بهدوء وابتسامة خفيفة تصاحبها دموع تحتبس بعينيها تقف الفتاة العشرينية تنتقي وردة من كشك زهور يقع بمنطقة باب شرقي وسط الإسكندرية، وبخطى ثابتة تسير في الطريق المواجه للكشك وصولا لمقابر المنارة.
ومن بين مئات "القبور" تعرف الفتاة طريقها جيدا لقبر والدتها حيث تضع الوردة عليها وتبدأ بقراءة آيات القرأن والدعاء لها.
ما فعلته الفتاة يفعاه المئات من الأيتام في عيد الأم، كنوع أخر من أنواع الاحتفال بعيد الأم لا يعرفه سوى الأيتام.
وتشهد مقابر الإسكندرية توافد العشرات من الأيتام الذين قرروا الاحتفال بعيد الأم مع أمهاتهم المتوفيات كنوع من أنواع رد الجميل لهن وإرسال رسالة لهن بأننا لن ننساكم قط.
وتقول سارة عبد الحميد من الإسكندرية، منذ أن فقدت أمي منذ عامين ويحل هذا اليوم عليا بألم نفسي شديد، مشيرة إلى أن هذا اليوم تحول من كونه يوما مبهجا تحتفل بيه مع والدتها وتقدم لها الهديا إلى يوم مؤلم تتتعيد فيه ذكرياتها مع والدتها التي لا تتعوض مرة أخرى.
وأشارت إلى أنها قررت منذ أن توفت والدتها والتي تصادف أن تكون ذكرى وفاتها قبل أيام قليلة من احتفالات عيد الأم، أن تحتفل مع والدتها مثل كل عام ولكن بالذهاب للمقابر ووضع الزهور على قبرها وقراءة الفاتحة والدعاء لها.
وأضاف مصطفى الدسوقي موظف، أنه اعتاد هو شقيقته الصغرى زيارة قبر والدتهم يوم عيد الأم والدعاء لها، مشيرا إلى أنهم يعتبرون بأن هذه الزيارة بمثابة رسالة لوالدتهم بأنهم مهما تمر السنين لم يسطيعون نسيانها.
وأشارت حنان بسيوني ربة منزل، إلى أن هذا اليوم أصبح من أسوأ الأيام التي تمر عليها وذلك بعد وفاة والدتها من 7 سنوات، مضيفة إلى أنه قبل ذلك كانت أمي تحتفل بهذا اليوم وسط أبنائها واحفادها، ولكن اليوم أصبحنا نتجمع هنا في المقابر لقراءة القرأن لها.