أواني لا تعتليها تلك النقوشات والرسومات المعتادة، وإنما قررت صاحبتها أن تجعلها مُزدانًة بطريقة خاصة، بحيث أنها إذا تراصت إلى جوار بعضها البعض على طاولة السفرة، فإنها تروي حكاية من حكايات التراث الشعبي، كـألف ليلة وليلة، وأبو زيد الهلالي، وقصص النوبة..
فكرة تلك الأطقم بدأت تتخمر في خيال الفتاة العشرينية عقب تخرجها من الجامعة، فعكست من خلالها روح التراث الشعبي بطريقة مبتكرة، ترتبط بالجذور المصرية..
تواصلت (مصر العربية) مع رضوى حمادة، صاحبة فكرة سرد الحكايات على الأطباق التي تستخدم في الاستعمال اليومي، على طاولة السفرة..
لم يكن حب وشغف رضوى حمادة، البالغة من العمر 27 ربيعًا، لتلك الأشياء المرتبطة بثقافتنا وليد اللحظة، وإنما كانت الأشغال اليدوية وتلك المرتبطة بالتراث تخطف نظرها وقلبها ايضًا، حينما كانت لا تزال طفلة صغيرة، كبرت "رضوى" والتحقت بكلية التجارة.
عقب تخرجها حلمت الفتاة بأن يكون لها منتج ما تعكس من خلاله روح التراث الشعبي، مع الوقت أخذت "رضوى" حلمها على محمل الجد، وتوجهت للمكتبات عاكفًة على قراءة تلك القصص القديمة كـ ألف ليلة وليلة وأبو زيد الهلالي وغيرها، وجلست مع أهل الخبرة في التاريخ، وفي نهاية المطاف تبلورت الفكرة كاملة في رأسها.
بعدما قررت الفتاة العشرينية أن تكون الأواني هي منتجها الذي ستعكس من خلاله تلك القصص المستوحاه من التراث الشعبي.. تقول "رضوى": بات مع الوقت محاور مشروعي واضحة أمام عيني وبحثت عن مصمم لرسم تلك القصص التراثية، أما الخطوة الأخيرة فهي الإتفاق مع مصنع كي ينتج أفكاري تلك والتصاميم في صورتها النهائية بأواني تعتليها تلك الأفكار.
وبالفعل صار كل شئ مثلما خططت له الفتاة، وبدأت "رضوى" تتعمق أكثر في البحث عن صور زمان وتركز في تفاصيلها وتقرأ ايضًا قصص التراث كي تختار المشهد الرئيسي الذي ستروي من خلاله حكاياتها، وكانت تخبر المصمم بفكرتها، وبدءا العمل وانتجا عددًا من القصص على تلك الأواني، تقول رضوى: فعلى سبيل المثال انتجنا قصة ألف ليلة وليلة وأبو زيد الهلالي والسفيرة عزيزة.. وهي أغنية محمد منير "يونس في بلاد الشام ، أما حكاياتنا الجديدة فهي عن النوبة".
قررت "رضوى" عرضها أوانيها تلك للبيع من خلال صفحة دشنتها على موقع التواصل الاجتماعي تحمل اسم "جزيل"، بمعنى كثير في محاولة لربط كرم الضيافة بمنتجها وهو الأواني.
كانت في البداية تخشى فهم الناس لفكرتها خاصًة وأن الأطباق رسوماتها مكملة لبعضها البعض وليست متشابهة في أغلب الأحيان كونها تروي حكاية، ومن بين الأشياء التي استوقفت "رضوى" في البداية هو تعليقات من بعض الناس بأن تلك الأواني يستحيل استعمالها في الاستخدام اليومي من شدة جمالها، وأنهم كانوا يتعاملون معها على انها قطعة فنية يقتنون منها واحدة أو اثنين، ولكن مع الوقت فهموا الفكرة واقبلوا عليها.
بالفعل بدأت رضوى تعد أصقم للشاي واخرى للإفطار وهكذا كتلك التي تباع في الخارج ولكن الإختلاف ان أوانيها تحمل فكرة، ومع الوقت أخذ الطلب يزيد، خاصة وأن أسعارها متوسطة حسبما اخبرتنا فطقم العشاء الذي يروى حكايات النوبة المكون من 18 قطعة يبلغ ثمنة 3600 جنيهًا.
تحلم الفتاة العشرينية أن يكبر مشروعها ويسلك طريقه داخل كل بيت مصر، وتعبر حكايتها التراثية لأوانيها القارات ايضًا.