بابتسامة راضية وروح خفيفة وطريقة كلام مثقفة، يسعى المهندس مصطفى محمد مصطفى طراد، وراء لقمة عيشه يوميًا، برغم كبر سنه وبلوغه 67 عامًا والظروف الصعبة التي جعلته يعمل سائق ميكروباص.
المهندس مصطفى نموذج للشخص المجتهد الذي لا تقف أمامه عقبات، لم يرفض أول عمل جاء له حتى وإن لم يكن في مجاله ولم يتكبر مثل بعض الشباب بحجة عدم ملائمة العمل والقيمة المادية ضعيفة.
أثار المهندس مصطفى فضول العديد من الركاب خاصة وأن طريقة السائق في الكلام مثقفة وبها مصطلحات إنجليزية، وهي طريقة مختلفة عن باقي السائقين، فسأله أحد الركاب حضرتك خريج إيه؟ ورده كان مفاجأة: مهندس متخصص في الكيمياء النووية وعضو بنقابة المهندسين المصريين.
فاستنكر أحد الركاب ذلك قائلًا: " بتضحك علينا"، فرد المهندس مصطفى قائلًا: "معي كارنيه يثبت صحة الكلام بل ومعي أيضًا (ID) عن خبرتي في مجال الهندسة النووية في أمريكا، ولكن عندما عُدت إلى مصر لم يكن لمجال الكيمياء النووية مستقبل ولم أجد عمل فقررت أن اشتري ميكروباص وأعمل سائق إلى أن أجد عملًا يليق بي وأعود لمجالي مرددًا "الشغل مش عيب لكن العيب إني اقعد في البيت أو القهوة".
وعبر الركاب عن إعجابهم وأشادوا بتجربته، ودعا محمد عوف، أحد الركاب له بالتوفيق، وقرر أن يصور الكارنيه وينشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويروي قصته، ليرى الشباب هذا النموذج المشرف.