خلال السنوات الماضية، تسبب مذيعو التوك شو في أزمات اجتماعية و ربما سياسية فقدوا على إثرها طلتهم الليلية مرة آخرى على الشاشة الصغيرة، بعضهم اكتفى بمتابعة المشهد الإعلامي من بعيد و آخرين اتجهوا إلى البرامج الإسبوعية الفنية وفريق ثالث اتجه إلى "يوتيوب".
من أبرز هؤلاء الإعلاميين، الإعلامية ريهام سعيد التي تقدم برنامج "صبايا" على قناة الحياة والتي أثارت جدلا واسعا خلال اليومين الماضيين بسبب إساءتها لأصحاب الوزن الزائد، حيث وصفتهم في إحدى حلقات البرنامج بأنهم "موتى" ويمثلون "عبئًا على الدولة.
هذه التصريحات المثيرة للإعلامية ريهام سعيد، قررت على إثرها إدارة شبكة قنوات الحياة المحلية المصرية، إيقاف برنامج "صبايا" ومقدمته، و يستمر الإيقاف إلى حين انتهاء تحقيقات المجلس الأعلى للإعلام، بحسب بيان المجموعة، السبت الماضي.
كما قرر مجلس نقابة الإعلاميين، منع ريهام سعيد من ممارسة أي نشاط إعلامي لحين توفيق أوضاعها القانونية مع النقابة، على خلفية التحقيق في حلقة برنامجها، كما قررت النقابة عقب اجتماعها الطارئ، مساء الجمعة، تقديم بلاغ للنيابة العامة ضد ريهام سعيد بخصوص ممارسة نشاط إعلامي بالمخالفة لقواعد القيد في النقابة.
فيما تقدم المجلس القومي للمرأة، بشكوى للجنة الشكاوى بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ضد ريهام سعيد، وتضمن موضوع الشكوى الحلقة التي تحدثت فيها مقدمة البرنامج عن السمنة والتي "أثارت استياء السيدات المصريات، كما احتوت على عبارات وأوصاف لا تليق"، وتضمنت الشكوى المطالبة باتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل المجلس الأعلى للإعلام في هذا الشأن.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إيقاف ريهام ، فقد سبق إيقاف برنامجها والحكم بحبسها في واقعة انتهاك خصوصية إحدى ضيوف برنامجها قبل أشهر، كما صدر في حقها أحكاما بالسجن على خلفية اتهامها باختطاف أطفال بعد أن حرضت متهمين آخرين على خطف أطفال وعرض القضية في برنامجها.
بينما قررت نقابة الإعلاميين وقفه الإعلامي تامر أمين ، مُقدم برنامج "آخر النهار"، على فضائية "النها عن ممارسة النشاط الإعلامي؛ وذلك لعدم إنهاء إجراءات قيده في جداول النقابة، أمس الأحد.
كما قررت النقابة، التقدم ببلاغ للنيابة العامة ضد تامر أمين، بسبب ممارسته نشاطًا إعلاميًا بالمخالفة لقواعد القيد بالنقابة، المقررة طبقًا للقانون 93 لسنة 2016.
وقالت النقابة في قرارها، إن ذلك جاء بعد الاطلاع على القانون رقم 93 لسنة 2016 بشأن إصدار قانون نقابة الإعلاميين، وقرار مجلس الوزراء رقم 573 لسنة 2017 بتشكيل اللجنة التأسيسية للنقابة، وأيضًا بعد الاطلاع على جداول القيد بالنقابة، وسجل التصاريح، والذي تبين من خلاله عدم قيد تامر أمين بجداول النقابة، وعدم حصوله على ترخيص مؤقت لمزاولة نشاط إعلامي.
فيما تقدم تامر أمين، اليوم الإثنين، لنقابة الإعلاميين بالإجراءات المطلوبة لقيده في جداول النقابة، و بعد ساعات قبلت النقابة قيده في جداولها.
وكان المجلس القومي للمرأة تقدم، السبت الماضي، بشكوى ضد تامر أمين بسبب حلقته التي استضاف فيها النائبة رانيا علواني لاتهامه بالتهكم على عمل المرأة، وتلقت لجنة الشكاوى بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، شكوى من "القومي للمرأة" ضد قناة "النهار" بشأن ما بدر من المذيع تامر أمين مقدم برنامج "آخر النهار" في حلقته مع راينا علواني.
وبحسب الشكوى، فإن المذيع تهكم وسخر من قيم المجتمع خلال الحلقة المذكورة، كما سخر من زوج الضيفة وعملها، وتهكم على عمل المرأة بألفاظ وعبارات لا تليق.
ومنذ 2016 وحتى 2018، أثار الإعلامي خيري رمضان، الجدل واسعا وتعرض برنامجه للإيقاف مرتين، ففي 2016 قررت غرفة صناعة الإعلام، إيقاف برنامجه "ممكن" لمدة 15 يومًا، على خلفية تصريحاته التي أساء فيها لسيدات الصعيد، واتهمهن بخيانة أزواجهن.
وفي مارس 2018، قررت النيابة حبس الإعلامي خيري رمضان، مقدم برنامج "مصر النهاردة" على القناة الأولى بالتلفزيون المصري 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة الإساءة إلى الشرطة وكذلك إذاعة أخبار كاذبة.
وفي أواخر 2018، تم إيقاغ البرنامج على القناة الأولى، وكانت تقدمه معه الإعلامية رشا نبيل، غير أن الكاتب الصحفي محمد طرابية، قال إن "خيري" لن يظهر مجددا على شاشة التلفزيون المصري.
وبحسب طرابية، خلال مقال صحفي، أن خيري لن يعود لتقديم البرنامج مرة أخرى لعدة أسباب أهمها حالة الغضب الشديدة من قبل النظام بسبب هجوم المذيع على الحكومة لإصرارها على زيادة أسعار الغاز للمنازل في الوقت الذي يتحدث فيه كبار المسئولين في الدولة عن الاكتشافات الجديدة في حقول الغاز.
ويقول طرابية إن المسؤولين في ماسبيرو اعتبروا حديث الرئيس السيسي عن عدم ظهور أي مذيع أو مذيعة على الشاشة وهو يتحدث عن أي قضية دون أن تكون لديه دراية كافية بكل أبعادها وتداعياتها، بمثابة ضوء أخضر لإبعاد خيري رمضان عن البرنامج.
وبعد سلسلة من الأزمات من بينها إساءتها للشعب العُماني، حينما وصفت بلاده بـ"إمارة صغيرة"، وهجومها على المسيحيين الأرثوذكس، ونعتها الشعب المغربي بأن اقتصاده يرتكز على الدعارة، وغيرها من المواقف ، قررت شركة إعلام المصريين إيقاف الإعلامية أماني إذ قررت الشركة أيضا إيقاف برنامجها "بين السطور".
أما لميس الحديدي إحدى أشهر مذيعات "التوك شو" التي غابت عن الشاشة بسبب تعثر المفاوضات بشأن إقناعها بالانتقال إلى شاشة "أون تي في" المملوكة لـ"شركة إعلام المصريين"، وكذلك لاعتراض رجل الأعمال محمد الأمين، الذي يملك نصف أسهم القناة لمحاولة تصفية "سي بي سي" من أهم برامجها ونجومها تمهيدا لإغلاقها أو دمجها مع "أون" بحسب تقرير لموقع مدى مصر.
وبحسب المصادر، التي استند إليها تقرير "مدى مصر"، فإن مسئولين في الدولة أبلغوا رسالة واضحة إلى كل من الأمين ولميس الحديدي بأنها في حال إصرارها على عدم الانتقال إلى «أون تي في» قد يسمح لها بالاستمرار في «سي بي سي» شريطة منعها من الظهور على الهواء واقتصارها على تقديم برنامج أسبوعي فني واجتماعي مُسجّل مسبقًا دون التطرق إلى الأخبار أو السياسة.
وخلال تكريمها من مجلة "دير جيست" في حفلها السنوي ضمن جوائز الأفضل في عام 2018، قالت لميس الحديدي :"طبعا أنا مذيعة وبحب المايك، ومحرومة بقالي كتير ويدوب أتكلم شوية".
وبعد حلقة واحدة شاركت في تقديمها رانيا بدوي مع الإعلامي عمر أديب، أعلنت شبكة أون تي في في 2016، إقالتها بسبب تصريحاتها ضد وزير الاستثمار السابقة داليا خورشيد، إذ وصفتها بـ" أسوأ وزيرة استثمار" و أنها تفتقر للخيال.
الأمر بدأ بعدما هاجمت رانيا بدوي، الدكتورة داليا خورشيد، وزيرة الاستثمار، بسبب تراجع المناخ الاستثماري في مصر، منذ توليها الوزارة، وخاصة مع تفاقم أزمة الدولار، وقالت: "إن السيدة وزيرة الاستثمارة من أسوأ وزراء الاستثمار في مصر، وأقصد هنا سوء الإدارة، وليس سوء الشخصية، فلم نسمع عن رحلات مكوكية للاستثمار في مصر، لا قرارات، لا تعديلات، ولا أحد يعرف اسمها".
وتقدم الآن الإعلامية رانيا بدوي برنامج كلام رنووش الذي يعرض على يوتيوب وموقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك".
