جبل مهران منطقة أثرية يقطنها نحو 50 ألف شخص في عشش آيلة للسقوط، تفتقد إلى خدمات المرافق العامة كمياه الشرب والصرف الصحي، ويعاني أهلها من لدغات القوارض والثعابين بسبب البيئة الجبلية التي يعيشون فيها.
تقع المنطقة على أطراف المدينة الساحلية من ناحية الغرب، ويقطنها قرابة الـ50 ألف شخص رغم كونها بمنطقة غير آهلة للسكن، بسبب طبيعة البيئة الجبلية والمعرضة للانهيار، كما ورد بتقرير صادر عن وزارة التضامن الاجتماعي في العام 2016.
"مصر العربية"، انتقلت للمنطقة والتقت عدد من الأهالي هناك للحديث عن أزماتهم ورصد مطالبهم.
بمجرد أن دخلنا المنطقة وجدنا أن أغلب منازلها عبارة عن غرف متصدعة وعشش على منحدرات جبلية ومن هنا جاء أسمها جبل مهران-بحسبما قال أحد الأهالي-المنطقة لا يوجد بها أي خدمات كالصرف الصحي ومياه الشرب، كما أنها مرتع للكلاب والحيوانات الضالة.
ويقول سعد صابر، أحد الأهالي بلمنطقة، أنها مقامة بالكامل فوق جزء من الجبل، (جبل مهران)، حيث أقامها العمال الذين قدموا من عدد من المحافظات للعمل بالإسكندرية واستقر بهم الحال بها خلال فترة الثمانينيات.
وأضاف:"بسبب الطبيعة الجبلية للمنطقة فأننا نعاني بشكل كبير من حدوث انهيارات وتصدعات في المنازل كل حين وأخر.
يقول محمد أبو علي، أحد الأهالي، نعيش في مأساة متكاملة الأركان، دون أدنى أهتمام من الجهات الحكومية، مشيرا إلى أن المنطقى تعتبر الوحيدة في المدينة التي تعيش بدون شبكة صرف أو شبكة مياه نظرا لطبيعتها الجبلية، مضيفا:"نحن في انتظار أن تفي المحافظة بوعودها في نقلنا من هنا إلى مساكن بشاير الخير على غرار ما تم مع أهالي القباري ومينا البصل.
معاناة الأهالي من لدغات القوارض والثعابين..
وتشير أم سعيد، سيدة خمسينية كانت تفترش "مصطبة" حجرية أمام منزلها، احنا مش عارفين نعيش زي الناس كل يوم يعدي بنحمد ربنا أننا لسه على قيد الحياه ومحدش جرى له حاجة وحشة".
وأضافت:"نعيش وسط أعداد كبيرة من الفئران والثعابين، المرئية بسبب كثرتها والطبيعة الجبلية للمنطقة،ده غير انتشار الصرف الصحي في البيوت والشوارع، ومحدش سائل فينا".
وتلتقت محروسة رمضان، سيدة خمسينية كانت تجلس إلى جوارها خيط الحديث لتؤكد على معاناتهم من لدغات الثغابين والحشرات والقوارض لافتة إلى أنه منذ نحو شهر لدغ ثعبان نجلها وأخذ 3 حقن في إحدى المستشفيات".
المنطقة كنز للباحثين عن الآثار.
وكشف أحمد صابر، أحد الأهالي، إلى أن المنطقة تقع أعلى جبانة أثرية قديمة تعود إلى العصر الروماني، ولهذا السبب أصبحت ملتقى جاذب للباحثين عن الآثار، مضيفا:"كل يوم والتاني نفاجئ بناس جايين وبينقبوا عن الآثار تحت البيوت وفي الجبل، بيدفعوا فلوس للأهالي علشان توافق وتسكت، وكمان الناس هنا بتنقب تحت بيوتها مما يعرضها للتصدع والتهدم".
ويشير إلى أنه وقبل نحو عامين أكتشفت أسرة تقطن بالمنطقة مقبرة رومانية بعد التنقيب أسفل منزلهم، ولكن أتت الشرطة وتم إلقاء القبض عليهم وتحريز الآثار المكتشفة-على حد قوله-
الحي":خطة لنقلهم..
من جانبه قال اللواء هشام كمال، رئيس حي غرب الإسكندرية، ان هناك خطة لدى الأجهزة التنفيذية لنقل الأهالي من المنطقة بشكل كامل وتقطنيهم في مساكن سيتم إقامتها خصيصا لهم.
وأشار رئيس الحي في تصريحات خاصة ل"مصر العربية"، ان منطقة جبل مهران، هي منطقة مصنفة كأحد أخطر المناطق السكنية بالإسكندريةوسيكون لهم الأولوية في نقلهم لمساكن آدمية.