رئيس التحرير: عادل صبري 05:37 مساءً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

الأغاني والموسيقى.. فساد أخلاقي بالسعودية وترويح للنفس فى مصر

الأغاني والموسيقى.. فساد أخلاقي بالسعودية وترويح للنفس فى مصر

أخبار مصر

الاستماع للاغاني

الأغاني والموسيقى.. فساد أخلاقي بالسعودية وترويح للنفس فى مصر

فادي الصاوي 08 سبتمبر 2019 18:24

شهدت السنوات الأخيرة تقدمًا كبيرًا في صناعة الموسيقى، وظهرت أنواع جديدة من الغناء، يتسابق على سماعها ملايين من البشر، ورغم الانتشار الكبير للموسيقى والغتاء خاصة فى عالمنا العربي والإسلامي إلا أن علماء الدين الإسلامي لا يزالون يختلفون حول حكمها منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا.. فالبعض يحرمها على الإطلاق وآخرون يرون بأن حلالها حلال.

 

الشيخ عبد العزيز ابن باز أحد علماء الدين في المملكة العربية السعودية، شغل عدة مناصب دينية بالمملكة أبرزها مفتي عام السعودية ورئاسة هيئة كبار العلماء السعودية، يعتبره علماء السلفية إمام عصرهم ومجدد القرن، كان أحد أبرز العلماء الذين حاربوا الغناء والموسيقى وافتوا بتحريمها على الإطلاق

 

وقال الشيخ ابن باز فى مقطع صوتي له على موقعه الرسمي، : "الأغاني محرمة، وقد نص أهل العلم على ذلك، وحكى بعض أهل العلم إجماع أهل العلم على ذلك، ومن أدلة ذلك قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ [لقمان:6]، قال أكثر علماء التفسير: إن المراد بذلك الأغاني، وهكذا أصوات الملاهي، وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، والحر: هو الفرج الحرام يعني: الزنا، والحرير معروف محرم على الرجال، والخمر معروف محرم على الجميع وهو المسكر، والمعازف هي الأغاني وما يعزف به من آلات الملاهي.

 

وأضاف الشيخ ابن باز: "أن الواجب على كل مؤمن ومؤمنة الحذر من ذلك، ولا يجوز استماع ذلك لا من إذاعة ولا من غيرها".

 

ظلت المملكة العربية السعودية ملتزمة بفتاوى ابن باز، التى تحرم الغناء والموسيقى والسينما وغيرها من الفنون، إلى أن صعد الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد في المملكة، لتتحول البلاد نحو سياسة انفتاح اجتماعي غير مسبوق، تمثل عرض مسلسلات حصرية لنجوم كبار، وإعادة افتتاح دور السينما، إقامة حفلات موسيقية، وتنظيم بطولات للمصارعة الحرة.

 

هذا التحول قابله علماء الدين فى المملكة برفض كبير، ونقل موقع "بي بي سي"، عن رئيس هيئة كبار العلماء في السعودية عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، قوله بإن "الحفلات الغنائية والسينما فساد للأخلاق ومدمرة للقيم ومدعاة لاختلاط الجنسين"، وذكر أن "السينما تعرض أفلاماً ماجنة وخليعة وفاسدة وإلحادية، وتعتمد على أفلام تستورد من خارج البلاد لتغير من ثقافتنا".

 

وشدد العالم السعودي الذى شغل أيضًا منصب المفتى العام، على أن "الحفلات الغنائية لاخير فيها، فالترفيه بالأغاني ليل نهار، وفتح صالات السينما في كل الأوقات، هو مدعاة لاختلاط الجنسين، أولاً سيقال تخصيص أماكن للنساء، ثم يصبح الجميع رجالاً ونساءً في منطقة واحدة، فهذا كله مفسد للأخلاق ومدمر للقيم"، ولكنه اضاف أن الترفيه بالقنوات التلفزيونية والوسائل الثقافية والعلمية "فلا بأس بها وهو طيب، وفقا ل"بي بي سي".

 

 

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، رد على انتقادات علماء الدين لسياسة الانفتاح التى قام بها، فى تصريح لمجلة "فورين افيرز"، وقال إنه يعتقد بأن نسبة صغيرة فقط من علماء الدين مؤدلجون الى حد لا يمكن اقناعهم، بينما اكثر من نصف هؤلاء العلماء يمكن اقناعهم عن طريق التواصل والحوار بمساندة المبادرة.

 

على نقيض الوضع فى المملكة العربية السعودية، تحظى الفنون على اختلاف أنواعها باهتمام كبير من جانب الدولة المصرية، وتصدع القنوات الرسمية والخاصة بالأغاني والبرامج الترفيهية، تفتح دور السينما أبوابها أمام المواطنين فى الأعياد والمناسبات، كما تقام حفلات غنائية فى الأماكن السياحية بالساحل الشمالي.

 

وترى المؤسسات الدينية فى مصر أن الفن والغناء ليس محرما على الإطلاق، وفي ردها على سؤال لأحد المواطنين الذي يستفسر فيه عن حكم استماع بناته إلى الأغاني، وجاء رد الإفتاء كالتالي :"إذا كانت  الأغانى بها فجور وخلاعة فيجب منعهم عنها أما إذا كانت مما نقول عنها حلالها حلال وليس بها من المعانى السيئة فهى ترويح للنفس ، ما في مانع، واعمل أن القلوب تحتاج إلى الترويح، فلقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نروح القلوب ساعة بعد ساعة لأنها إذا كلت تعبت وسئمت".

 

يأخذ الكثير من العلماء فى مصر، برأي الشيخ محمد الغزالي ، والذى اعتمد في إباحته للغناء والموسيقى على أن الأصل في الأشياء الإباحة، وأنه لم يرد حديث صحيح في تحريم الغناء على الإطلاق، وأكد ذلك بأن الغناء ما هو إلا كلام فحسنُهُ حسن وقبيحُهُ قبيح.

 

الإمام الغزالي يرى أن الموسيقى كالغناء، وقال :"لقد رأيت في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم مدح صوت أبي موسى الأشعري - وكان حلواً - وقد سمعه يتغنى بالقرآن فقال له: "لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود"، ولو كان المزمار آلة رديئة ما قال له ذلك، وقد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الدف والمزمار دون تحرج، ولا أدري من أين حرم البعض الموسيقى ونَفَّرَ فِي سَمَاعِها؟ ".

 

وأصدرت لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر فتوى، تجيز الاستماع للموسيقى والغناء، وأوضحت  أن الناس أربعة أقسام : فرقة استحسنت، وفرقة أباحت ، وفرقة كرهت، وفرقة حرمت، وكل من هذه الفرق على قسمين :منهم من أطلق القول ومنهم من قيد بشرط ".


والقول الحازم في موضوع الموسيقى والغناء بعد دراسة مستفيضة قام بها كبار علماء الأزهر الشريف وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية، أن الضرب بالدف وغيره من الآلات مباح باتفاق في أمور معينة، وأن سماع الموسيقى وحضور مجالسها وتعلمها أيا كانت آلاتها من المباحات ما لم تكن محركة للغرائز وباعثة على الهوى والغواية والغزل والمجون أومقترنة بالخمر والرقص والفسق والفجور، أو اتخذت وسيلة للمحرمات، أو أوقعت في المنكرات،أو ألهت عن الواجبات .

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان