في أعقاب انفجار معهد الأورام الذي خلف عشرات الضحايا من بينهم مصابون وجرحى و قتلى، ومرضى في حالات حرجة نجوا من الموت حرقا لكن المرض ما يزال ينهش في أجسادهم بلا هوادة خاصة بعد إخلاء المعهد وعدم تلقي أي رعاية صحية.
بينما يتكاتف الجميع لإنقاذ حياة هؤلاء المرضى للحد من ارتفاع عدد الضحايا، تداولت وسائل إعلام رفض مستشفى سرطان الأطفال 57357 استقبال بعض هؤلاء المرضى في استقبال الطوارئ و إجراء الفحوصات اللازمة والعاجلة التي لا تستدعي أي تأخير.
طلب إحاطة
الدكتورة منى الشبراوي، عضو مجلس النواب، تقدمت، اليوم الأربعاء بمذكرة عاجلة إلى رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولي، للتحقيق مع مسئولي مستشفى "57 3 57" لعلاج سرطان الأطفال، بعد تداول أنباء عن رفضهم استقبال الأطفال الذين تم إجلاؤهم من المعهد القومي للأورام إثر التفجير الإرهابي الذي وقع بمحيط المعهد.
وقالت النائبة:( في الوقت الذي ظهر فيه المعدن الأصيل للشعب المصري، وتكاتف الجميع، كل في مجاله واستطاعته، لتقديم يد العون والمساعدة، والوقوف بجانب مرضى المعهد القومي للأورام، تعنت مجلس إدارة مستشفى 57 3 57، والذي يبعد عن المعهد 5 دقائق فقط، وأغلق الباب ورفض استقبال أطفال معهد الأورام).
ولفتت منى الشبراوي: (إلى متى سيستمر تجاهل المخالفات التي يرتكبها مستشفى 57 3 57، الجميع تحدث عن أن هناك مخالفات مالية جسيمة مدعومة بالأوراق والمستندات، فضلًا عن أن هناك تعنتا تجاه استقبال أطفالنا ممن لا حول لهم ولا قوة، فبدون واسطة لا يمكنهم تلقي العلاج بالمستشفى، مشددة على أن ما حدث مؤخرًا من جانب المستشفى، لا بد من حساب وعقاب عسير للمسئولين القائمين عليه)
في السياق ذاته، والد أحد الأطفال المرضى يقول في تصريحات صحفية إن المستشفى رفضت استقبال طفله الصغير المصاب بالسرطان بعد إخلاء المعهد القومي للأورام إثر الانفجار، مضيفا: (إن المستشفى تقوم على التبرعات، فلماذا لم تقبل دخول ابنه المريض بالسرطان، مع حاجته الشديدة للدخول، إلا أن ذلك لم يحرك ساكنا أمام المستشفى التي يعد شعارها الأساسي مستشفى كل المصريين).
أبو النجا يرد
على الجانب الأخر، أكد الدكتور شريف أبو النجا مدير مستشفى سرطان الأطفال لم ترفض أية حالة من الحالات التي لجأت إليها عقب حادث معهد الأورام ، كما أشيع بوسائل التواصل الاجتماعي، كاشفا عن استقبال المستشفى لحالتين أرسلوا لها.
وقال أبو النجا في تصريحات عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك": (ماهو تكملة العمل الإرهابي إنه كمان يخبطنا في بعض.. قوم إية تاني يوم الصبح جاهزين إن (٥٧) رفضت استقبال أطفال معهد الأورام، فيديو مضروب وبعدين دكتور مجهول وللأسف إحنا قاعدين نشير من غير مانفكر أو نتقى الله وقال إيه في العشرة المباركة بذي الحجة).
وأضاف: (اتنين من أمن ٥٧ هما الوحيدين من جوه معهد الأورام اللى استشهدو.. عارفين إزاى وصل أمن ٥٧ في معهد الأورام.. أقولك أمن ٥٧ وجمعية أصدقاء المبادرة القومية ضد السرطان هما اللي عاملين العيادات الخارجية بتاعة المعهد وكمان كل الموظفين جواها بتوع ٥٧ والجمعية، واللي أكتر من كدة إننا عندنا ١٥٦ موظفًا جوا المعهد بيخدموا العيانين، وإن كمان دكاترة معهد الأورام هما هما دكاترة ٥٧.. إزاى هايرفضو؟ ).
واستطرد: (خطة إخلاء قسم الأطفال في معهد الأورام على مستشفى هرمل، وكل العيانين راحو هناك إلا اتنين استضافناهما معززين مكرمين لحد الصبح وراحوا على هرمل.. خلى بالكم من إبليس.. خلى بالكم على بلدكم.. على الأقل في الكام يوم المفترجين دول.. أقطاي 2019.. مغول القرن قادمون.. حسبنا الله ونعم الوكيل).
أزمات سابقة
في السنوات الأخيرة، أصبحت مستشفى سرطان الأطفال 57357 مثار اتهام حول أموال التبرعات و استقبال المرضى، أشهرها تلك الأزمة التي جرت في النصف الثاني من العام الماضي، إذ فتح السيناريست وحيد حامد النار على المستشفى.
تحدث حامد في مقال له في يونيو 2018 عن سيطرة أسرة الدكتور أبو النجا على المستشفى وحجم التبرعات ومدى الاستفادة منها ومدى دقة المعلومات التي تستخدمها المستشفى في حملاتها الإعلانية مثل نسبة شفاء المرضى واتهم أبو النجا بالحصول على رواتب ضخمة من أموال التبرعات.
ثم قدم حامد نحو 3 بلاغات للنائب العام، تضمن الأول اتهام «أبو النجا» بالسب والقذف، أما الثاني فقدمه إلى نيابة الأموال العامة للتحقيق في إدارة محفظة الأموال والتبرعات في المستشفى، والتي تقدر بمليار جنيه، والمطالبة بمراجعة الرواتب و«شبكات المصالح والأقارب داخل المكان»، بينما تم تقديم البلاغ الثالث إلى الرقابة الإدارية لبحث الملف بمجمله.
في الوقت الذي كثرت فيه إعلاانات نفى مزاعم حامد خاصة على قناة القاهرة و الناس نشرت المصري اليوم ردًا من طارق نور مالك قناة القاهرة والناس على مقالات وحيد حامد تحت عنوان (طارق نور يرد على وحيد حامد: للتاريخ والشهادة عن الحق أكتب لك) أوضح فيها أن قنواته أقل الفضائيات التي تبث إعلانات المستشفى، كما أن هذه الإعلانات مجانية.
ثم نشرت صحيفة المصري اليوم مقالا تحت عنوان (أطباء يردون على وحيد حامد) وقالوا فيه إن جميع أدوية علاج السرطان يتم توريدها إلى صيدلية المعهد سواء حصل عليها المعهد كهدايا من الشركات أو المواطنين أو يتم شراؤها من ميزانية الدولة أو التبرعات.
وأضافوا أنه يتم صرف هذه الأدوية من داخل المعهد عن طريق صيدلية المعهد فقط، وذلك دون مقابل، لمرضى القسم المجانى «٧٠٪ من المرضى»، ونظير السعر الفعلى لمرضى العلاج بأجر «٣٠٪ من المرضى».
والأطباء هم: محمد نبيل البلقيني أستاذ تحاليل الأورام والعميد السابق للمعهد القومي للأورام – محمد عباس منصور أستاذ جراحة الأورام و الوكيل السابق للمعهد القومي للأورام.
في المقابل، رد الدكتور شريف أبو النجا على سلسلة مقالات السيناريست وحيد حامد على صفحات المصري اليوم أيضا، وبرأ ساحته لكنه لم يذكر ميزانية المستشفة أو يرد بلأرقام على تلك التي ذكرها وحيد حامد في مقالاته.
وبعد نحو 5 أشهرفي ديسمبر 2018، برأت وزارة التضامن الاجتماعي، مستشفى سرطان الأطفال (57357) مما نسب إليها من اتهامات بالفساد المالي، بعدما فحصت اللجنة آلاف المستندات واستمعت إلى العاملين بكل من المؤسسة والمستشفى، وتشكيل لجنة أخرى لفحص أعمال الجمعية المصرية للتنمية الاجتماعية والثقافية، وجمعية المبادرة القومية ضد السرطان، نظرا لتلقيهما تبرعات لصالح مؤسسة (57357)، كونهما المؤسسين لها.
