رئيس التحرير: عادل صبري 10:49 صباحاً | السبت 05 يوليو 2025 م | 09 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

فيديو| في انفجار «معهد الأورام» لماذا تضاربت الروايات؟.. خبراء يجيبون

فيديو| في انفجار «معهد الأورام»  لماذا تضاربت الروايات؟.. خبراء يجيبون

أخبار مصر

حادث معهد الأورام

فيديو| في انفجار «معهد الأورام» لماذا تضاربت الروايات؟.. خبراء يجيبون

أحلام حسنين 05 أغسطس 2019 22:49

حين انتشرت أنباء حادث الانفجار أمام معهد الأورام في ساعة متأخرة من مساء الأحد، كان الجميع يتساءل ماذا حدث؟، لاسيما مع تداول صور على مواقع التواصل الاجتماعي تكشف ضخامة الانفجار، إلا أن الرأي العام وجد نفسه أمام روايات متضاربة من هنا وهناك، تارة تصريحات من إحدى الجهات بأنه انفجار إسطوانة أكسجين، وأخرى بأنه تصادم سيارات، وغير ذلك، حتى جاء بيان وزارة الداخلية اليوم ليؤكد أنه حادث إرهابي.

 

ما بين التصريحات المتضاربة وبيان وزارة الداخلية، اليوم الأثنين، سادت حالة من الغضب لدى الرأي العام، ربما صُوب جم الغضب  ناحية الإعلام، فحين تقلب صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تجد سيل من الاتهامات بفشل الإعلام في تغطية الانفجار والتعتيم على الحقائق، حملوه إذا تضارب الراويات، ولكن هل وقع الإعلام في سقطة في تغطية انفجار "معهد الأورام"، أم ماذا حدث؟، وماذا كان تأثير ذلك على الرأي العام؟.



الروايات المتضاربة 

 

قبل الحديث عن دور الإعلام في تغطية انفجار "معهد الأورام"، نسترجع  بعض من التصريحات التي تسببت في هذه الحالة من التضارب التي وصفها البعض بـ"عدم الشفافية".

 

كانت البداية بعد نصف ساعة تقريبا من وقوع الحادث، حين أصدرت الحماية المدنية بيانها الأول، الذي قالت فيه:"لقى شخصان مصرعهما وأصيب آخر فى انفجار أنبوبة أكسجين بمعهد الأورام بالسيدة زينب، وتبين من المعاينة المبدئية انفجار أنبوبة أكسجين أثناء عمليات صيانة خارجية بالمعهد، وتمكنت قوات الدفاع المدنى من السيطرة على الحريق الناتج عن الانفجار".

 

وأضاف ضح بيان الحماية المدينة:"وتبين من المعاينة المبدئية أن الحريق نشب أثناء إجراء عمليات الصيانة الخارجية لأنابيب الأكسجين داخل المعهد، حيث حدث انفجار بإحدى الأنابيب، مما أدى لوفاة اثنين من عمال الصيانة بالمعهد".

 

صاحب بيان الحماية المدنية، تصريحات تداولتها بعض المواقع الإخبارية نقلا عن مصادر أمنية، تتماشى مع نفس الراوية السابقة بأنه تسرب أكسجين من إسطوانة تسبب بإندلاع حريق داخل معهد الأورام، نتج عنه حدوث انفجار إسطوانة أكسجين داخل المعهد.

وفي المقابل خرج بيان آخر من المكتب الإعلامي لجامعة القاهرة، يقول إن المعلومات الأولية عن الحادث تشير إلى حدوث تصادم بين أكثر من سيارة نتيجة سيارة جاءت من الاتجاه المعاكس، الأمر الذى أسفر عن صوت انفجار ضخم وتفحم عدد من السيارات ووقوع العديد من الإصابات بين المارة، أن الحادث وقع ناحية المبنى الإدارى بعيدا عن غرف المرضى.

 

واتفق مع بيان جامعة القاهرة ما جاء في البيان الأول الذي أصدرته وزارة الداخلية، الذي جاء فيه إن سبب الانفجار تصادم سيارات فى سير عكس الاتجاه.

 

وإلى جانب التضارب حول أسباب الحادث، كان هناك تضارب أيضا في أعداد الوفيات والمصابين الصادرة من الجهات الرسمية المختلفة، فجامعة القاهرة على سبيل المثال قالت إنه لا وفيات، في الوقت الذي أصدرت فيه وزارة الصحة بيانا تقول فيه إن أعداد الوفيات وصل إلى 16 حالة.


 

 

 

 

 

حادث إرهابي

 

وبعد ساعات طويلة من التضارب بين الجهات المختلفة، جاء بيان وزارة الداخلية، اليوم الأثنين، الذي غير مجرى متابعة الحدث تماما، إذ كشف أن الحادث لم يكن نتيجة تصادم سيارات فقط، أو تسرب أكسدين، وإنما كان بسبب سيارة تحمل متفجرات.

 

وقالت الداخلية في بيانها:" إن إحدى السيارات في حادث التصادم أمام معهد الأورام في القاهرة كان بداخلها كمية من المتفجرات المعدة لتنفيذ عملية إرهابية".
 


وأضافت البيان أن التقديرات تشير إلى أن السيارة المتورطة في التفجير كان يتم نقلها إلى أحد الأماكن لاستخدامها في تنفيذ إحدى العمليات الإرهابية.

 

وأشارت إلى أن السيارة مبلغ بسرقتها من محافظة المنوفية منذ بضعة أشهر، مضيفة أن أن الفحص المبدئي لآثار الحادث كشف عن تصادم إحدى السيارات الملاكي بـ3 سيارات، وذلك أثناء محاولة سيرها عكس الاتجاه.

 

وأوضحت الوزارة في بيانها أنه جار استكمال عمليات الفحص والتحري وجمع المعلومات وتحديد العناصر الإرهابية المتورطة في هذا التحرك واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.

 

وبحسب البيان، فقد توصلت التحريات المبدئية وجمع المعلومات إلى وقوف حركة حسم التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي وراء الإعداد والتجهيز لتلك السيارة استعداداً لتنفيذ إحدى العمليات الإرهابية بمعرفة أحد عناصرها.

 

نتيجة التضارب

 

وفي الوقت ما بين تضارب الروايات وبيان الداخلية، كان الناس يبحثون عن أسباب الانفجار، وهنا أصبحت "السوشيال ميديا" والفضائيات الخارجية قبلتهم لاستقاء المعلومات، غير عابئين إذا ما كان ما يتردد عبر هذه الشاشات أو منصات مواقع التواصل الاجتماعي حقيقيا أم شائعات.

 

كان أحد نتيجة تضارب الروايات كما يقول سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، فقدان الثقة في الروايات التي تصدرها الجهات الرسمية، وتحول الرأي العام إلى السوشيال ميديا والقنوات الخارجية ومنها المعارضة لمصر، باعتبار أنها الوسائل الوحيدة التي تمده بالمعلومات.

 

وأضاف صادق لـ"مصر العربية" أن ما حدث بالأمس من تخبط في التصريحات بين الجهات المختلفة بدى وكأن كل جهة تحاول أن تتنصل من الحادث، وكشف عن عد وجود تنسيق بين هذه الجهات رغم ضخامة الحدث.



وأشار إلى أن هذا لم يكن المرة الأولى التي يحدث فيها تعتيم أو تخبط في التغطية الإعلامية والتصريحات الرسمية في حوادث بمثل هذا الحجم، مستشهدا بواقعة مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، والحادث الإرهابي الذي فجر كمين كرم القواديس.

 

ورأى أستاذ علم الاجتماعي السياسي أن الصحافة ليست عليها لوم ولكن المشكلة في عدم التنسيق بين الجهات، مضيفا :" الإعلام الأمني بعافية".

 

وشدد صادق أنه لابد من تشكيل لجنة مشتركة أو غرفة عمليات لإدراة الأزمات، تتولى التعامل مع مثل هذه الحوادث، وتصبح هي الجهة الوحيدة التي تصدر البيانات والمعلومات، محذرا من أن تكرار مثل هذا التضارب يجعل الحكومة تفقد مصداقيتها لدى الراي العام، وتترك المجال للتخمينات والتكهنات والشائعات والقنوات المغرضة للنيل من البلاد.

 

غضب ضد "الإعلام"

 

ومنذ أمس وتنهال تعليقات سياسيون وصحفيون ونشطاء على التغطية الصحفية والإعلامية لانفجار "معهد الاورام"، منتقدين ما وصفوه بـ"التعتيم" وتضليل الرأي العام.

 

وتعليقا على الحادث قال الكاتب الصحفي منعم مصطفى :"ليست سقطة إعلام، هي سقطة شفافية وضعناها بعيدا فوق أعلى الرفوف حيث لا تطالها يد أحد".

 

وعلق الكاتب والمفكر السياسي عمرو الشوبكي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية :"هذا الحادث المؤلم جري أمام معهد الأورام وقيل إنه بسبب اصطدام ثلاث سيارات، أحاديث بعض شهود العيان أكدت سماع صوت انفجار، غطته مواقع الصحافة الورقية بعد 4 ساعات رغم كل الحصار الذي تتعرض له، وغاب بالكامل عن كل التليفزيونات المحلية لا صوت ولاصورة".

 

وقال الصحفي خالد القيناوي :"قلنا قبل كده وكتبنا كتير إن التغطية الخبرية لأي حادث لا علاقة لها بأسباب الحادث أو ملابساته أو كونه حادثا إرهابيا أم حادثا مروريا، ولا يمكن لهذه التغطية أن تنتظر صدور بيان رسمي من الجهات المختصة".

 

 

فيما وصف الكاتب الصحفي فراج إسماعيل الإعلام بـ"الفاشل باقتدار"، مستطردا :"إعلامنا فاشل باقتدار . نحن نتابع قناة الجزيرة الآن لنشاهد تغطيتها الحية لحادث محيط معهد الأورام في حين أن قنواتنا الرسمية الأولى والمصرية غائبة تماما، نحن لا نتعلم ولا نريد تصديق أن إعلامنا يقبع في المؤخرة".

 

وقال عنتر سعيد :"اعلامنا المصري اعلام موظفين وليس اعلام مبدعين وعند الأحداث الكبيرة تراه ودن من طين وودن من عجين".
 

وعلق أبو العباس محمد :"كل حدث مأساوي يحل بنا يؤكد وفاة صحافتنا واعلامنا .. فإدعوا لها بصحوة الضمير .. فإنها الان تسقط تحت جثث ضحايا معهد الاورام ﴿ حصوة ملح ﴾".

 

وقال النائب طلعت خليل :"إعلام فاشل أمام تغطيه الحدث ، كلما ساد التخبط والعشوائية وغابت سلطة الحساب وتحديد المسؤوليات سيؤدى ذلك للاسف إلى مزيد من دماء المصريين".

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان