تعرضت سيدة مسنة بمحافظة الشرقية، تدعى "فكيهة .م" تبلغ من العمر 67 سنة، إلى غيبوبة، فنقلتها عائلتها إلى مستشفى فاقوس، وبعض عرضها على أطباء المستشفى شخصوا حالتها بأنها فارقت الحياة، وفقام أقاربها بدفنها فى مقابر الأسرة بقرية "البلاسي" التابعة لدائرة قسم شرطة فاقوس يوم الثلاثاء الماضي.
لم تنته الواقعة عند هذا الحد، ففى اليوم التالي، حضرت بنات السيدة إلى قبرها وخلال تلاوتهن لبعض آيات الذكر الحكيم والدعاء للمتوفاة، سمعن صوتها من داخل القبر، فأسرعن فى استدعاء تربي الناحية، واكتشفوا أنها لا تزال على قيد الحياة.
وفقا للرواية التى تم تداولها، أخرجت السيدة من القبر ولاحظ الجميع وجود دماء حول فمها، إلا أنها غادرت الحياة بعد 10 دقائق، ما دفع أقاربها إلى الاتصال بالإسعاف الذي وصل إلى المقبرة، ولكن المسعفين رفضوا حملها بعد وفاتها، الأمر الذي دفع أقاربها إلى دفنها مرة ثانية وإغلاق القبر.
حرر رجال الأمن بمديرية أمن الشرقية، محضرا بالواقعة حمل رقم 1810 إداري فاقوس لسنة 2019، وحاول الأمن استدعاء أبناء المتوفاة "فكيهة.م" 67 سنة، لسؤالهم، إلا أنهم رفضوا الحضور، خوفا من تعرض جثمان فقيدتهم للتشريح، مكتفين بالمأساة التي تعرضوا لها.
فيما تم استدعاء تربي الناحية، "السيد محمد علي" 57 سنة، والذي أكد على أنه من دفن السيدة ظهر يوم الثلاثاء الماضي، إلا أن بناتها حضرنَّ في اليوم التالي وأخبروه بسماع صوتها من داخل المقبرة، وحينما فتح باب المقبرة وجد الجثة على حالتها دون أي تغيير.
السيد الأفريقي، التربي في منطقة نقيزة بمدينة فاقوس في محافظة الشرقية، نفى هو الآخر ما تردد بشأن عودة السيدة فكيهة إلى الحياة بعد دفنها، موضحا أن المقبرة التي دُفنت بها، من النوع القديم حيث يتم وضع الجثة، وتغطيتها بكمية كبيرة من التراب.
وذكر فى تصريح له، أنه فى اليوم التالي قالت إحدى قريباتها إنها تسمع صوتها من داخل القبر، وعندما فتح المقبرة مرة ثانية تبين أن ما قالته السيدة مجرد تهيؤات، وأن المتوفية فارقت الحياة بالفعل، وتساءل: "كيف يمكن أن تظل حية بعد دفنها من الثانية عشرة ظهرا، وحتى صباح اليوم التالي، خاصة في ظل طريقة الدفن بالمقابر القديمة؟!".
من جانبها شكلت مديرية الصحة بالشرقية لجنة برئاسة وكيل المديرية وعضوية التفتيش المالي والإداري ومدير إدارة الرعاية الأولية وعضو الشؤون القانونية، لفحص الواقعة والتأكد منها
وأكد الدكتور هشام مسعود، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، أن المديرية تأخذ الأمر على محمل الجد وفور نهاية التحقيق سيتم توضيح الحقيقة كاملة إذا ما كانت هناك شبهة في دفنها حية أم لا.
رغم رفض عائلة المتوفاة تحرير محضر شرطة خوفا من تعرض جثمانها للتشريح، إلا أن قانونيون أن مثل هذه الجرائم لا تنتظر بلاغات حتى يتم التحقيق فيها، وبمجرد علم النيابة بهذه تقوم بالتحقيق فورا حتى إذا رفض الأهالي، والنيابة العامة هي الجهة المنوط بها تحديد من المسؤول عن الواقعة سواء كان الأطباء الذين شخصوا الحالة أو من أعطوا تصريح الدفن واستخراج شهادة الوفاة أو المستشفى بشكل عام.
تندرج واقعة السيدة "فكيهة" فى حالة التأكد من كونها دفنت حية، تحت بند القتل الخطأ وتتراوح العقوبة ما بين 3 إلى 10 سنوات حسب المواد 238 و244 من قانون العقوبات التي تحدد أركان الجريمة وتوافر شروط القتل الخطأ، بالإضافة إلى توقيع عقوبات تكميلية على الأطباء الذين شخصوا الحالة بالوفاة وهى لم تمت بالفعل، مثل الفصل من نقابة الأطباء والفصل من المهنة وعدم مزاولتها.