رئيس التحرير: عادل صبري 10:15 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

صور| سمر وشعر وجولات بالإبل.. الأعراس السيناوية لم تمسسها الحداثة

صور| سمر وشعر وجولات بالإبل.. الأعراس السيناوية لم تمسسها الحداثة

إسلام محمود 22 فبراير 2019 17:00

 

رغم كافة أشكال الزواج الحديثة في الريف والمدن، ما زال أبناء البادية السيناوية يحافظون على مفهوم احترام عادات وتقاليد الآباء والأجداد من خلال تمسكهم بإقامة أعراسهم وفق الطقوس التقليدية القديمة.


وتحرص عائلات قبائل سيناء شمالًا وجنوبًا على اتباع تقاليدها وعاداتها في مناسبات الأفراح "الأعراس"، حيث يحرص الرجال وخاصة الشباب على إقامة طقوس الاستعداد للعريس المقبل على الزواج ، بتجهيز عشرات الإبل ومرافقته على ظهور الإبل للتجوال في مرابع الطفولة والصبا بالبادية خلال الأيام الثلاثة الأولى التي تسبق الزواج.


يقول سلمي الزوايده ، أحد شباب القبائل ، أن شباب سيناء يحرصون على عاداتهم وتقاليدهم التي توارثوها عن آبائهم ومن قبلهم أجدادهم في مناسبة الزواج ، حيث يجتمع الشباب وهم يعتمرون الملابس البدوية ويزينون الإبل بالزينة المزركشة من تراث سيناء ، ويخرجون في مواكب عديدة بصحبة العريس في الأماكن التي شهدت ولادته وطفولته وصباه ليعاود الذكريات .


ويشير الزوايدة إلى أن هذه العادة البدوية تهدف إلى تذكير العريس بأصوله، وتحثه على الانتماء لبلاده ومرابع أهله التي شهدت أهم مراحل حياته، وتربط بينه وبينها لتظل في ذاكرته ووجدانه ، إلى جانب إقامة الأمسيات البدوية التراثية للعريس بصحبة ووجود أقاربه وأصدقاءه من أبناء قبيلته والقبائل المجاورة لقبيلته. 


ويؤكد السبعيني سلمان جبالي من سكان سانت كاترين بجنوب سيناء ،  أن أهل سيناء ما زالوا يتمسكون بعاداتهم الأصيلة في الأعراس لا يأبهون بكل مظاهر العصر الجديدة مستوحين ذلك من روح الأماكن الراسخة في أركان مناطق البادية السيناوية ، ويحافظون على عادات الزواج في سيناء على طقوسها التي يرجع تاريخها لمئات السنين.


واوضح أن للمرأة دورا كبيرا في ذلك، حيث تناقلت النساء عن أمهاتهن وجداتهن أهازيج الأفراح، وكل ما يرافق الاحتفال بالزفاف من أزياء خاصة، وأساليب الزينة، والتقاليد التي ترافق هذه المناسبة السعيدة.


وأكد الجبالي انه رغم تغير المفاهيم وتبدل العادات والتقاليد التي طرأت على المجتمع المصري في أنحاء مصر ظل البدو يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم الخاصة بمراسم الزواج بداية من الخطبة والمهر ونهاية بالحفل الذي يقام ابتهاجاً بالزواج "العرس".


وحسب الجبالي تختلف عادات البدو التي تتخلل الحفل ، حيث لا تزال عادات الزواج عند البدو مغلفة بنكهة الماضي العريق الذي يتميز بالبساطة والبعد عن البذخ بعكس حفلات المدن المقيدة بالرقص والأغاني التي لا تتناسب مع الذوق العام والتكلف والإسراف.

 
وعن الخطبة في بادية سيناء حدثنا المواطن حميد أبو سعود قائلاً: للخطبة عند البدو أعراف وتقاليد لا يمكن الحياد عنها أو تجاوزها حيث يرتبط أفراد الأسر والعائلات بميثاق قوي يحتم عليهم أن تكون البنت لابن عمها أولا وعندما يريد الشاب الاقتران بفتاة من خارج الأسرة يطلب الشاب او والده المشايخ والأعيان من أهل المنطقة للذهاب معه كوفد احتراماً لوالد الفتاة التي يريد الزواج منها.


وأضاف : يتقدم اكبر المشاركين بالوفد الذي يتجاوز عادة العشرين رجلاً ويطلق عليهم "الجاهه " وإخبار والدها بأنهم يريدون ابنته لابن فلان ليكون رده مباشرة في المجلس أثناء تناول القهوة دون اخذ رأيها أو موافقتها سواء كان بالقبول أو الرفض ومن ثم تحديد المهر وموعد حفل الزواج.


وفيما يتعلق بمهر الفتاة عند البدو يقول سليم عبيد الله : بعد الموافقة على طلب والد العريس يتم تحديد المهر الذي يختلف من منطقة إلى أخرى ولكن في الغالب يكون عبارة عن حلي ذهبية وخيمة اضافة إلى مجموعة من رؤوس الإبل والأغنام.


وأشار عبيد الله الى أن حياة المرأة البدوية تتركز في الرعي وتربية الماشية أثناء التنقل في الوديان والسهول والجبال بحثاً عن الكلأ، موضحا أن المرأة بعد الزواج تحتاط من غدر الزوج وتقلبات الدهر بالتمسك بمهرها من الإبل والأغنام في تصريف أمور حياتها وحياة أولادها المعيشية ، موضحا أن للقرابة دورا هاما في تقدير المهر فيجري تسهيله وتخفيضه لإتمام زواج ابن العم من ابنة عمه.


وأكد أن هناك آباء يحاولون البحث عن أزواج لبناتهم في حدود الآداب الشرعية والأعراف وبمهر زهيد ما داموا يتمتعون بالشهامة والرجولة والنبل وقادرين على صيانة واحترام الحياة الزوجية والتكفل بالأمور المعيشية بقوله: "تراني زوجتك بنتي فلانة دون مهر" وهذا كثيراً وقبل ان تبلغ الفتاة سن الرشد.


سويلم دواغره قال عن حفل الزفاف: أن عرس المجتمع البدوي يعد يوماً جميلاً يقام فيه مهرجان يطلق عليه"السامر" ابتهاجاً بالعروسين يتميز بتقاليده المتفاوتة بين منطقة وأخرى لا سيما فيما يتعلق باليوم نفسه الذي يتميز ببساطته وصدق تعبيره عن فرح الأسرة التي تعتبره كنواة للمجتمع وكمؤسسة قائمة بحد ذاتها. 


وتقام رقصة " السامر" حيث يتجمع أهل الفريق "مجموعة متجاورة من أبناء البادية في موقع واحد" ويشكلون صفين وتبدأ معها مراسم الفرح بالعرض إحدى الرقصات الشعبية الأصيلة في سيناء يتخللها أداء بيوت الشعر بين شاعرين حيث يبدأ الجميع في ترديد ما يقوله الشعراء احتفاء بالمناسبة ويكون الرجال في المقدمة والنساء خلفهم يبادلن الرجال الغناء وتنتهي المسيرة عند الوصول الى مقر العرس منزل والد العروس من حيث يبدأ استعراض مهر العروسة من ذهب وهدايا قدمها العريس لعروسته.


يتم بعدها إضافة لعرض المواشي المقدمة ضمن المهر من ابل وغنم لتجهيز الولائم بذبح جمل أو مجموعة من الأغنام دون إسراف حيث يشرف على ذبحها وطهيها الرجال وبعد تناول طعام الغداء يبدأ الحضور بإقامة "العرضة" وهي طقوس من الغناء المعروف بالهجيني.


وحسب الشيخ عبد الله أبو برقة ، في اليوم الثاني يقيم الشباب سباق الخيل والرماية التي تعد من أهم مراسم الزواج لديهم وبعد صلاة العصر يستعد الرجال لإعداد وجبة العشاء بنفس الطريقة وبعد تناول العشاء يتواصل الاحتفال بإقامة المحاورة "القلطة" والتي تكون بين شاعرين تستمر حتى ساعة متأخرة من الليل تنتهي بدخلة العروسين ، وفي اليوم الثالث يقام لقاء موسع بمشاركة أهل وجيران العروسين حيث تجرى سباقات الابل والاحتفالات بين الشباب وتختتم بديوان القبلية بعد تناول القهوة والتمر.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان