للنوات آثار سلبية متعددة تعرفها جيدًا أنحاء الإسكندرية وخاصة المناطق التي تتضمن مباني قديمة وتراثية لا سيما التي تعاني التصدعات، ولكن هناك أيضًا مبانٍ ومنشآت تاريخية وتراثية تعاني بشكل كبير من آثار الطقس السيئ والأمطار التي تضرب المدينة شتاءً.
وخلال شتاء الإسكندرية القاسي إلى حد كبير هذا العام تعرض عدد من المباني والمنشآت الأثرية بالمدينة الساحلية إلى خسائر كبيرة ومنها مبنى المحكمة الشرعية التاريخي بمنطقة المنشية، كما غمرت المياه سراديب قلعة قيتباي بمنطقة بحري، كما لم تسلم المساجد التاريخية والتي من بينها المرسي أبو العباس من تراكم مياه الأمطار لأيام مهددة أساساته.
وشكلت منطقة آثار الإسكندرية، غرفة عمليات منذ بداية فصل الشتاء لمواجهة ومتابعة تدعيات النوات، بهدف رصد ومتابعة كافة المباني والتماثيل الآثرية خلالها للتدخل السريع في حالة حدوث أي أمر طارئ لها.
مبنى محكمة الشرعية.. "محكمة السيدات"
أولى المباني التي تضررت جراء الطقس السيئ والأمطار كان مبنى المحكمة الشرعية، أو ما يطلق عليه "محكمة السيدات"، الواقع بشارع فرنسا بمنطقة المنشية، وسط الإسكندرية، بعدما تساقطت أجزاء هائلة منه.
وشكل حي الجمرك الواقع في نطاقه المبنى لجنة بالتنسيق مع لجنة حماية التراث لفحص المبنى واتخاذ الإجرءات اللازمة للحفاظ عليه.
قلعة قايتباي تغرق مجددًا..
ومجددا غمرت مياه البحر الهائج جراء نوة الفيضة الكبرى سراديب قلعة قيتباي التاريخية بمنطقة بحري، فيما قامت لجنة من الآ’ثار والحي برفع المياه على الفور حتى لا تؤثر بشكل سلبي على هيكل القلعة.
ويجرى في الوقت الحالي مشروع ضخم لحماية الصخرة الأم للقلعة والتي شهدت أعمال نحر هائلة على مدار عشرات السنين، تهدد بأنهيارها.
مسجد انجا هانم.. مياه الأمطار تتسرب داخله
وبالتزامن مع نوة الفيضة الكبرى أيضا تسربت كميات من مياه الأمطار داخل مسجد انجا هانم المسجل في تعداد الآثار الإسلامية في الإسكندرية، قبل أن يقوم الحي بنزحها على الفور.
ومؤسسة المسجد هي أنجا هانم زوجة والى مصر سعيد باشا، وهي سيدة تحب الأعمال الخيرية وتوزعها على الفقراء ولقبت بسيدة الخير الأولى بالإسكندرية.
شهد المسجد إهمال لسنوات وفى نوه شتاء منذ عامين ترسبت المياه إلى داخل المسجد، إلى أن بدأت وزارة الأثار فى عملية الترميم منذ عامين، وتم تسجيله ضمن هيئة الأثار عام 2008.
سراي الحقانية تنجو هذا العام..
ونجت محكمة الحقانية التاريخية بميدان المنشية من أثار الأمطار هذا العام بعد الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها منطقة آثار الإسكندرية والتي منها وضع طبقة من "الإسفنج"، بالإضافة إلى طبقة أخرى من "البولي سيرين"، لحماية قبة المحكمة التي تحتوى على قطع من الزجاج الصغير المعشق، حتى لا يتعرض الزجاج للكسر.