كشف الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، عن محاولة إسرائيل لاستقطاع جزءً من سيناء لصالح الفلسطنيين بقطاع غزة، وتهديده بالحرب فى حالة إثارة الموضوع مرة أخرى .

وقال مبارك فى حوار أجرته معه الإعلامية فجر السعيد ونشرته جريدة الأنباء الكويتية، :"كلمني نتنياهو: إذا كان ممكن الفلسطينيين في غزة يخدوا جزء من الشريط الحدودي في سيناء.. قلت له إنسى.. متفتحش معايا الموضوع ده تاني.. حنحارب بعض تاني.. فقال لي خلاص وانتهى الحديث".

وخلال الحوار تحدث الرئيس الأسبق مبارك الذى أجبره الشعب المصري عن التخلى عن منصبه في ثورة 25 يناير عام 2011، عن «صفقة القرن» لافتا إلى أنها كلام جرايد وتسريبات غير مؤكدة، معربا فى الوقت نفسه عن تخوفه من تداعيات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وضم إسرائيل للجولان والتوسع المستمر فى المستوطنات، واصفا إياها بالمقدمات غير المطمئنة، مشددا على ضرورة استعداد العالم العربي الاستعداد للتعامل مع ما قد يُعلن حول الموضوع.

ووصف مبارك القضية الفلسطينية بأنها قضية «الفرص الضائعة»، مشيرا إلى تقدم الرئيس الراحل محمد أنور السادات بمبادرته للتفاوض حول الحقوق العربية الضائعة مروراً بكل الفرص التي أتيحت لحلها، وانتهاء بالانقسام الفلسطيني الحالي، وذكر أنه قال للرئيس الأمريكي كلينتون في أحد المرات :"مفيش زعيم عربي يقدر يتنازل عن القدس".

فيما يتعلق بقضية استعادة الأراضي المصرية بعد حرب أكتوبر 1973 ، قال مبارك : "قبل قرار التحكيم في قضية طابا حاولت إسرائيل وأمريكا مساومتي بالتعويضات والمساعدات، ولكنى رفضت  وقلتلهم أبداً.. الأرض هي العرض.. لا أملك التنازل عن شبر من أرض بلدي".

وأشار مبارك إلى أن أعز يوم في حياته كان يوم يوم رفع العلم المصري على أرض طابا في 19 مارس 1989، مضيفا: " شاءت الأقدار أن أرفع هذا العلم نيابة عن جيلي كله في الجيش وبالنيابة عن شعب مصر اللي ضحى كتير عشان يستعيد كرامته وأرضه"

وتطرق فى حواره للحديث عن كواليس الغزو العراقي للكويت، والموقف العربي من صدام حسين، وتداعيات إرسال قوات مصرية للسعودية ضمن قوات التحالف لتحرير الكويت، بجانب إرسال لواء صاعقة للشيخ زايد لحماية آبار البترول بناء على طلبه

كما تطرق مبارك خلال حديثه عن واقعة اتهام أشرف مروان بالعمالة لإسرائيل، قائلا :" ما يتداول في إسرائيل أن أشرف مروان أبلغهم بموعد الحرب.. أقول عنه شهادة للتاريخ.. السادات أبلغني بأنه كان يرسل مروان للإسرائيليين ويعطيهم معلومات مضللة".

وعن النفوذ الإيراني فى المنطقة، قال مبارك : "أطماع إيران ومساعيهم واضحة.. وتهديدهم للخليج لا يمكن السكوت عليه.. لكن أطماع إسرائيل أيضا واضحة.. وبالذات في ظل الحكومة الحالية ولا بد من التعامل مع الموضوعين بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر".

وأكد أنه إذا كان المسار الجديد للسلام المزمع طرحه أمريكاً لن يتعامل مع القضايا الجوهرية للصراع، فمن الصعب التخيل أن يُكتب له النجاح للوصول لسلام عادل ودائم في المنطقة.