رئيس التحرير: عادل صبري 10:22 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

الجهر بالإفطار في نهار رمضان.. جدل وعقوبات

الجهر بالإفطار في نهار رمضان.. جدل وعقوبات

أخبار مصر

أرشيفية

الجهر بالإفطار في نهار رمضان.. جدل وعقوبات

سارة نور 16 مايو 2019 15:43

 

تطفو على السطح كل عام مع قدوم شهر رمضان المبارك، جدلا لا ينتهي حول الجهر بالإفطار في نهار رمضان خاصة مع إقرار بعض الدول العربية والإسلامية العقوبات على المفطرين في الشوارع والأماكن العامة حفاظا على مشاعر الصائمين. 

 

تتفاوت العقوبات على المفطرين في نهار رمضان، باختلاف الحكومات، فرغم عدم وجود قانون في مصر يجرم الإفطار في نهار رمضان إلا أن  الشرطة التي تضبط المجاهرين بالإفطار تستند إلى دستور 2014 الذي ينص على صيانة أخلاق المجتمع و و الحفاظ على العادات، غير أن النيابة العامة تضطر إلى إخلاء سبيل المتهمين.

 

ويعد الجهر بالإفطار في نهار رمضان مثل عقوبة الفعل الفاضح في الطريق العام، وتناول المشروبات الكحولية والمسكرة في غير الأماكن المخصصة لها التي قد تصل عقوبتها الي الحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أيام، وغرامة لا تقل عن مائة جنيه، مع الحبس شهرا لمن يفتح مطعما، أو يسهل تناول الطعام جهارا في نهار هذا الشهر.  

 

فكرة جرح مشاعر الصائمين، ربما أصبحت لا تجد قبولا لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن ربما يكون هناك مرضى وأشخاص لديهم  أعذار ولا يستطيعوا الإفطار بسبب رسوخ تلك الفكرة في عقل الشارع المصري التي تجعل  المقاهي والمطاعم تغلق أبوابها في نهار الشهر الفضيل. 

 

محمد عبد القادر أحد رواد "فيس بوك" يقول: (الصوم هو إني أختار أمتنع عن الملذات الجسدية، في سبيل تلامس أصدق وأعمق مع الله.. من خلال تلامس أصدق وأعمق مع روحي وضعفي وإيماني.. مما ينعكس على سلوكي، فأكون أهدأ وأنضج وأرحم).

 

ويتابع: (أموت واعرف ايه علاقة دا كله بالعنصرية والكسل ووقف الحال والعصبية والخنقة والتحكم في البشر بحجة مراعاة مشاعر الصايمين!! ). 

 

في السعودية كانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المفطرين في نهار رمضان، بل يتعرض المفطرون لأحكام متفاوتة حسب حالة المفطر والقاضي الناظر في ملف القضية، فالسجن والجلد من الأحكام التي تطول المفطرين جهاراً في نهار رمضان، وقد يكون الإبعاد من السعودية عقوبة إذا ما كان المفطر أجنبياً.

 

وفي البحرين، يتعرض المفطر جهراً في نهار رمضان لعقوبة جنحة قد تزيد على ثلاثة أشهر، كما يخول مأموري الضبط القضائي بتوقيف من يجاهر بالإفطار في نهار رمضان.

 

وفي العراق يعاقب بالسجن خمسة أيام للمفطر جهراً في نهار رمضان، مستثنياً المرضى والمسافرين، في حين يخلو القانون اليمني من عقوبات للمفطرين جهراً في نهار رمضان، غير أنه يجوز للشرطة اعتقاله بدعوى فعل فاضح في الطريق أو بتهمة ازدراء الأديان.

 

أما الكويت فنص  القانون على أنه "يعاقب بغرامة لا تتجاوز مئة دينار، وبالحبس مدة لا تتجاوز شهراً، أو بإحدى هاتين العقوبتين: أ- كل من جاهر في مكان عام بالإفطار في نهار رمضان؛ ب- كل من أجبر أو حرض أو ساعد على تلك المجاهرة، ويجوز غلق المحل العام الذي يستخدم لهذا الغرض لمدة لا تجاوز شهرين".

 

وتصدر الحكومة الكويتية بياناً سنوياً يشدد على حرمة شهر رمضان، ويحذر من المجاهرة بالإفطار فيه، وتغلق المحالّ والمطاعم أبوابها.

 

فيما ينص القانون العماني على المعاقبة "بالسجن التكديري أو الغرامة من ريال إلى خمسة ريالات (13 دولاراً) أو بإحدى هاتين العقوبتين على كل من أقدم على نقض الصيام علناً في شهر رمضان من المسلمين بدون عذر شرعي".

 

 القانون القطري ينص على تجريم الإفطار في نهار رمضان، بل يتعرض المفطر جهراً للعقوبة مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، وغرامة بنحو 824 دولاراً، أو أي من العقوبتين.

 

أما الإمارات، فتعتبر المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان من الجرائم التي تمس العقيدة، ومن ثم يلقى المفطر جهراً عقوبة الحبس مدة لا تزيد على شهر، أو غرامة لا تتجاوز 544 دولاراً تقريباً.

 

وفي الأردن، ينص القانون على الحبس شهراً وغرامة 35 دولاراً لمن يفطر جهراً في نهار رمضان، أما في سوريا قبل الحرب فلا يوجد قانون يجرم المفطر جهراً، غير أن المسلمين اعتادوا غلق المطاعم نهاراً، في حين يمارس المسيحيون تجارتهم وفتح مطاعمهم دون حرج.

 

ويُعمل بالقانون الأردني داخل فلسطين، ومن ثم يُعاقب بالحبس شهراً أو غرامة مالية لمن ينتهك حرمة الشهر الكريم بشكل علني، إلا أنه لم تسجل حالات بشكل كبير في المجتمع الفلسطيني.

 

وفي لبنان، لا يوجد قانون يجرم الإفطار العلني، إلا أن المناطق التي يسكنها أغلبية مسلمة تقفل المطاعم، ويعتبر تناول الطعام أمام الصائمين نوعاً من التدني الأخلاقي ويحط من مكانة المفطر.

 

ويجرَّم المفطر نهاراً في رمضان بجزر القمر وكذلك في الصومال، التي تتفاوت فيها العقوبة من تعزيزية وصولاً للقتل، غير أن بعض المناطق الصومالية الأخرى تخلو من قانون يجرم المفطر، إلا أن التقاليد الاجتماعية ترفض إفطاره دون عذر.

 

وفي المغرب يعد الإفطار العلني جريمة بحسب الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي الذي ينص على أن "كل مَن عُرف باعتناقه الدين الإسلامي، وجاهر بالإفطار في نهار رمضان، في مكان عمومي، دون عذر شرعي، يعاقَب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وغرامة من إثني عشر  إلى مائة وعشرين درهماً".

 

لذلك أطلق ناشطون في المغرب هاشتاج "الأكل ليس جريمة" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوم" ينشرون من خلاله صورا ساخرة من واقع المفطرين في رمضان الذين يتوجهون نحو الاختباء في مختلف الأماكن، بما فيها المراحيض ودورات المياه.

 

لكن بحسب الباحث سيد ولد عيسى في مقال له بعنوان (التقاليد والعادات الاجتماعية الموريتانية في رمضان)، فأن وجود المُفطرِين في رمضان في الشارع أمر طبيعي، منهم من يدخِّن، ومنهم من يأكل في المطاعم، أو يشرب في  الأماكن التجارية، ولا تتوقف متاجر المواد الغذائية الجاهزة، وغير الجاهزة عن البيع في نهار رمضان.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان