وكأنها آلة زمن تنقلك من عصر لآخر هو الشعور الذي ينتابك إذا ما عبرت بوابة مقابر الجالية اليونانية بمنطقة الشاطبي وسط الإسكندرية، فالمقابر التي تحتضن تحت ترابها عددًا كبيرًا من أبناء الجالية الأهم التي عاشت في المدينة وساهمت في نهضتها لا تزال تحتفظ بكل التفاصيل الزخرفية المميزة التي بنتيت عليها.

وتعتبر الجالية اليونانية والتي كان قد وصل تعدادها إلى 100 ألف شخص مطلع القرن العشرين، من أهم الجاليات الأجنبية التي قدمت وعاشت في الإسكندرية وارتبطت بها، حيثكانت لهم إسعامات كبيرة في المجال الإقتصادي.

"مصر العربية"، قامت بزيارة المقابر اليونانية، بمنكطقة الشاطبي، للتعرف على أخر من تبقى من آثار الجالية اليونانية العريقة.

أول ما يلفت نظر المار بجوار السور الخارجي للمقابر هو كم التماثيل الإغرقية رائعة الجمال والمتقنة الصنعة المنتشرة عليها لتجعل منه ليس مجرد سور يحيط بقبور ولكن عمل فني متكامل.

"بترو" و"ديليس" وغيرهم..هي الآن مجرد أسماء على شواهد القبور، ربما لا يعرفها من هم السكندريين من الأجبال الحديثة ولكن هؤلاء شخصيات لطالما ساهمت في نهضة المجمتع السكندري المعامرية والاقتصادية.

كما تضم المقابر رفات الشاعراليواني الشهير "كفافيس"، والذي رفض أن يدفت سوى بالإسكندرية البلد التي ولد وعاش حياته بها.

التقينا بصحي محمد، حارس المقبرة حيث كان هو الشخص الوحيد تقريبا الموجود هناك، يقول، أعمل هنا منذ نحو الـ30 عاما، حيث أحرس المقابر وأستقبل الزوار من أبناء من تبقوا من أفراد الجالية اليوانية وهم ليسوا بالكثير.

وأضاف:"أنا أول مسلم أعمل حارس للمقابر اليونانية حيث كان من قبلي رجل يوناني وهند وفاته استعانوا بي بسبب قلة عدد أراد الجالية اليونانية.

من جانبه قال أحمد السيد، المرشد السياحي والباحث في التاريخ السكندري، أن المقابر التي أمر محمد علي حاكم مصر ببنائها تقع على مساحة مايقرب من 3 الاف فدان وهي تابعة للمحافظة وليس لوزارة الاثار.

وأضاف:"أن مقابر اليونانين بمثابة متحف مفتوح على التاريخ بسبب كثرة التماثيل وأعمال الرخام الموجودة داخلها، ومنها مقبرة ابنة تاجر الأخشاب زورفاك اللي ماتت وهي عندها 19 سنة وأتعمل لها قبر غاية في الروعة نحت عليه ملاك حارس للمقبرة غاية في الروعة.