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وتفقد الثقة في الإعلام الوطني، نتيجة التخبط وعدم الشفافية وتجاهل الأحداث المهمة أحيانا.

 

وأردف :"الإعلام الوطني عاجز مهنيا ومتردي وغير قادر على أن يتصدى للشائعات التي تروجها منصات السوشيال ميديا، وغير جاذب للناس، لذلك أصبح الرأي العام يتجه للسوشيال ميديا ويصدق ما يُنشر عليه".

 

الحل لمواجهة "الشائعات"

 

أما عن الحل في التصدي لتأثير السوشيال ميديا، فيرى أستاذ علم الاجتماع السياسي سعيد صادق، إنه أولا على الحكومة أن ترد على كل شائعة حتى إن كانت صغيرة، لأنه إذا تجاهلت الرد عليها، سيتعامل معها الناس على إنها حقيقة.

 

ولفت صادق إلى أنه في الفترة الأخيرة افتقدت الحكومة الثقة لدى المواطنين، نتيجة تجاهل الرد على بعض الشائعات المنتشرة على منصات "السوشيال ميديا"، حتى أنها حين تخرج بالرد بعد تفاقم الشائعة لا يصدقها الناس.

 

وشدد صادق على ضرورة أن يكون هناك إعلام وطني مهني يعبر عن الناس وآرائهم ويستمع لهم ويعرض مشاكلهم، ويرد على كل الشائعات، لأنه إذا استمر في تجاهل بعض الأحداث سيترك المساحة لـ"السوشيال ميديا" لتزيد من تأثيرها على الناس.

 

كما أكد على ضرورة أن تتمتع وسائل الإعلام بقدر من الحرية في تداول المعلومات وعرض مختلف الآراء، لافتا إلى أن مصر ترتيبها في حرية الصحافة على العام رقم 163، وهو ما يجعل المواطن يفقد الثقة في هذه الوسائل، ومن ثم يلجأ لـ"السوشيال ميديا".


وكان الفيلم التسجيلي الذي تم عرضه في المؤتمر الوطني للشباب، اليوم السبت، قد دعا إلى سرعة نشر الأخبار الصحيحة، مشيرا إلى دور مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في الرد على الشائعات والأكاذيب التي تنتشر بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وأكد الفيلم أن أفضل ما يهزم الشائعة هو الإسراع بنفيها وتوضيح كذبها، وأوضح أن عمليات الاٍرهاب أصبحت تستغل السوشيال ميديا في نشر مناخ من الشائعات والأكاذيب لإثارة الشعوب والسعي لإسقاط الدول.

 

الرد أم التجاهل؟

 

في السياق نفسه قالت الدكتورة سهير لطفي، أستاذ عالم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث، إن أفضل وسيلة لمواجهة الشائعات هو الرد عليها وليس تجاهلها، إذ أن مواجهة كل شائعة بالمعلومة الحقيقية فإن هذا يضعف من قوة الشائعات.

 

وأضافت لطفي أن أحسن وسيلة نواجه بها الشائعات هو سرعة الرد ودقته، بل فتح نقاش حقيقي وجاد حولها، إذ أن بعض الجماعات التي تروج للشائعات يكون هدفها حدوث بلبلة ولغط عند الناس، لذا لابد من التعامل معها بجدية وتركيز.

 

 وحذرت لطفي من أن تجاهل الشائعات وعدم عليها يؤدي إلى مزيد من البلبلة ، ويكون لها تأثير خطير على تشكيل الرأي العام وتضليله.

 

سلاح الضعفاء

 

ومن جانبه قال النائب محمد عبدالله زين الدين، وكيل لجنة النقل، وأمين حزب مستقبل وطن بالبحيرة، إن مؤتمر الشباب الثامن يحظى بأهمية وطنية ودولية كبيرة، وأنه يتناول محاور غاية في الأهمية، وهو تأثير السوشيال ميديا وحروب الجيل الرابع والخامس.

 

وأكد زين العابدين، في بيان صحفي اليوم السبت، أن المؤتمر سيكون له دور فاعل في إثبات أن السوشيال ميديا هو سلاح الضعفاء، وأنها منصة الفاشلين الذين يعجزون عن إثبات ذلك في الواقع، فيتحصنون خلف الكيبورد وشاشة صغيرة ويقولون ما يحلو لهم أن يقولوا، ويبثون شائعات هدفها التشكيك في إنجازات تحققت وإصلاحات مهمة تمت في ربوع مصر يعرفها القاصي والداني.

 

وأضاف النائب، أن مؤتمرات الشباب أصبحت ساحة البوح والشفافية لدى كل فئات الشباب المصري، مستطردا :"رأينا أن كل ما قيل في المؤتمرات السبعة السابقة تحققت على أرض الواقع".

 

ورأى أن هذه المؤتمرات أعطت الفرصة الكاملة لشباب مصر في المشاركة الحقيقية في صنع مستقبل الدولة المصرية، وأصبحنا نرى الشباب يتحدثون عن قضايا مصيرية بالنسبة للشعب، مثل منظومة التعليم وكيفية تطويرها، وأيضًا النقل والمواصلات، والتحول الرقمى، والمخاطر والتحديات الداخلية والخارجية.


 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان