رئيس التحرير: عادل صبري 10:48 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

ملتقى المثقفين والأدباء قديماً.. «وسط البلد» قبل زمن «الترند»

ملتقى المثقفين والأدباء قديماً.. «وسط البلد» قبل زمن «الترند»

أخبار مصر

تريند يسخر من رواد وسط البلد

بعد انتشار هاشتاج يسخر من روادها

ملتقى المثقفين والأدباء قديماً.. «وسط البلد» قبل زمن «الترند»

أحلام حسنين 18 مايو 2019 17:45

"وسط البلد" لم تكن مجرد شوارع متفرعة من عدة مناطق تصل حتى ميدان التحرير، ولكن  ماذا تكون؟، ماذا يطرق في ذهنك حين يحل ذكرها؟، تجدها تمثل للبعض تجمعات المقاهي والخروجات والتنزه، وتجدها تقلب الحنين عند آخرون، وهناك من تذكره شوارعا بالثورة وملتقى الثوار، ولكن ماذا عن أولئك المترددون على "وسط البلد"؟.

 

بين عشية وضحاها اشتعل هاشتاج "وسط البلد" على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أصبحت الأكثر تداولا، تناوله البعض بشيء من السخرية على المترددين على وسط البلد، وأن لهم مصطلحات دون غيرهم، ما أثار جدالا واسعا وصل إلى حد السباب بين النشطاء وبعضهم البعض، لما جاء في بعض المنشورات من عنصرية وتنمر وتهكم بين المدافعون عن شباب وسط البلد وبين الساخرين منهم.

 

"فلاش باك"..وسط البلد في القرن الماضي

 

قبل الدخول في معركة هاشتاج "وسط البلد"، فلنعود بالزمن إلى الوراء قليلا، في فترة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات وقبل ذلك بسنوات، وحتى قبل أن تهل علينا الألفية الثانية،  حين كانت "وسط البلد" ملتقى المثقفين والأدباء والموسيقيين والسياسيين والمفكرين والرؤساء.

 

هناك في شارع سليمان باشا في وسط البلد تجد مقهى "ريش" الذي اشتهر بجلسات وندوات الكتّاب الكبار مثل نجيب محفوظ وعباس العقّاد وطه حسن وتوفيق الحكيم، واعتادت أمّ كلثوم ارتياده وكذلك أمل دنقل ونجيب سرور وجمال الغيطاني.

 

 

كما أنه كان لـ"ريش" دوراً كبيراً في ثورة  1919، إذ كان مكاناً لطباعة المنشورات أثناء الثورة، وهو ما تؤكّده المطبعة التي تمّ العثور عليها داخل إحدى غرفه.

 

وبجوار "ريش" في شارع طلعت حرب يوجد مقهى "زهرة البستان"، وهو أيضا كان ملتقى للكثير من الأدباء، منهم نجيب محفوظ الذي كان يعقد ندوته فيه كل ثلاثاء، وفي نفس المقهى كان يجلس الكاتب علاء الأسواني حتى انتهى من كتابة روايتيه "شيكاغو" و"عمارة يعقوبان".

 

وعلى مقهى الحرية في باب اللوق، الذي أقيم على أنقاض منزل الزعيم أحمد عربي،  كان يتردد الرئيس الراحل أنور السادات، وعدد من الضباط الأحرار، والشاعر بيرم التونسي.

 

كانت هذه صورة من القرن الماضي لمريدي منطقة وسط البلد، التي بٌنيت في عهد الخديو إسماعيل عقب افتتاح قناة السويس، وأراد أن يكون تصمميها على أحد الطرز المعمارية الأوروبية، لتكون واجهة مشرفة لمصر.

 

ملتقى الثوار

 

وحتى مع الألفية الثانية كانت "وسط البلد" ملاذ المتظاهرون والثوار، جعلوا من جدرانها تذكار شاهد على الأحداث، وعلى مقاهيها كانت التجمعات لتحريك المسيرات، وفي شوارع كانت تُقام الخيام للاعتصام.

 

في الترند ..

الأماكن عادة لا تتغيير، لاتزال الأبنية والشوارع والمقاهي كما هي، ولكن ما تغير هو تفكير الأجيال الصاعدة، فبعد أن كانت "وسط البلد" رمزا لملتقى المثقفين والمفكرين، أصبحت في نظر رواد "السوشيال ميديا" ملتقى لـ"الروشين والهلاسين" بحد تعبيرهم، بل يصورها البعض على أنها أصبحت ملتقى لمن يريد ممارسة "الدعارة" وشاربي الخمور.

 

شتان الصورة حين تقرأ وتسمع عما كانت عليه وسط البلد وماذا يٌقال عنها قديما، وما تناوله "ترند أو هاشتاج وسط البلد"، عن المترددون على وسط البلد ومصطلحاتهم وشخصايتهم وأسلوبهم وتفكيرهم، وهو ما عارضه البعض ووصفه بـ"العنصرية"، فيما يعتبره آخرون مجرد "قلش" للضحك والهزار.

 

كانت البداية من منشور كتبه "معتز الأدهم" أحد رواد "فيس بوك" في عام 2018، وعاد نشره ثانية أمس الجمعة 17 مايو، قال فيه :"إنت ممكن تبقى مبسوط في أي حته لكن طالما قعدت في وسط البلد يبقى اسمها ممتن".

 

انتشر منشور "الأدهم" بشكل كبير، وسار على نهجه الكثير من النشطاء، فراح كل من يكتب منشورا هو الآخر يسخر فيه من رواد "وسط البلد" واختلاف المصطلحات عندهم وعند غيرهم ممن لا يرتداو هذه المنطقة.

 

وتقول ندى عبد الله :"ممكن تبقى اسمها حوارات في أي حتة بس لما تبقى في وسط البلد هتبقى ازدواج في المعايير أو مفيش حكم مطلق".

 

وعلق أحمد شوقي:" انت ممكن تعجب بأي منشور يقابلك ع الفيس لكن طالما نزلت وسط البلد يبقى اسمها حبيت".

 

وقال مها بهنساوي :"هاشتاج وسط البلد ده عاااالمي . طول عمري بشوفهم زي ما بيتقال هههههه مش مصدقة ان طلع في زي كتييير شايفنهم".

غضب وتبادل الشتائم

 

وفي المقابل هناك من أثاره الغضب بسبب "هاشتاج وسط البلد، فيقول رامي يحيى أحد النشطاء :"الواحد من دول ييجي #وسط_البلد أمه ماتعرفهوش، يقعد على قهاوي رخيصة ويسحب مشاريب ع النوتة، يتعلم ويتعرف ويعمل علاقات ويبني كارير، وأول ما يبقى معاه حق كوباية الشاي بشكل منتظم، يغير المنطقة "وممكن كمان مايكونش سدد اللي عليه"، ويدور شتيمة في وسط البلد باللي فيها".

 

وتقول مروة كامل :"سبحان الله وسط البلد بنزلها انا وصحابي من سنين ولسه زي ما احنا لا كلامنا اتغير ولا لبسنا ولا شكلنا ولا سلوكنا، وسط البلد من أحلى وأريح الأماكن في القاهرة حتى لو هتمشي بس في شوارعها، من الأخر انت الوحيد اللي تقدر تاخد الحاجات الحلوة من قلب الوحش وتطلع بنفسك".

 

وتضيف مروة :"آه فيه هناك أماكن موبوئة وناس موبوئة وكنت بخاف أنزلها لوحدي، لكن برضو لو انت تمام لو عشت مع الشيطان نفسه مش هايعرف ياخدك سكتة، وكفاية والنبي تريقة على العيال اللي بتيجي من الأقاليم منبهرين بيها وبيبقوا شايفينها مكان عظيم وشايفين اللي بيقعدوا فيها الصفوة علشان هما بيبقوا مخدوعين وبعد كدة بياخدوا مناعة وبيفهموا اللي فيها، تريند سخيف واللي ركبه أسخف منه الحقيقة".

 

 

وعلق مصطفى علوان قائلا :"الناس الل بتتكلم علي #وسط_البلد، بص ي عم انت وهي ماعلشي سيبو لينا المناطق الوحشة دي وروحو انتم المناطق الحلوة الل فيها ناس حلوة ومثقفين بجد، احنا بنحب الهلس والهلاسين".

 

مع كثرة تداول الهاشتاج وصل الأمر إلى تبادل العنصرية بين الطرفين، فكما يسخر البعض من رواد وسط البلد، هناك من رد على هؤلاء الساخرون بشيء من التهكم على كونهم ينتمون لمحافظات غير القاهرة، أو الانتقاص منهم باعتبارهم من الأقاليم.

 

يقول مروان عماد :"عارفين إنتوا ليه بتتريقوا على #وسط_البلد عشان إنتوا فعلاً ماشفتوش وسط البلد، انت فجأة لقيت مركب فضائية حدفتك من الأقاليم او من على أطراف القاهرة و الجيزة على قهوة موجود عليها شباب عقيم عند وقت فراغ طويل ومجال واسع للهري".

 

وأضاف عماد :فأنت بما انك زائر اصلاً فهمت ان دول هما رواد وسط البد وانهم ناس عميقه ليهم رأي مختلف فانتبهر بيهم بعد شوية حلوين تبتدي تعرفهم على حقيقتهم و تعرف انهم فاضين من جوه ولافهمين اي حاجة و بيهروا بس ".


 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان