اتفقت صحف القاهرة الصادرة صباح اليوم الجمعة على تجاهل تقرير الخارجية الأمريكية السنوي عن الإرهاب، باستثناء صحيفتي الأهرام التي انتزعت الإشادة بمجهودات مصر في مكافحة الإرهاب بسيناء، وصحيفة الوفد التي قلبت فحوى التقرير تماما.

كما لم تذكر أى صحيفة شيئا عن جمعة النفير لمناصرة الأقصى بصفحتها الأولى، واكتفت معظمها بأخبار بالصفحات الداخلية، باستثناء جريدة الوفد التي أبرزت الخبر في صدر صفحتها الأولى.

تقرير الخارجية الأمريكية السنوي عن الإرهاب:

تجاهلت معظم الصحف القومية، والخاصة الإشارة –مجرد الإشارة- إلى التقرير من قريب أو بعيد، واكتفت بإبراز احتجاجات وزارة الخارجية المصرية على بيان إرشادات السفير الأمريكي الذي حذر من السفر إلى مصر لوجود تهديدات إرهابية.

ولم تخرج عن هذا التجاهل سوى صحيفتي الأهرام، والوفد.

"الأهرام" تقتطع جُمل الإشادة بمصر فقط

لم تستطع الأهرام تجاهل تقرير الخارجية الأمريكية، ولكنها في نفس الوقت لم تستطيع نشر ما جاء به من إشادة بقطر، وانتقاد للسعودية والإمارات، فكتب خبرا بالصفحة الأولى تحت عنوان: تقرير للخارجية الأمريكية يشيد بدور مصر في مكافحة الإرهاب.

لكن –ودون أن يقصد راسم الصفحة جاء خبر إشادة أمريكا بمكافحة مصر للإرهاب مباشرة أسفل خبر آخر على نفس المساحة بعنوان: القاهرة مستاءة من بيان واشنطن حول السفر لمصر.

"الوفد" تكذب وتكتب محتوى مغايرا لتقرير الخارجية الأمريكية

تحت عنوان: "الخارجية الأمريكية تدين قطر وإيران وتشيد بمصر والسعودية" كتبت جريدة الوفد خبرا كاذبا، وعكس ما جاء في التقرير.

فالتقرير –طبقا ما نشر في الصحف الأمريكية، والوكالات العالمية- أشاد التقرير السنوي للخارجية الأميركية بشأن الإرهاب لعام 2016، بالشراكة بين واشنطن والدوحة في مكافحة الإرهاب، وقالت الخارجية الأميركية إن قطر شريك كامل وعضو فاعل في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

من ناحية أخرى قالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان لها، إن الجماعات الإرهابية استغلت الإمارات كمركز مالي في تعاملاتها المالية، وأن أفراد وكيانات بالسعودية استمروا في تمويل جماعات إرهابية.

"عربة البطاطا" و"الضعف الجنسي" يرحلون أخبار القدس للصفحات الداخلية

لم تكتب الصحف الصادرة صباح اليوم الجمعة، كلمة واحدة بصفحاتها الأولى عن جمعة النفير وكان الفلسطينيون دعوا إلى الخروج في تظاهرات أسموها "جمعة التي دعا إليها الفلسطينيون النفير" رفضا للإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في المسجد الأقصى.

وأرجات الصحف الحديث عن "النفير" إلى صفحاتها الداخلية، وفضلت بعض الصحف وضع أخبار لموضوعات، مثل عدد المصابين بالضعف الجنسي،  و"رقم قومي لبحلق"، و"عربة ذكية للبطاطا" بصفحاتها الأولى، دون أية إشارة إلى أزمة المسجد الأقصى.

الاستثناء الوحيد كان لجريدة الوفد التي وضعت في صدر صفحتها، وبمساحة ثلث الصفحة الأولى إشارة لملفها الخاص حول جمعة النفير، بل وكتبت عناوين تمثل انحيازا للعروبة، والحس القومي: " اغضب من أجل الأقصى ... جيش الاحتلال يواصل تدنيس ثالث الحرمين الشريفين".

 سفير السعودية وحوار "الاستخدام الثلاثي" للصحف القومية

اختص السفير السعودي بالقاهرة، أحمد القطان الصحف القومية فقط بمحاورته، ونشرت جميعها الحوار بأعدادها الصادرة صباح اليوم، ونستطيع أن نرصد 3 ملاحظات هامة من قراءة ما نشر وهى:

مضمون الحوار متطابق بما يعني أنه تحدث للصحفيين الثلاثة مرة واحدة

الحوار منشور في الصحف الثلاث بصور أرشيفية

صحيفة الجمهورية لم تكتب اسم الصحفي الذي كان موجود بالحوار

وذلك يخلق عدة أسئلة هامة:

هل يستقيم، أو يليق أن يحاور صحفيو أكبر ثلاث صحف بمصر (منهم مدير تحرير الأخبار، ونائب رئيس تحرير الأهرام) سفيرا في حوار واحد؟!

وهل يليق أو يستقيم أن ينشر الحوار في تلك المؤسسات الضخمة بصور أرشيفية، الأمر الذي لا ينفي ان يكون الحوار قد أرسل مكتوبا؟!

قالوا بصحف الجمعة:

أصابع تل أبيب تلعب في ليبيا ( أسامة الألفي بالأهرام)

تعزيز الهوية، والتسامح أهم مقومات نجاح "مجلس مكافحة الإرهاب (د.مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية في حوار بالأهرام)

إذا اختارت الدولة قيادات ضعيف فانتظر معاونين أكثر ضعفا (حجاج الحسيني- الأهرام)

سؤال شرعى: ماذا لو اختلفت فتوى كشك الإفتاء بمحطة السادات عن كشك الإفتاء فى محطة المرج؟؟! أى كشك أتبع؟!.(خالد منتصر- الوطن)

نخطئ حين نقول إن مستوطنين «صهاينة» اقتحموا المسجد الأقصى ودنسوه تحت رعاية سلطات الاحتلال الإسرائيلى، فالصحيح أنهم يقتحمون المسجد تحت رعاية الحكام العرب! (ياسر مشالي- الوطن)

حينما تغيب القنوات السياسية والاجتماعية الوسيطة٬ وتختفى الشفافية٬ يصبح التعامل الأمنى مع المشكلات والعقبات هو السبيل الوحيد لتنفيذ قرارات سلطة تستنزف٬ بهذه الطريقة٬ شرعيتها. ( نادين عبد الله- المصري اليوم)