فى أول تحدى علني لقرار الدكتورة هالة زايد وزير الصحة المتعلق بإقالة الدكتور جمال شعبان معهد القلب" target="_blank">مدير معهد القلب، وتكليف الدكتور محمد أسامة، رئيس قسم جراحة القلب بالمعهد، بالقيام بأعماله، لمدة 3 شهور، أعلنت عدد من العاملات بمعهد القلب تضامنها مع شعبان لليوم الثاني .
ونظم العاملات فى المعهد وقفة احتجاجية اليوم الجمعة داخل أروقة المعهد، مرتدين هتافات تطالب وزيرة الصحة بالتراجع عن قرارها، قائلين :"يا جمال يا بلاش واحد غيره ما ينفعناش.. عايزين جمال".
كما أبدى عدد من الأطباء وأعضاء فرق التمريض اعتراضهم على القرار، الذى أصابهم بالصدمة، مؤكدين أن الرجل لم يقصر في أداء واجبه أبدًا، وكان يعمل من السابعة صباحًا، وأغلق عيادته من أجل مباشرة العمل في معهد القلب وحتي يتفرغ تماما لآداء واجبه ومهام منصبه.
كانت وزيرة الصحة أصدرت، قرارًا بإقالة الدكتور جمال شعبان، معهد القلب" target="_blank">مدير معهد القلب القومي، وإحالته للتحقيق العاجل، بدعوى تقصيره في مهام عمله، كما أصدرت قرارا بتعيين الدكتور محمد أسامة مديرا جديدا لمدة 3 أشهر، والدكتور يسري كامل نائبا لمعهد القلب" target="_blank">مدير معهد القلب القومي.
أسباب الإقالة الرسمية
جاء قرار الوزيرة استجابة لمذكرة الدكتور أحمد محيي القاصد، مساعد وزيرة الصحة والسكان لشؤون الطب العلاجي، التى تضمنت مخالفات معهد القلب القومي، والتوصية بإلغاء القرار رقم 753 لسنة 2018، بتجديد تكليف الدكتور جمال شعبان، مدير المعهد السابق، وأشرت الوزيرة بالموافقة في نفس يوم رفع المذكرة والذي وافق الأربعاء الماضي.
وأشارت المذكرة إلى أن الغرفة المركزية لمتابعة مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لإنهاء قوائم الانتظار، شكلت لجنة وتبين وجود تأخير من قبل "القومي للقلب" في عمليات القلب المفتوح، حيث بلغ ما تم إجرائه من حالات في هذا التخصص 79 عملية من أول العام الجاري حتى يوم 5 مارس الماضي، من أصل 660 حالة من واقع الأرقام المسجلة على "المنظومة"، مضيفًا: "مع العلم أن الطاقة الاستيعابية لعمليات القلب المفتوح تبلغ 240 حالة شهريا".
ووفقا للمذكرة فقد تبين للجنة أن ما يقرب من 3 آلاف و166 عملية قسطرة قلبية، و432 عملية قلب مفتوح لم تسجل على المنظومة، وذلك لأنه تحت مسمى طوارئ ومجاني ولحين صدور قرار، وأن إجمالي الحالات المسجلة على المنظومة في المرحلة الثانية بلغ 3 آلاف و108 قساطر قلبية وقلب مفتوح، وأن ما أجري من حالات بلغ ألف و437 من أول يناير حتى 4 مارس الجاري.
وبناءً عليه أحيل الأمر إلى الإدارة العامة للشؤون القانونية للتحقيق للنظر فيما ورد بالتقرير، وذلك لمنع حدوث تأخير في إنهاء حالات قوائم الانتظار بمعهد القلب القومي، ورفض الدكتور معهد القلب" target="_blank">مدير معهد القلب القومي (المقال) المثول للتحقيق للوقوف على الأسباب السابق ذكرها، الأمر الذى دفع الوزيرة إلى إقالة جمال شعبان.
بلاغ للنائب العام
بدوره أعلن سمير صبري المحامي ، التقدم ببلاغ عاجل للنائب العام ضد الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة بشأن قرار إقالة معهد القلب" target="_blank">مدير معهد القلب جمال شعبان، لافتا إلى أن المسئول الذى تمت إقالته يتمتع بشهرة واسعة داخل الوسط الطبي، وشعبية فائقة بين شباب الأطباء باعتباره أحد أهم القيادات في معهد القلب والهيئة العامة للمعاهد والمستشفيات التعليمية.
تضامن برلماني
وانضم عدد من البرلمانيين والإعلاميين إلى أطباء معهد القلب فى تضامنهم مع الدكتور جمال شعبان، وقالت الدكتورة إيناس عبد الحليم وكيل لجنة الصحة بالبرلمان، فى تصريح لها إن الدكتور جمال شعبان من أفضل من تولوا إدارة معهد القلب، بشهادة الجميع، وأن المعهد كان يسير بشكل جيد، موضحة أنها ستجمع توقيعات من مجلس لعدم إقالته.
وانتقدت وكيلية الصحة الطريقة التى تعاملت بها وزيرة الصحة مع جمال شعبان قائلة :"لماذا تمت إحالته للتحقيق بالأسلوب البايخ هو علشان حصل مشكلة في أخر زيارة للوزيرة يتم إقالته.. الحاجة الوحيدة الناجحة نوقفه، حتى لو القادم كويس يشتغل إزاي وهو شايف إن جزاء الإخلاص والنجاح الإقالة، وهو لو عنده أخطاء ليه مظهرتش إلا بعد الزيارة، لما اعترض على قولها بأن المعهد غير نظيف".
بينما وصف النائب البرلماني حسين غيته، قرار وزيرة الصحة بالتعسفي وغير المدروس، لافتا إلى أن جمال شعبان له بصمات واضحة في التطوير والانضباط، وتساءل غيته في بيان له: "لمصلحة من يتم تجريف أى كفاءات بوزارة الصحة، وما هي معايير اتخاذ القرارات التي من شأنها أن تحدث تأثيرا سلبيا على الوزراة أكثر مما هو الحال".
فيما علق الإعلامي الرياضى إبراهيم فايق على قرار وزيرة الصحة والسكان، وكتب عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "قرار إقالة دكتور جمال شعبان من منصبه كمدير لمعهد القلب أسوء قرار أخذته وزيرة الصحة اللي أشك أصلا إن كانت فاهمة وعارفة ومدركة الراجل ده بيعمل ايه في معهد القلب وبذل مجهود قد إيه لتطوير المنظومة وخدمة الغلابة".
شهادة عادل فريد
الدكتور عادل فريد، نائب مدير المعهد السابق، انضم هو الآخر إلى قائمة المتضامنين، حيث كتب على صفحته الشخصية على فيس بوك: شيء غير متوقع وعلى غير اتجاه الأمور بالمعهد الذي في عهده تضاعف عدد القساطر من ٥٠ إلى أكثر من ٨٠ في اليوم وأمس وصل لـ ٩٩ قسطرة ما بين تشخيصية وعلاجية وعمليات القلب المفتوح من ٧ يوميا لـ١٠ عمليات كبار و٢ أطفال يوميا وأمس بلغ ١٢ كبار و٢ أطفال.
وأضاف:"أرقام لم تحدث في المعهد من قبل رغم صعوبة العمل للنقص الشديد في التمريض والتخدير، وازداد عدد المترددين على العيادات والاستقبال لتوفر الأدوية رغم نقصها بالأسواق وحسن المعاملة والنظافة الملحوظة حتى وصل معدل المرضى المترددين على المعهد ما بين عمليات وقساطر وعيادات واستقبال لمليون مريض سنويا وهو رقم خرافي وسيل من ورش العمل وزيارات الخبراء الأجانب والمصريين المغتربين".
واختتم :"أرجو له كل التوفيق في عمله كأستاذ بالمعهد وعمله الخاص وليعوضه الله عما فعله للمرضى خيرا وليستمتع بالحياة قليلا، بعد ما بذله من مجهود خرافي الشهور الماضية".
شعبان يرد
وفى أول رد له على قرار إقالته واتهامه بالتقصير، أعلن الدكتور جمال شعبان، معهد القلب" target="_blank">مدير معهد القلب المُقال، دعمه الكامل لمبادرات الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى أنه على استعداد تام لخدمه مصر فى أي موقع يكون فيه.
قال فى تصريح له: "أنا فرد في منظومة كبرى ومش عايز زملائي يغتالوا معنوياً، وتعبهم ميروحش هدر، لأنهم وراء الإنجاز الذي تحقق في معهد القلب، وحرام يتقال مشتغلناش لأننا مجموعة تعبت"، لافتا إلى أن المعهد لم يعطل أي عملية جراحية لمرضى، بل كسر الإجراءات الروتينية للتخفيف عليهم.
وعن حملات التضامن معه بعد قرار إقالته، قال: "حب الناس أكبر رصيد ودعوات الغلابة أحسن حاجة كسبتها.. المناصب معروف هنسيبها لكن السيرة العطرة لا تشتري بأي أموال".