أثارت صورة تم تداولها مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي للشاب الألماني أندريه سيسيلسكي، جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أنه تم الترويج للصورة على أنه تم التقاطها هذا العام رغم صدور قرار من السلطات المصرية بمنع الشاب الألماني من دخول مصر مدى الحياة، مشككين فى قدرة وزارتي الآثار والداخلية على حماية الآثار المصرية.
أظهرت الصورة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي الشاب الألماني وهو يجلس أعلى قمة الهرم الأكبر خوفو، والذي يقدر ارتفاعه بـ 138.8 مترًا، ومصحوبة بتعليق "المراهق الألماني أندريه سيسيلسكي، الباغ من العمر 18 عامًا، التقط هذه الصورة بعد تسلقه الهرم الأكبر سرًا، فاعتقد كثير من النشطاء أنه الصورة حديثة، خاصة بعد واقعة تصوير فيديو إباحي أعلى الهرم فى شهر ديسمبر الماضي.
ولكن من خلال البحث تبين لـ"مصر العربية" أن تاريخ الصورة يعود إلى يناير عام 2016، عندما تسلق الألماني الهرم والتقط "سيلفى" أعلاه، ووثق مغامرته بالتقاط فيديو له خلال عملية التسلق، ونظرا لمخالفة هذه المغامرة للقانون المصري، استجوبت الشرطة الشاب الألماني وأطلقت سراحه بعد التحقيق، وأصدر وزير الآثار الدكتور ممدوح الدماطي، وقتها، قرارا يمنع السائح من دخول مصر.
لم تكن عملية تسلق الأهرامات أمر مجرما فى الماضي إلى أن صدر قانون حماية الآثار في تسعينات القرن الماضي، الذي منع تسلق الهرم حفاظا على الأحجار من التآكل.
ونشرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، مؤخرا، 100 صورة تؤرخ لرحلات الإنجليز في الهرم، ورصدت الصورة التى يعود تاريخها إلي القرن التاسع عشر السياح وهم يستمتعون بالتنزه، ويأخذون قيلولة بعد الغداء، ومحاولات السيدات تسلق الهرم.
وقبل التجريم تسلق الأهرامات الكثير من مشاهير الفن والسياسة، على رأسها الفنانة ماجدة التى تسلقت الهرم في مشهد الختام الشهير لفيلم "حواء على الطريق".
وكان "حفناوي عبدالنبي" أشهر من ارتبط اسمه بتسلق الهرم الأكبر، ولقبة الرئيس محمد نجيب بالبطل، ورافق عبد النبي الكثير من الرؤساء والزعماء خلال عملية التسلق وتلقى العديد من الهدايا القيمة منهم، فعندما تسلق معه العاهل السعودي الملك سعود الهرم أعطاه ألف جنيه أسترليني، أما الرئيس اليوغوسلافي الأسبق جوزيف تيتو، فأعطاه علبة سجائر ذهبية خاصة به، وبينما اهداه الرئيس الروسي الأسبق خروشوف ساعة يده، وكذلك أهداه شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي، والإمبراطور الإثيوبي هيلاسلاسي هدايا قيمة.
وبعد تجريم تسلق الهرم، اعتاد عدد من السياح الأجانب على تسلق الأهرامات بمساعدة بعض العاملين فى قطاع السياحة نظير مقابل مادي، ولكن أغلب هذه الوقائع لا يتم اكتشافها ولكن مع تطور الزمن ورغبة السياح فى نشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي افتضح أمر العمال، خاصة وأن بعض الوقائع ارتبطت بممارسات أساءت لمصر.
ففي ديسمبر 2018 ، نشر مصور دانماركي شاب عبر حسابيه على موقعي يوتيوب وتويتر، مقطع فيديو إباحي وصورًا له ولصديقته، فوق الهرم الأكبر "خوفو"، بعد تسللهما ليلًا بعيدًا عن أعين الشرطة، وتوصلت السلطات المصرية لمن قام بمساعدة المصور الألماني على التسلق وهم الآن يخضعون للمحاكمة القضائية.
وشهدت الأعوام الماضية عدة محاولات لم تكتشف إلا بعد مغادرة أصحابها ونشرهم مقاطع فيديو وصور لمغامراتهم ، ومنها إقدام الشاب أندريه سيسيلسكي في 2016، على تسلق هرم "خوفو"، ووثق مغامرته عبر تسجيل فيديو بثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت لاحق، بعدما تمكن من العودة لبلاده.
وفى عام 2013 التقط المصور الروسي فاديم ماكوروف، عددًا من الصور من أعلى نقطة في الهرم الأكبر، ولكنه اعتذر عن تخطيه الإجراءات الرسمية وصعود الهرم دون تصريح.
وفي 2012 زارت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد، منطقة الأهرامات وتم التقاط صورا لها وهي تتسلق الهرم الأكبر خلال، الأمر الذي نفته وزارة الأثار وقتها، وأوضحت أن لاجارد تسلقت المنطقة المسموحة لدخول الهرم، والتي يتسلقها كل الزوار يوميًا لمدخل الهرم.
وتراقب المناطق الأثرية باستخدام الكاميرات، إلا أن تلك الكاميرات لا تغطي المنطقة بالكامل نظرا لاتساع الرقعة، بالإضافة إلى ضعف الإضاءة، ما يجعل مثل هذه الأمور واردة الحدوث، خاصةً مع هوس السياح الأجانب بالتصوير بمثل هذا الشكل.