قالت جماعة الإخوان المسلمين: "إن هناك مخططات عديدة في مسار ثورة 25 يناير يقف الناس أمامها يستفيدون من دروسها، من هذه المحطات المهمة أحداث شارع محمد محمود في 19/11/2011م، هذه الأحداث التي أسف لها كل الثوريين والوطنيين المخلصين، والتي استغلها طرف – لم يكن يريد التنازل عن السلطة للشعب – في الوقيعة بين شركاء الثورة، وظلت مواقف الأطراف في هذه الأحداث محل جدل من يومها، ونحن نثق أنه سيأتي اليوم الذي تنكشف فيه كل الحقائق للجميع ويزول سوء الظن وخطأ التفسير، وتعود اللحمة والصفاء بين المخلصين لهذا الوطن".
وأشارت – في بيان لها- إلى أنها أصدرت بيانا في 20/11/2011م وجهت فيه الحديث للمجلس العسكري قائلة: "ونطالبكم بالخروج عن صمتكم والحديث إلى الناس بما تنوونه بشأن تسليمكم السلطة، كما ندعوكم لكف أيدي الشرطة عن العدوان على الشعب، والتي اعتزلت دورها ومهمتها مدة طويلة ثم خرجت على المعتصمين بجحافل الأمن المركزي تبطش وتقتل وتصيب، كما نطالب بمحاكمة كل من أمر بهذا العدوان"، وفيه أيضًا وجهت الجماعة الحديث للسياسيين والمثقفين قائلين: "طالما ناديتم بالحرية والديمقراطية التي هي حكم الشعب، وقد آن الأوان لكى يقول الشعب كلمته ويعلن اختياره وإرادته فهل ستحترمون هذه الإرادة أم تنقلبون عليها؟ فمصداقيتكم الآن على المحك ونرجو أن تنجحوا في الاختبار".
وأضافت "الإخوان": أنه الآن قد زال الخفاء وظهرت الحقيقة أن مؤامرة متصلة الحلقات كانت تحاك منذ ذلك التاريخ وما قبله لتقسيم الشعب وتفريق أطيافه وشركاء ثورته وإلقاء العداوة بينهم، واستقطاب البعض وإقصاء البعض، وإفشال الرئيس المدني ومنظومته، ونسج خيوط الافتراءات والأكاذيب حولهم ثم القيام بانقلاب عسكري أطاح بكل المؤسسات الدستورية، ثم انقض على الشعب يقتل المعارضين ويحرقهم ويسجنهم، ويكمم الأفواه ويصادر الحريات وينشر الإرهاب في ربوع البلاد، وبالجملة يلغي كل مكتسبات ثورة 25 يناير ويمحو أهدافها ويعيد الاستبداد والفساد أبشع مما كان قبل الثورة، علي حد قولها.
وتابعت: "من ثم أصبح الواجب الوطني الآن يفرض على الشعب كله أن يتصدى لهذا الانقلاب العسكري الفاشي الدموي، لكي يسترد حريته وكرامته وسيادته ويعيد الجيش إلى مهمته المقدسة في حماية الوطن بعيدًا عن التدخل في السياسة، ويُسْيَّر حياته في إطار من الديمقراطية الدستورية وأن يتعاون الجميع في مسؤولية بناء الوطن والمشاركة في نهضته، فذكرى محمد محمود ليست يومًا يعبر فيه الثوار الأحرار عن غضبهم مما مضى ولكنها روح تدفعهم للثورة ضد ما هو قائم على الباطل من سرقة للثورة واغتصاب للسلطة وإهدار لإرادة الشعب، حتى يزول هذا المنكر ويندحر الانقلاب ويعود الحق للشعب".