يوم بعد يوم يسطر المصريون فى الخارج بطولات كبيرة فى الدول التى يقيمون بها، وفعندما اشتعلت الحرائق فى الغابات باليونان العام الماضي تطوع نحو 30 صيادًا مصريًا لإنقاذ ضحايا الحرائق، وبفضلهم نجا عدد كبير من المواطنين اليونانيين.

أما بطل هذه الواقعة فهو مراهق مصري يقيم فى مدينة ميلان الإيطالية لم يتجاوز عمره 13 عاما، ورغم صغر سنه إلا أنه ساهم فى إنقاذ 51 تلميذا كانوا على متن حافلة مدرسية مختطفة وكان الجاني يخطط لإشعال النار فيهم.

كان الطفل رامي شحاته من بين 51 تلميذا على متن حافلة خطفها سائقها الذي يعرف باسم أوسينو إس، ويبلغ من العمر 47 عاما ثم أشعل النار فيها، وأخبر الأطفال بأنه "لن ينجو أحد" منهم.

وقال بعض الأطفال لوسائل إعلام إيطالية إن بطلنا رامي خبأ هاتفه المحمول بعدما استولى السائق على كل هواتفهم المحمولة، وأجرى اتصالا بوالده أثناء تظاهره بتلاوة بعض الصلوات باللغة العربية، لكنه في الحقيقة كان يرسل رسالة استغاثة إلى والده، وقد اتصل والده بالشرطة على الفور وأبلغ عن تلك الواقعة.

وبدورها حددت عربات الشرطة مكان الحافلة وطاردتها، وأرغمت السائق على الوقوف، فأضرم السائق النيران في الحافلة أثناء مواجهة الشرطة، وتخلص السائق من المطارق المخصصة لكسر النوافذ من داخل الحافلة في حالة الطوارئ بشكل متعمد، فبادرت الشرطة بكسر النوافذ الموجودة في مؤخرة الحافلة وأنقذت الأطفال وأخرجتهم جميعا من الحافلة.

وبدوره أخبر والد الطفل رامي وكالة أنسا أن أسرته تنحدر من أصول مصرية وأن رامي ولد في عام 2005 في إيطاليا، لكنه لم يحصل مطلقا على وثائق رسمية خاصة بالجنسية الإيطالية.

وقال والد رامي: "لقد أدى ابني واجبه، ولو حصل على الجنسية الإيطالية الآن فسيكون هذا شيئا لطيفا، لأننا نود أن نبقى في هذا البلد".

من جانبه كشف ياسر المنسي الأمين العام للمنتدى المصري بإيطاليا، إن الطفل المصري رامي شحاتة، سيتم منحه الجنسية الإيطالية الاثنين المقبل، مشيرا إلى أن ما أبداه الطفل من شجاعة وتصرف في ذلك الموقف، يؤخذ في الحسبان من الجانب الإيطالي، حيث أنه في حال حدوث الواقعة دون أن يكون للطفل المصري دور كانت الحكومة الإيطالية ستجبر على تقديم استقالتها.

وأوضح أنه من المتوقع أن يتم منح الطفل المصري 50 ألف يورو خلال تكريمه يوم الاثنين بحضور السفير المصري ورئيس الوزراء الإيطالي ووزير الداخلية الإيطالي.

ويأتي موقف السائق السنغالي، ردا على الإجراءات التى اتخذتها السلطات الإيطالية لتقليل موجهات الهجرة القادمة من شمال أفريقيا، مما عرض حياة كثيرين للخطر، وذكرت بعض التقارير أن سائق الحافلة أخبر الأطفال، أثناء اختطافهم، بأنه أقدم على هذا بسبب موت المهاجرين الأفارقة وهم يعبرون البحار، وصرخ السائق بصوت عال أثناء مواجهة الشرطة قائلا: "أوقفوا الموت في البحار، سأرتكب مذبحة".