خرج المرشح الرئاسي الخاسر موسى مصطفى موسى، من سباق الانتخابات الرئاسية بنسبة قد تعتبر تاريخية على أي مقياس ديمقراطي حقيقي، 2.98%، بنحو 650 ألف صوت، وهو تفوقت عليه الأصوات الباطلة بثلاثة أضعاف، فبماذا خرج مرشح اللحظة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية؟

1- الناس عرفته

هل كنت تعلم أصلاً بوجود شخص يدعى موسى مصطفى موسى؟، فضلاً عن أن تعرف أنه سياسي أو رئيس ﻷحد الأحزاب؟

خرج "موسى" من السباق الانتخابي ومصر كلها، بل ودول العالم كافة، تعلم اسمه بغض النظر عن طريقة طرح هذا الاسم في مختلف وسائل الإعلام.

2- عادل شهادته

بعد ترشحه للرئاسة، حصل "موسى" على شهادة المعادلة المصرية من المجلس الاعلى للجامعات، التي تؤكد حصوله على شهادة من الكلية الوطنية العليا للهندسة المعمارية فى فرنسا، تعادل درجة البكالوريوس في الهندسة التي تمنحها الجامعات المصرية الخاضعة.

3- أعاد حزب "الغد" إلى الأذهان

منذ أزمة حريق حزب "الغد" في 2008، وابتعاد السياسي أيمن نور عن رئاسته، اختفى الحزب من الصورة تمامًا، حتى إن صوته لم يُسمع وسط صخب ما بعد ثورة يناير 2011، إﻻ أن ترشح "موسى" أعاد الحزب إلى المشهد السياسي، إذ يرى متابعون أن أقل "رد للجميل" هو إعادة حزب "موسى" إلى الصورة من جديد، بعد سنوات من "اللاشيء"

4- نال إشادة الرئيس

أشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الإثنين، بـ"موسى"، ووجه إليه الشكر على "المنافسة الشريفة" خلال الانتخابات الرئاسية.

ومن جانبه، رفض الدكتور عمار علي حسن، أستاذ علم الاجتماع السياسي، التعليق على سؤال بشأن مكاسب "موسى" من الانتخابات، مؤكدًا أن هذا السؤال يجب أن يوجه إليه شخصيًا.

وقال: “حين يكون هناك عرض مسرحي يشارك فيه ممثل بجملة واحدة، هل يمكن للنقاد أن يتحدثوا عن هذا الممثل أو دوره؟، بالطبع لا".

أما النائب محمد أبو حامد، عضو المكتب السياسي لائتلاف "دعم مصر"، فأشار إلى أن مجرد دخول "موسى" السباق الرئاسي يعد إنجازًا يحسب له، على عكس آخرين انسحبوا من المنافسة ولم يتمكنوا حتى من جمع التوكيلات.

وقال: “هناك مرشحون لم يستوفوا الشروط القانونية للترشح، أما خالد علي، على سبيل المثال، فلم يستطع جمع التوكيلات اللازمة، وتركزت توكيلاته في 3 محافظات فقط من 15 محافظة يجب جمع التوكيلات منها".

وأضاف: “موسى أثبت وجوده السياسي بمشاركته في الانتخابات، وأداؤه في المستقبل هو الذي سيحدد ما إذا كان سيضيف إلى هذا الوجود ثقلاً حقيقيًا، كما أنه، بعد إشادة الرئيس السيسي بدوره الوطني، استفاد كثيرًا من الدعم الشعبي للرئيس، وأصبح سياسيًا مقبولاً لدى مؤيدي منافسه".

وأشار "أبوحامد" إلى إمكانية إسناد منصب سياسي إلى "موسى"، كما حدث في العديد من الدول، التي يحصل فيها المرشح الخاسر على منصب سياسي بعد انتهاء الانتخابات، على حد تعبيره.