قررت وزارة الأوقاف، أن تحمل خطبة الجمعة المقبلة عنوان "النظافة سلوك حضاري وإنساني"، وطالبت جميع الأئمة الالتزام بنص الخطبة أو بجوهرها على أقل تقدير مع الالتزام بضابط الوقت ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى.
وأوضحت الأوقاف في خطبتها أن الإسلام اهتم بأمر بالنظافة اهتماما بالغا يتناسب مع أهميتها كسلوك إنساني وقيمة حضارية، وضرورة شرعية وركيزة أساسية في الحفاظ على البيئة التى خلقها الله وأمر الإنساني بالحفاظ عليها وتنميتها فقال عز وجل ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها.
وأشارت الأوقاف إلى أن اهتمام الإسلام بالنظافة يتضح في أمره للمسلم بالقيام بها في كل تفاصيل حياته، وذلك لأن حسن المظهر، وطهارة الظاهر غالبا ما تكون دليلا على حسن المخبر وطهارة الباطن، ومن ذلك الترغيب في نظافة الملبس، والحث على الاغتسال يوم الجمعة وفي العيدين، والأمر بالسواك تنظيفا للأسنان وحرصا على طيب رائحة المسلم، فضلا عن الحث على اهتمام الإنسان بهيئته ومظهره والأمر بالتطيب.
وأضافت خطبة الأوقاف، أن الأمر بالنظافة لم يقف عند حد الأمر بالنظافة الشخصية، أو نظافة المساجد والبيوت، بل وصل الأمر إلى التوجيه بتنظيف البيئة التى يعيش فيها الإنسان ويتفاعل معها، وقد تكون هذه البيئة طريقه الذي يسير فيه أو مدرسته وجامعته التى يتعلم بها، أو مكانا عاما يقضى من خلاله مصالحه، أو يتنزه فيه، وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن تنظيف الطرق من الأذى سبب دخول الجنة، فأذى الناس في طرقاتهم أو في أماكنهم العامة سبب في لعن من يفعله، ومدعاة لغضب الله عليه.
ودعت خطبة الأوقاف، المصريين على أن يعودوا أبنائهم على النظافة ويربيهم على خدمة الوطن وخدمة المجتمع، وعلى مراعاة الذوق العام والآداب العامة واحترام حقوق الآخرين، وعدم إيذائهم بأي لون من ألوان الأذى، موضحة أن أخطر أنواع الأذى في ذلك هو ما يمكن أن يصيب الناس في صحتهم أو يلوث مياههم، فإلقاء المخلفات في النهر أو المجاري المائية من أشد أنواع الأذى العام الذي ينبغي البعد عنه وعدم الوقوع فيه.
واختتمت الأوقاف خطبتها بالتأكيد على أن الهدف من حرص الإسلام على نظافة البيئة التى يعيش فيها الإنسان هو خلوها من الأمراض التى تؤثر على صحته، لأن الأمراض إذا انتشرت في مجتمع لا يقتصر ضررها على شخص دون آخر، وإنما تؤثر سلبا على حياة الناس جميعا.