ربما لا يعرفها الكثيرون حتى من أهل المدينة، رغم أهميتها التاريخية والسياحية الكبيرة، إنها جزيرة "نيلسون"، أكبر وأهم جزر المدينة الساحلية والواقعة على خليج أبو قير بالإسكندرية.
على بعد أربعة كيلو مترات شمال خليج أبو قير، تقع جزيرة "نيلسون" منعزلة تحيط بها المياه الزرقاء من كل الجوانب، وتعتبر المراكب التي تنطلق من ميناء أبو قير هي وسيلة الوصول الوحيدة إليها.
سبب تسميتها "نيلسون"..
قبل نحو 220 عام، وتحديدا في عام 1798، دارت في الجزيرة معركة حربية بين الإسطول الفرنسي الذي كان قد احتل مصر بقيادة نايلبون والإسطول الإنجليزي بقيادة القائد نيلسون والذي انتصرت فيها البحرية الإنجليزية، وكان لذلك تأثير كبير على الحملة الفرنسية ككل في مصر، ومن وقتها وسميت الجزيرة بأسم "نيلسون" المنتصر بدلا من أسمها الذي عرفت به منذ العصر البيزنطي "الغرو".
سكنها الفراعنة..
كشفت بعثة الآثار الإيطالية التي عملت في الإسكندرية، في تسيعينات القرن الماضي، برئاسة أستاذ علم المصريات في جامعة تورينو، "باولو جاللو"، في العثور على أقدم حمام في مصر القديمة، وأكبر مقبرة فرعونية داخل الإسكندرية تعود إلى الأسرتين الـ 26 والـ 30، وذلك قبل تأسيس المدينة على يد الإسكندر الأكبر.
مجهولة رغم أهميته..
يقول أحمد السيد، الباحث في التاريخ السكندري، أن الجزيرة رغم أهميتها المكانية والتاريخية وأنها تشبه كثيرا الجزر الإسطالية وتحوي على مقابر وسردايب أثرية إلا أنها لم تنل حظها من التسويق السياحي حتى أن عناك عدد من أهل المدينة لا يعرف بوجودها.
وأرجع عمرو محروس، أحد منظمي الرحلات البحرية عدم معرفة الكثيرين بوجود الجزيرة أو الذهاب إليها لأسباب عديدة وهي الإجراءات والتصاريح الواجب توافرها للذهاب هناك وتأخذ من قوات حرس الحدود، علاوة على المسافة الكبيرة 4 كم والتي تستدعي استقلال مركب بالإضافة إلى عدن وجود شواطئ للاستحمام.
وأضاف في تصريح لـ"مصر العربية"، أغلب زوار الجزيرة من الصيادين الذين يتوافدون عليها لقضاء يوم كامل من الصيد حيث تكون رحلة ممتعة جدا، وتستغرق الرحلة من الساحل إليها نحو 50 دقيقة بالمركب مقابل 60 جنيهُا للفرد، لافتا إلى أن هناك نحو 9 رحلات تنطلق يوميا.