تعد الصلاه هي الركن الثاني من أركان الإسلام، ويؤديها المسلم خمس مرات يوميًا فرضًا على كل مسلم بالغ عاقل خالي من الأعذار سواء كان ذكرا أو أنثى، فالصلاة هي وسيلة مناجاة العبد لربه، وهي صلة بين العبد وربه.
وأعطى الإسلام الصلاه منزلة كبيرة فهي أول ما أوجبه الله من العبادات كما أنها أول عبادة يحاسب عليها المسلم يوم القيامة وقد فرضت ليلة المعراج، وقال عبد الله بن قرط منقولاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله».
ومن جانبه، سئل الشيخ عطية صقر.. هل يصح لتارك الصلاه صومه وينال عليه الأجر؟
فأجاب الشيخ عطية صقر رحمة الله عليه بالآتي:
هناك فرق بين بطلان العبادة وعدم قبولها، فقد تكون صحيحة لا تجب إعادتها لأنها مستوفية الأركان والشروط ومع ذلك تكون غير مقبولة عند الله، كمن يصلِّي رياءً أو في ثياب مسروقة، والذي يصوم إن كان ممسكًا عن المفطرات وهي الطعام والشراب والشهوة فصومه صحيح غير باطل حتى لو ارتكب بعض المعاصي كالكذب وكترك الصلاة، لكن مع صحة الصوم هل يكون مقبولاً يُؤجَر عليه من الله؟ إنَّ الأحاديث صحّت في حرمان هذا الصائم من قبول صومه مثل حديث «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه» رواه الجماعة إلا مسلما.
وبالمثل من يصوم ولا يصلى، صومه صحيح لا تجب إعادته لتركه الصلاة، أما قبوله فالحديث يدل على عدمه، وعلى فرض قبوله وأخذ ثواب عليه فإن عقاب ترك الصلاة عقاب شديد، ويظهر ذلك فى الميزان يوم القيامة إذا لم يكن عفو من الله تعالى. فلنضع أمام أعيننا وفى قلوبنا قول الله سبحانه {فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرًّا يره} الزلزلة: 7، 8، وقوله {من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلاَّم للعبيد}. والله أعلم.
شاهد.. من تراث الشيخ عطيه صقر.. حكم صوم تارك الصلاه؟