رئيس التحرير: عادل صبري 06:52 صباحاً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

في اليوم العالمي للسل.. المرض الفتاك يحصد أرواح الملايين

في اليوم العالمي للسل.. المرض الفتاك  يحصد أرواح الملايين

أخبار مصر

مرضى السل

في اليوم العالمي للسل.. المرض الفتاك يحصد أرواح الملايين

أحلام حسنين 24 مارس 2019 13:07

في يوم 24 مارس 1882 اكتشف العالم الألمانى "روبرت كوخ" تلك الجرثومة والبكتيريا المسببة لمرض "السل" الذي يحصد ملايين من أرواح البشر في مختلف دول العالم، فمهد السبيل أمام تشخيص هذا المرض اللعين ومن ثم إمكانية العلاج منه، وهو ما استحق عليه جائزة نوبل.

 

ومنذ ذلك الحين اختارت منظمة الصحة العالمية يوم اكتشاف البكتيريا المسببة لـ"السل"،  ليصبح يوما عالميا للتوعية بـخطورة هذا المرض، ورفع مستوى وعي الجمهور بالعواقب المدمرة الصحية والاجتماعية والاقتصادية المترتبة على وباء السل، الذي تسبب في وفاة 1.6 مليون شخص في العالم في عام 2017 من إجمالي 10 مليون شخص مصابين به.

 

ويُعرف السل بأنه مرض معدٍ، ُيصاب به الشخص نتيجة العدوى ببكتيريا تسمى المايكوبكتيريوم، والتي تهاجم الرئتين، وقد تصيب أجزاء أخرى بالجسم منها الكلى، الدماغ، والحبل الشوكي، والغدد الليمفاوية والعظام والجهاز البولى والتناسلى ويسمى درن خارج الرئة.

 

وفاة ملايين سنويا

 

وبحسب إحصائية منظمة الصحة العالمية، المنشورة على موقعها الرسمي في يوم الاحتفال باليوم العالمي للسل 2019، فإن هذا المرض يحصد يوميا أرواح ما يقرب من 4500 شخص ويُوقِع في براثن الإصابة به نحو 000 30 شخص آخر.

 

وتقدر الإحصائيات عدد المصابين بـ"السل" في إقليم شرق المتوسط في عام 2017 بأكثر من "000 750"  شخص، 4% منهم مصابون بالسُّل المقاوم للأدوية.

 

وتشير الإحصائيات إلى أنه فى عام 2016، أصيب 10.4 مليون شخص بالسل، وتوفى 1.8 مليون شخص من جرّاء هذا المرض (من بينهم 0.4 مليون شخص مصاب بفيروس الإيدز، أو العوز المناعى البشرى).

 

ووفقا للإحصائيات تحدث نسبة تتجاوز 95% من الوفيات الناجمة عن السل فى البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل، وتم تسجيل ما يقدر بـ 275 ألف حالة إصابة بالسل عام 2017، وهو أحدث عام توفرت فيه البيانات، بانخفاض قدره 15 ألف حالة عن عام 2016.

 

ومن بين إجمالي حالات الإصابة بالسل، يعاني نحو 77 ألف شخص من أنماط مقاومة للأدوية المتعددة للمرض.

 

وأُصيب مليون طفل (من الأطفال البالغين 0-14 عاماً من العمر) بالسل، وتوفى 170 ألف طفل (من غير المصابين بفيروس العوز المناعى البشرى) نتيجة لهذا المرض فى عام 2015.

 

تحذير


ونظرا لخطورة "السل" حذرت سوزانا جاكاب، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية: "إذا لم نتحرك بشكل سريع وحاسم، فإن أنماط المرض المقاومة للأدوية ستشتد في أوروبا".

 

وسجل الاتحاد الأوروبي المؤلف من 28 دولة ودول غير تابعة للاتحاد الأوروبي مثل النرويج وأيسلندا وليختنشتاين نحو 55 ألف حالة إصابة بالسل في 2017.

 

وقالت أماندا آمون، مديرة المركز الأوروبي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها: "بينما يتفاوت العبء في المنطقة بشكل كبير، سنحتاج إلى اتباع مسارات تلائم كل دولة على حدة".

 

وذكرت الهيئتان، في تقرير لهما أمس، أن التشخيص والعلاج المبكر هما أساس منع انتقال العدوى، وأضافتا أن استخدام أدوية جديدة لعلاج أنماط السل المقاومة للأدوية المتعددة أمر مهم كذلك.

 

وتشهد ستة بلدان 60% من مجموع الحالات المصابة بـ"السل"، وتتصدر الهند هذه البلدان وتليها إندونيسيا والصين ونيجيريا وباكستان وجنوب أفريقيا، وتم إنقاذ ما يقدر بنحو 53 مليون من الأرواح عن طريق تشخيص السل وعلاجه فى الفترة من 2000 إلى 2016.

 

وتزيد نسبة الإصابة بـ"السل" في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط نسبتها تتجاوز 95%، بحسب إحصائية منظمة الصحة العالمية.


 

نتائج المكافحة

 

وتصف منظمة الصحة العالمية، في بيانها بمناسبة اليوم العالمي لـ"السل" بأنه المرض الأشد فتكا في العالم، غير أن الجهود المبذولة عالميا لمكافحته نجحت في  إنقاذ أرواح نحو 54 مليون شخص منذ عام 2000، وانخفضت معدل الوفيات الناجمة عنه بنسبة 42%.

 

وذكر المركز الأوروبي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، ومقره ستوكهولم، والمكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية ومقره كوبنهاجن، إن مكافحة أنماط السل المقاوم للأدوية المتعددة هي أساس القضاء على الوباء بحلول عام 2030.

 

وفي إطار الجهود المبذولة عالميا لمكافحة "السل" كان رؤساء عدد كبير من الدول، قد اجتمعوا في سبتمبر 2018، في الأمم المتحدة،   وتعهدوا بالتزامات قوية لإنهاء هذا المرض اللعين.

 

وفعت منظمة الصحة العالمية هذا العام 2019 شعار "لقد حان وقت إنهاء السل"، للتأكيد على الحاجة الماسةلتنفيذ الالتزامات التي قطعها زعماء العالم، لتعزيز  إتاحة خدمات الوقاية من المرض وعلاجه، وتدعيم جوانب المساءلة، وضمان توفير التمويل الكافي والمستدام، بما يشمل توفيره لأغراض البحث، والترويج لإنهاء وصم المصابين بالمرض والتمييز ضدّهم؛

وتعزيز الاستجابة للسل على نحو منصف وقائم على إعمال حقوق الناس ويركّز عليهم.

 

وقد اشتركت منظمة الصحة العالمية  مع الصندوق العالمي وشراكة دحر السل في إطلاق مبادرة مشتركة بعنوان "إيجاد جميع المرضى وعلاجهم #EndTB"، بهدف تسريع وتيرة الاستجابة للسل وضمان إتاحة خدمات الرعاية بما يتماشى مع الحملة الشاملة التي تشنّها المنظمة صوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة.

 

ودعت المنظمة في اليوم العالمي للسل لهذا العام الحكومات والمجتمعات المتضررة بالمرض ومنظمات المجتمع المدني ومقدمي خدمات الرعاية الصحية والشركاء الوطنيين/ الدوليين إلى توحيد قواهم تحت شعار "إيجاد جميع المرضى وعلاجهم #EndTB" ضماناً لعدم إهمال أي أحد.

 

مشاهر قتلهم "السل"

 

وتسبب مرض السل في إنهاء حياة مشاهير من العلماء والكتاب، من أبرزهم الكاتب "فرانز كافكا"، والكاتب المسرحي والأديب "أنطون تشيكوف"، والشاعر جان باتيست بوكلان، الملق بـ"موليير"، والموسيقار "فريديريك فرانسوا شوبان".

 

كما قتل "السل" الشاعر جبران خليل جبران، والأديب ديفيد هربرت لورانس، والروائية "إيميلي جين برونتي ".


وتقول الروايات التي نقلها علماء المصريات إنه "السل" قد اغتال "إخناتون" و"نفرتيتى"، وإن هذا الميكروب كان موجوداً فى بعض المومياوات القديمة، ولم يرحل مع تحنيط تلك المومياوات بل عاد هذا المرض إلى مصر.

 

كيف يحدث المرض؟

 

وفقا للأبحاث والدراسات المنشورة فإنه يمكن للمصابين بالسل النشيط أن يتسببوا فى عدوى عدد يتراوح بين 10 أشخاص و15 شخصاً آخرين عن طريق مخالطتهم عن قرب لمدة عام.

 

وفى غياب العلاج الصحيح، يتوفى 45% من الأشخاص غير المصابين بفيروس العوز المناعى البشرى فى المتوسط من جرّاء السل.

 

وتبلغ احتمالات تعرض مرضى فيروس العوز المناعى البشرى للإصابة بالسل النشيط ما بين 20 و30 ضعف احتمالات تعرض غيرهم للإصابة به، وتزيد احتمالات الإصابة بالسل النشيط أيضاً بين الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية أخرى تؤدى إلى ضعف جهازهم المناعى.
 

ويزيد تعاطى التبغ بدرجة كبيرة من خطر الإصابة بالسل والموت من جرائه، وتُعزَى نسبة تتجاوز 20% من حالات السل على الصعيد العالمى إلى التدخين، وتحدثت المنظمة الدولية عن أعراض السل مؤكدة أنه تسببه بكتيريا تصيب الرئتين فى أغلب الحالات، وهو مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه.

 

وثلث سكان العالم تقريبًا مصابون بالسل الكامن، أى أنهم حاملون لعدوى بكتيريا السل، ولكنهم ليسوا مرضى بالسل، ولا يُمكنهم نقل المرض، ويتعرض الأشخاص الحاملون لبكتيريا السل للإصابة بمرض السل على مدى حياتهم بنسبة 10%، غير أن هذه النسبة تكون أكبر من ذلك بكثير فى الأشخاص ذوى المناعة المنقوصة، مثل المتعايشين مع فيروس العوز المناعى البشرى أو الذين يعانون من سوء التغذية أو داء السكرى أو يتعاطون التبغ.

وينتقل الدرن عن طريق الرذاذ المتطاير من شخص إلى آخر عند العطس أو السعال أو البصق أو الاحتكاك المباشر وتنفس الهواء الملوث بالبكتيريا، فلا ينتقل مرض الدرن عن طريق: "المصافحة.

مشاركة الطعام والشراب، أو التقبيل، أو استخدام دورات المياه".

 

ويُمكن للمصابين بالسل النشيط أن يتسببوا فى عدوى عدد يتراوح بين 10 و15 شخصًا آخرين عن طريق مخالطتهم عن قرب لمدة عام.

 

وفى غياب العلاج الصحيح يُتوفى 45% من الأشخاص غير المصابين بفيروس العوز المناعى البشرى فى المتوسط من جرّاء السل، ويتوفى جميع المصابين بالفيروس تقريبًا.

 

 

أبرز الأعراض

من أبرز الأعراض التي تبدو على الشخص المصاب بـ"السل النشيط" تتمثل في :

- السعال  مع البلغم والدم أحيانا

-الحمى وإفراز العرق ليلاً

-فقدان الوزن، خفيفة طوال عدة أشهر

-آلام الصدر والضعف العام

 

أما تشخيص السل المقاوم للأدوية المتعددة والسل الشديد المقاومة للأدوية وفيروس العوز المناعى البشرى المرتبط بالسل، فقد يكون معقدًا ومكلفًا.

 

ويصعب تشخيص السل لدى الأطفال بصفة خاصة، ولا يتوافر عمومًا حتى الآن إلا اختبار Xpert MTB/RIF للمساعدة على تشخيص السل لدى الأطفال.

 

الناجون 

 

ورغم خطورة مرض السل أو "الدرن" إلا أنه يمكن علاجه، إّذ تؤكد منظمة الصحة العالمية أن مرض السل يمكن علاجه والشفاء منه، ويعالج السل النشيط الحساس للأدوية بدورة علاج موحدة تمتد لستة أشهر، باستخدام 4 أدوية مضادة للميكروبات، تُقدم إلى المريض إلى جانب المعلومات والإشراف والدعم بمعرفة أحد عاملى الصحة أو المتطوعين المدربينظ.

 

وقد تم إنقاذ ما يقدر بنحو 49 مليونًا من الأرواح فى الفترة، بين عامى 2000 و2015، عن طريق تشخيص السل وعلاجه. ويشكل فيروس العوز المناعى البشرى والسل توليفة قاتلة، حيث يُسرع كل منهما من تطور الآخر.

 

"السل" فى مصر


وفيما يتعلق بحجم مرض "السل في مصر" فنجد إنها حققت نجاحا ملحوظا فى مجال مكافحة "الدرن"، إذ انخفضت نسبه الإصابة به من 34 حالة لكل 100.000 من السكان عام 1990 إلى 13 حالة لكل 100.000 من السكان حاليا اى ما يقرب من 14 ألف مريض جديد سنويا.

 

كما حققت نتائج علاج مرضى الدرن نسبة نجاح بلغت 87%، مما يعطى الأمل فى إمكانية القضاء على هذا المرض تماما فى مصر.

 

وأكدت جمعية مكافحة الدرن والتدخين والأمراض الصدرية، أن مصر من الدول المنخفضة فى الإصابة بمرض الدرن، إذ يصل معدل الإصابة إلى 13 شخصًا لكل مائة ألف.

 

 وكانت وزاة الصحة والسكان، قد أعلنت فى وقت سابق، خطة استراتيجية للقضاء على مرض الدرن فى مصر بحلول عام2030.

 

الوقاية 

 

وللوقاية من انتشار الدرن، ينصح المصاب بـ"الدرن" النشط المكوث في المنزل،  أو في غرفة خاصة (خصوصًا في الأسابيع الأولى من العدوى).

 

كما تنصح منظمة الصحة العالمية المصابين بـ"السل" بتهوية تهوية الغرفة باستمرار، وتغطية الفم والأنف عند الحديث والعطس والسعال، وارتداء الكمامة عند التجول أو التواجد مع أشخاص آخرين.

 

ويجب على المصاب بـ"السل" الحرص على أخذ الدواء في وقته ومدته الكاملة، كما ينصح بأخذ لقاح الدرن (BCG) لجميع الأطفال عند الولادة.

 

إنهاء "السل" في 2045

 

ووفقا لدراسات عالمية فإن فريق دولي من الخبراء أكد أن العالم قادر على القضاء على مرض السل بحلول عام 2045، إذا تم تمويل مكافحة المرض بشكل صحيح.

 

وتؤكد الأبحاث أنه يمكن الوقاية من مرض الرئة المزمن وعلاجه إلى حد كبير إذا ما تم اكتشافه في الوقت المناسب، وفقا لنتائج دارسة نشرت في عدد مارس من مجلة "لانسيت" الطبية، أجراها خبراء من 13 دولة.

 

وقال إريك جوسبى، المبعوث الخاص للأمم المتحدة، إن العبء الاقتصادي المترتب على مرض السل ضخم على الدول النامية والمتقدمة على حد سواء، ما يستلزم البدء في وضع إستراتيجيات جديدة للوقاية، موضحا أن المرض لا يتلقى حاليًا سوى حوالي 10% من تمويل البحوث المخصصة للإيدز.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان