«عودة النصر للسيارات»، ما إن طالعت عيونهم هذا العنوان، حتى عاد كثير من المصريين بذاكرتهم إلى الوراء، قبل 61 عاماً، حين كانت سيارات الـ«فيات» ذات الصناعة الوطنية المصرية اﻷكثر مبيعًا في سوق السيارات المصرية.
«فيات» الشركة التي تأسست عام 1959، وأسندت أعمالها لشركة «كلوكنر-همبولدت-دوتيز» اﻷلمانية، ثم أممتها الحكومة المصرية عام 1960، عادت للحياة مرة أخرى، بعقد شراكة مع إحدى الشركات الصينية المتخصصة فى صناعة السيارات نهاية العام الماضي، لتتحول الشركة المصرية الخالصة، لشراكة صينية.
ويقضي الشكل النهائي للاتفاق بتحويل «النصر» لمجمع ضخم لصناعة السيارات والصناعات المغذية ومراكز خدمة باستغلال الإمكانيات والكوادر الفنية والخبرات المكتسبة، بحسب ما أكده خالد الفقي، عضو مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات المعدنية، إحدى شركات قطاع الأعمال العام.
وتعتبر شركة النصر للسيارات من الشركات القليلة في الشرق الأوسط التي قامت بإنتاج اللوري والأتوبيسات والجرارات الزراعية وسيارات الركوب، وتطور إنتاج الشركة تطورًا كبيرًا بفضل العمالة الماهرة والمدربة عن طريق أكبر مراكز التدريب الألمانية.
بدأت الشركة بـ290 عاملًا حتى وصلت لأكثر من 12 ألف عامل من العمالة الفنية المدربة، بالإضافة إلى العمالة في مصانع الصناعات المغذية للشركة.
وعملت الشركة على مدار السنوات، على تجميع سيارات فيات في مصانعها، وكانت أكثر السيارات مبيعا في السوق المصرية، واستمرت في تصنيع سيارات فيات في إيطاليا بالتعاون مع شركات السيارات المتعاونة مع فيات والحاصلة على ترخيص بتعديل هذه الموديلات.
وانتجت الشركة عدد من الموديلات حتى عام 2009 ومنها:
«سيارات رمسيس، ونصر1100، ونصر 1300، ونصر 1600، ونصر 2300، ونصر 2600، ونصر R 1100، ونصر 128، ونصر 125، ونصر 131، ونصر 133، ونصر 127، ونصر 126، ونصر فيورا، ونصر ريجاتا، ونصر بولونيز، ونصر دوجان، ونصر شاهين، ونصر فلوريدا».
ومع بداية التسعينيات، شجعت الحكومة المصرية على إنشاء مصانع خاصة لإنتاج وتجميع السيارات، وبدأت عدة شركات عالمية بإنشاء مصانع لها في مصر وقدمت عدة موديلات حديثة تلبي احتياجات المستهلك مقارنة بما كانت تقدمه «نصر» من موديلات أوقف إنتاجها في مصانع فيات منذ سنوات، حيث ظهرت ماركات أخرى مثل سوزوكي وهيونداي وبيجو بالإضافة إلى أوبل التابعة لمصنع جنرال موتورز مصر العامل في مصر منذ نهاية السبعينيات، وتدنت مبيعات «نصر» بشدة مما أدى إلى زيادة الديون المتراكمة.
بدأت إجراءات تصفية شركة «النصر» للسيارات بسبب تراكم مديونياتها إلى 2 مليار جنيه، وتم تقليص عدد العمالة من 10 آلاف إلي 300 عامل حيث قدمت الشركة ميزانياتها محققة خسائر 165 مليون جنيه.
وفي عام 2013 أقر مجلس الشورى عودة الشركة للعمل، تحت إشراف وزارة الإنتاج الحربي ووافقت على عودة المصنع للعمل في نفس العام، لكن أحلام المصريين بإنتاج السيارة المصرية.. انتهت بالصيني.