رئيس التحرير: عادل صبري 09:56 صباحاً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

صور| نخيل شمال سيناء.. إنتاج غزير من البلح والعجوة وثروة مهدرة

لعدم وجود منافذ تسويق..

صور| نخيل شمال سيناء.. إنتاج غزير من البلح والعجوة وثروة مهدرة

إسلام محمود 04 سبتمبر 2019 16:00

تنتج بساتين النخيل المنتشرة بمناطق شمال سيناء، وخاصة المناطق الغربية بمركز بئر العبد ورمانة، كميات كبيرة من البلح والرطب والتمور من سلالات مميزة، منها البرحي والمجدول والحياني والسيوي والزغلول وعدد من الأنواع الأخرى، إلا أن الإنتاج يصطدم بعدة عوائق تجعل منه ثروة مهدرة.


يقول سليم العماري، صاحب بساتين نخيل: إن مناطق غرب سيناء تضم مئات الآلاف من أشجار النخيل تجود بإنتاج أنواع من البلح يكتمل نموه ونضجه في هذا التوقيت من كل عام، ويبدأ المزارعون في جمعه بعضهم يقوم ببيعه كبلح ورطب، وآخرون يقومون بتصنيعه عجوة أو تجفيفه للبيع لاحقا تمرًا أو بلحًا ناشفًا بطرق بدائية.


وأشار العماري، إلى أن الإنتاج الغزير من البلح يضيع الغالبية منه هدرا ويتحول لأعلاف للأغنام، نتيجة تكلفة نقله للأسواق المرتفعة وصعوبة تسويق إنتاج صناعاته من العجوة والتمور، والأهم بحسب قوله عدم وجود مصنع متخصص للاستفادة من هذه الثروة المهدرة.


حميد سلمي، صاحب مزرعة نخيل بمنطقة جنوب بئر العبد، يقول: إن زراعة النخيل تعد الحرفة الرئيسية للسكان على امتداد المناطق من شرق العريش حتى رمانة في نطاق يصل لنحو 70 كيلو مترًا، وتتوارث الأجيال بساتين النخيل التي زرعها أجدادهم ويجددون زرع الجديد منها.

 


وأشار سلمي أن شجرة النخيل كانت تعتبر ثروة في الماضى عندما كانت تؤمن الغذاء في فصل الشتاء، إذ يتم تصنيع العجوة وحفظها وتناولها، والاستفادة من مخلفات تصنيعها كأعلاف للحيوانات وجريدها لبناء المساكن وإجزاء منها كحطب لإشعال النيران فيه.


وأضاف، فى الوقت الحاضر تراجعت الفائدة بالنخيل بسبب تعرض البساتين لهجمات "الدود" وهلاك كميات منه، فضلا عن تكاليف تجهيز النخلة لتصبح جاهزة للطرح والإنتاج الجيد وهى تكاليف باهظة يكاد إنتاجها من البلح لا يوازيها.


ويشير احمد عبد الحفيظ ، تاجر فواكهة، أنه يقوم بشراء البلح الخام من المزارعين بأسعار تتراوح مابين 5 إلى 7 جنيهات للكيلو وبيعه فى الأسواق بأسعار من 10 إلى 12 جنيها للكيلو ، الاوان هناك صعوبة في نقله من مناطق مزارع النخيل لكونها تقع بمناطق جبلية وعملية نقله على ظهور عربات تجرها الدواب تتطلب أجور باهظة.


من جانبها قالت السيدة أم حسين سماعنة، بمنطقة قاطية بمركز بئر العبد ، إن السيدات فى هذه المناطق اعتدن فى هذا الموسم صناعة العجوة حيث يجهزن مكان لها يسمى "مشرة" وفيها يتم تجميع الرطب وتجهيزة وغسلة ثم عجنه وصناعة العجوة على هيئة أقراص وتنشيفها تحت حرارة الشمس بطريقة تتوارثها الأجيال دون تغيير، وبعد جفافها يتم بيعها بأسعار تتراوح مابين 30 إلى 50 جنيها للكيلو.


واوضحت أنه لكثرة الإنتاج يتراكم الإنتاج بصورة كبيرة ، لعدم نجاح تسويقه من قبل الجمعيات الأهلية وهذا يتطلب جهود من محافظة شمال سيناء لإقامة معارض لإنتاج الأسر المنتجة من بلح وعجوة وزيت زيتون بالمحافظات الأخرى لتسويق المنتج أو المساهمة في العمل على تصدير الإنتاج للخارج.


وطالب عبد الحميد الاخرسي نقيب المزارعين، بشمال سيناء بإسم المزارعين من اصحاب بساتين النخيل بإيجاد منافذ بيع لإنتاج النخيل، لافتا إلى أن بعض صغار المزارعين ومن يملكون بساتين نخيل فى أماكن بعيدة عن الطرق يقطعون البلح ويجففونه كأعلاف نتيجة تكلفة نقله العالية.


واوضح التخريب أن الحل للاستفادة من ثروة نخيل سيناء هو إقامة مصنع متخصص لإنتاج النخيل من البلح ومشتقاته وكذا إنتاج الجريد، ووجود مثل هذا المصنع سيعيد الاهتمام بأهم ثروة غير مكلفة فى شمال سيناء، وسيوجد مزيد من التنافس فى التوسع فى زراعة النخيل وإيجاد اصناف جديدة منه.


في المقابل ، قال المهندس عاطف مطر، وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء، إن النخيل من أهم ثروات شمال سيناء الزراعية، ودور المديرية هو المحافظة على هذه الثروة من خلال حصر مناطق الزراعات وتوجيه الإرشاد الزراعى لتوعية المزارعين بمخاطر سوس النخيل، وإيجاد أصناف جديدة خصوصا فى المزارع الحديثة.


وأشار مطر الى أنه يسعى دوما لإيجاد سبل ومنافذ تسويق جديدة للإنتاج ، من خلال المشاركة بمهرجان التمور الذي يقام في سيوة صفة سنوية ، إلا أن بعد المسافة وارتفاع أسعار النقل يقف عائقا أمام التسويق، لذلك الأفضل إقامة مصانع داخل سيناء لتصنيع منتجات البلح وتصديرها للخارج ، والمشاركة بالمعارض الخاصة بمنتجات البيئة السيناوية خارج المحافظة.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان