رئيس التحرير: عادل صبري 10:05 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

واقعة خلع «البنطلون» من التصوير للفصل والإقالة..  جامعة الأزهر تعاقب الجميع

واقعة خلع «البنطلون» من التصوير للفصل والإقالة..  جامعة الأزهر تعاقب الجميع

أخبار مصر

واقعة خلع البنطلون بالأزهر

واقعة خلع «البنطلون» من التصوير للفصل والإقالة..  جامعة الأزهر تعاقب الجميع

فادي الصاوي 12 أبريل 2019 20:00

أسدلت جامعة الأزهر الستار، مساء اليوم الجمعة عن واقعة إجبار عضو هيئة تدريس بكلية التربية بعض طلابه على خلع ملابسهم خلال إلقاء بعض المحاضرات، فى الواقعة المشهورة إعلاميا بواقعة "خلع البنطلون"، وذلك بإصدار قرارات عقابية ضد كل المتورطين فى الواقعة بدءا من عميد الكلية مرورًا بعضو هيئة التدريس انتهاء بالطلاب.

 

ووفقًا لبيان منسوب إلى الدكتور غانم السعيد، المشرف على المركز الإعلامي بجامعة الأزهر، قررت الجامعة إقالة الدكتور حشمت عبدالحكيم، عميد كلية التربية بنين بالقاهرة، بالإضافة إلى ووكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، ورئيس القسم لتقصيرهم في أداء مهامهم الوظيفية والإشراف على سير الدراسة بانتظام ووفق المنهج الأزهري والحفاظ على القيم وتقاليد الجامعة.

 

كما قررت الجامعة فصل الدكتور إمام رمضان، صاحب الواقعة، والطلاب الذين شاركوا فيها، لقيامه بتحريض الطلاب على ارتكاب أفعال مخلة بالحياء العام داخل قاعة الدرس بالحرم الجامعي، وهو ما يشكل جريمة جنائية يستوجب الإحالة للنيابة العامة لاتخاذ اللازم بشأنها.

وأكدت الجامعة أن هذا الفعل يعد من ضمن الأفعال التي تستوجب العزل من الوظيفة، إعمالًا لنص الفقرة (25) من المادة 72 من القانون 103 الخاص بتنظيم الأزهر باعتبارها تخل بشرف عضو هيئة التدريس وتتنافى مع القيم الجامعية الأصيلة.

 

وقامت الجامعة بفصل الطلاب المشاركين في الجريمة، وأشارت الجامعة إلى أن هذا التصرف فردي من شخص، ولا يمثل الجامعة ولا منهجها، وأن الجامعة التي بها الآلاف من أعضاء هيئة التدريس ومئات الآلاف من الطلاب ترفض مثل هذا التصرف.

 

بدأت الواقعة عندما تداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه دكتور بكلية التربية جامعة الأزهر وهو يُجبر عدة طلاب على خلع "البنطال"، وسط تصفيق من بعض الطلاب الآخرين، وهددهم بالرسوب فى حالة عدم الاستجابة لطلبه.

 

ورى بعض الطلاب تفاصيل الواقعة قائلين: "أول حاجة قالها الدكتور لما دخل المدرج، مين صايع يطلع يعمل دور على المنصة؟، فواحد بس اللي قال أنا، فطلعوا وقال الدكتور اقلع البنطلون ولو مقلعتش هاتشيل المادة"، مضيفين: "الطالب رفض يقلع، الدكتور قال لو في راجل يطلع يقلع، واحد قال أنا جابو وطلعو مع التاني، وحلف عليهم أنهم يقلعوا البنطلون، وبعد كده كان عاوزهم يقلعوا الملابس الداخلية"، وقال الدكتور خلال الفيديو: "اللي مش هيقلع أقسم بالله هسقطه في العقيدة".

 

وفور علم رئيس الجامعة الدكتور محمد المحرصاوي بالواقعة، قرر إيقاف الدكتور عن العمل وتحويله للتحقيق، منعه من وضع الأسئلة والتصحيح.

 

من جانبه دافع الدكتور إمام رمضان، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، وصاحب الواقعة عن نفسه عبر تدوينه له على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، موضحًا أنَّ الواقعة تمّت خلال محاضرة لشرح "الحياء في الإسلام".

 

وقال أستاذ العقيدة: "المحاضرة بدأت بشرح معنى الإسلام والفرق بينه وبين الإيمان، وبيان أن الأول يختص بالظاهر الحسي، والثاني يختص بالجوهر الفعلي الذي يترجم إلى نتائج ملموسة تعود منافعها على الأمة رقياً ورفعاً"، موضحاً أن الأمر انتقل إلى الإحسان شرحاً وعلاقته بالحياء، وكيفية ارتقاء الإنسان إلى مرتبة الإحسان وكيف تكون النفس رقيبة على السلوك، وسلاحها في هذا الحياء الذي اختفى في العبادات والمعاملات، وطغيان الجانب المادي حتى إنَّ الإنسان ليبيع دينه بعرض من عوارض الدنيا.

 

وأوضح أنه رغب في توضيح ما يشرحه بشكل تمثيلي، وقال: "من يقبل النجاح في مادته بتقدير امتياز، مقابل تنفيذ ما يُطلب منه، وإن المتنع رسب في المادة"، لافتاً أن أكثر من طالب تطوع دون أن يعلموا ما سيطلب منهم.

 

وأكمل: "كانت المفاجأة التي كانت صادمة لمن خرج متبرعاً وبإرادته وفي نفس الوقت أذهلت الطلاب عندما قلت للطالب اخلع البنطلون، فضحكوا جميعا لكنني لم أضحك، وقلت لهم منذ المحاضرة الأولى للمادة اتفقنا أن كل ما يقال داخل المدرج سواء أكان جداً أو مزاحًا يخضع لميزان العقيدة والأخلاق".

 

وتابع: "قلت أنا أصر على تنفيذ مطالبي فإن تراجع أحدكما فسيرسب في مادة العقيدة، ورفض الطلاب رغم كل ما مارسته عليهم من ضغوط وأمام إصرارهم على عدم تنفيذ طلبي مهما كانت النتائج حتى لو رسبوا في المادة"، مضيفا: "هنا توجهت لكل الطلاب الجالسين وطلبت منهم تحية زملائهم الذين رفضوا الانصياع لي".

 

واستدرك: "بعد تحية الذين رفضوا الانصياع لي، قلت للطلاب أتعرفون سبب التحية؟، فقال الطلاب لأنهم لم يرضخوا لك في فعل منافٍ للأخلاق، قلت هذه واحدة، والثانية أنهم لم يفعلوا ذلك حياءً منكم أليس هذا صحيحاً، قالوا نعم، قلت فمن باب أولى أن يكون خيارنا من الخالق مقدمًا على المخلوق، وهذا من باب من أبواب مراقبة النفس، ضد غواية الشياطين من الجن والإنس، وهذا من قبيل الارتقاء في درجات الإيمان بالله".

 

وأشار عضو هيئة التدريس إلى أنه قام بدور المعلم من خلال لعب دور الشيطان في تمثيلية أرد من خلالها بصورة عملية، توضيح كيف تكون الأخلاق بين النظرية والتطبيق، متابعاً: "كل ذلك يوم الثلاثاء، والخميس نفس المحاضرة صباحاً من الساعة التاسعة بنفس الأسلوب ونفس والتمثيل، ورفض الطلاب في الاختبار العملي الثاني أن يتجردوا من القيم والأخلاق التي علمتها لهم، وإنى لأرجو من طلاب المحاضرة الأولى أن يردوا على ما ذكرته إن كان حقيقة أم تم اختلاقها".

 

وذكر رمضان أنه خرج حزيناً من المحاضرة، بسبب تصرف أحد الطلاب والذي طالبه فيما بعد بدرجات الامتياز كما وعد، وكان رده: "وإن تركت إلا في فارغة"، ثم طرده، فقال الطالب: "أنت بترجع في كلامك بعد ما سمعت كلامك، طيب أنا صعيدي ومبسبش حقي وهوريك".

 

وأشار إلى أن رد الطالب دفعه لضربه وطلب الأمن له، وتحرير محضر بالواقعة بحضور رئيس القسم، ثم جاء وكيل الكلية وأصدقاء الطالب إلى المكتب وعند أخذ أقوال الطالب أنكر تطاوله وبكى، وتم اصطحابه إلى مكتب آخر، ثم أخبره العميد بوقفة عن العمل وإحالته للتحقيق.

 

واستدرك: "الطالب لم يحضر منذ بداية العام سوى هذه المحاضرة، كما أنه راسب في مادة العقيدة والأخلاق أربع مرات، وتقدم بتظلم مما تعرض له".

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان