اتجهت الحكومة مؤخرا إلى الاهتمام بزراعة المحاصيل الزيتية، كالسمسم لتوفير الزيوت التى تحمل ميزانية الدولة أعباء كبيرة، حيث أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن وضع خطة للنهوض بمحصول السمسم لزيادة معدلات الإنتاج وتضييق الفجوة فى إنتاج الزيوت، بالتوسع فى زراعته بالأراضى الجديدة.
تتميز المحاصيل الزيتية كالسمسم بأنها قليلة استهلاك المياه وتتحمل الملوحة وتصلح للزراعة فى معظم الأراضى المصرية، وتبلغ نسبة الزيت فى بذور السمسم من 50 إلى 60%، وتتميز بذوره بارتفاع نسبة البروتين التى تتراوح من 25 إلى 30%، وبالإضافة إلى الألياف الخام.
تعتبر الفترة من منتصف أبريل وحتى نهاية مايو أفضل معاد لزراعة السمسم، وتجود زراعة المحصول فى الأراضى الصفراء الخفيفة والثقيلة والطميية والطينية جيدة الصرف ولايصلح زراعته فى الملحية أو الغدقة أو سيئة الصرف ويتم إجراء الحرث مرتين متعامدتين وتنعيمها والتخلص من الحشائش أثناء الخدمة وقبل الزراعة حيث تنمو الحشائش أسرع من نباتات السمسم فى المرحلة الأولى من حياتها وفى حالة الأراضى الموبوءة بـالحشائش تعطى رية كدابة ويتم التخلص من الحشائش أثناء الخدمة.
ويوجد بمصر عدة أصناف من بزور السمسم هى: جيزة 32 صنف عديم التفريع يعطى فرع أو إثنين ومحصول الفدان من 3-4 أردب، وشندويل 3 صنف عديم التفريع ومحصول الفدان من 4-5 أردب، وتوشكى 1 صنف عديم التفريع ومحصول الفدان من 6-7 أردب، وسوهاج 1 يتميز بالساق الطويلة متفرع 3كبسولات فى إبط كل ورقة متوسط محصول الفدان من 5-6 أردب، وشندويل 2000 ساق طويلة متفرع كبسولة واحدة فى إبط كل ورقة متوسط الإنتاج من 6-7 أردب للفدان.
من جانبه أكد حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب الفلاحين، إن المساحة المزروعة سمسم ما زالت قليله جدا لأسباب كثيرة، أهما اتجاه المزارعين لزراعة الخضروات من طماطم وبطاطس يجعلهم يعزفون عن زراعة السمسم لأن حصاد السمسم يستمر لشهر أكتوبر من كل عام مما يحول دون زراعة الخضروات.
ومن ضمن الأسباب التى عددها أبو صدام، إصابة السمسم بأمراض الذبول وعدم وجود أصناف مقاومه للأمراض من الأسباب، ثالثا قلة الإنتاجية لأن الأصناف الموجودة حاليًا تنتج من 3 الى 4 اردب والأردب بـ 3000 جنيه أى أن انتاج الفدان 12 ألف جنيه يتكلف الفدان حوالى 8 آلاف جنيه، رابعًا عدم اهتمام الحكومة بهذه المحاصيل على حساب المحاصيل الأساسية كمحاصيل الحبوب.
وبدوره شدد الدكتور علاء خليل، مدير معهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية، على أن محصول السمسم يعتبر من أهم المحاصيل الزراعية التي تحقق أرباحا للفلاح، شريطة توفير المناخ المناسب والحد من الأمراض التي قد تؤثر على الإنتاجية.
وذكر أن مركز البحوث الزراعية، يعمل على تشجيع المزارعين بالتوسع فى زراعة المحصول، خاصة بالأراضى الجديدة، من خلال نشر الأصناف الجديدة عالية الإنتاج للمساهمة فى سد الفجوة من المحاصيل الزيتية، ووضع آلية تسويقية له، وتوفير الحملات الإرشادية، واستنباط أصناف جديدة.
وأوضح خليل أن السمسم محصول مناسب للغاية للأجواء المصرية، ومن المحاصيل التي لا تستهلك مياه ويمكن زراعتها بمساحات كبرى في الصحراء والمشروعات الجديدة.
وأشار إلى أن بذور المحصول الكاملة تستخدم كتقاوى، وتدخل فى صناعة الحلويات والمخابز، واستخراج الزيت، و تدخل فى صناعة الطحنية، والحلاوة الطحينية، الزيت، ويعتبر زيت السمسم ( السيرج ) من الزيوت الغذائية الهامة نظراً لارتفاع نسبة الأحماض الدهنية غير المشبعة لأكثر من 85 % وهو يستخدم فى الغذاء المباشر وصناعة الصابون وبعض مستحضرات التجميل.
وأضاف مدير المحاصيل الحقلية، أن كسب السمسم، وكسب فول الصويا، والقطن له اهمية اقتصادية لارتفاع محتواه من البروتين ويدخل فى تغذية الحيوانات والدواجن، موضحا أن قش المحصول يستخدم فى صناعة السماد البلدى – أو الوقود.