«فشل المشروع وعدم جدية الحكومة في توصيل المياه».. بتلك الكلمات أبدى خبراء أسباب بيع الوليد بن طلال لشركة «كادكو» المسؤولة عن زراعة عشرة آلاف فدان و15 ألف فدان تحت الاستصلاح في توشكى، لصالح جهاز مشروعات الخدمة الوطنية.
وقالت صحيفة المال السعودية: إن جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع لوزارة الدفاع المصرية اشترى شركة كادكو التابعة للأمير السعودي الملياردير الوليد بن طلال في مصر.
وتملك كادكو وتدير المشروع الزراعي في الأراضي التي اشتراها الأمير الوليد في توشكى بجنوب مصر عام 1998.
بداية، قال الدكتور نادر نور الدين أستاذ الأراضي والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة: إن الوليد بن طلال الأمير السعودي، اضطر لبيع جميع الأراضي التي كانت ملكه في مشروع توشكى، لعدم جدية الحكومة في توصيل المياه إلى الأراضي كما كان متفق في عهد مبارك.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ مصر العربية، أن الوليد بن طلال، اشترى مساحات كبيرة من الأراضي في مشروع توشكى من أجل المجاملة الساسية للرئيس الأسبق مبارك وليست بغرض الزراعة.
وأوضح أن «الوليد» خلال فترة حصولة على الأراضي، وقع في عدة أخطاء متعلقة بالزراعة ونوع المحاصيل التي تتأقلم مع المناخ الحار الجاف في منطقة توشكى.
وتابع: رئيس الوزراء الأسبق الدكتور أحمد نظيف، أرسل مدير مكتبه للجلوس معي من أجل التباحث مع مدير المشروع اللبناني، والخبير الفرنسي المسؤول عن مشروعات «الوليد» لمعرفة المعوقات التي تواجههم في المشروع، بعد معرفة الحكومة أن الوليد يريد ترك المشروع وتصفية شركة «كادكو».
وخلال اللقاء بحسب «نور الدين»، لفت «دانيال ليرو» الخبير الفرنسي، المسؤول عن المشروع، إلى أن المحاصيل التي تم زراعتها فشلت ولم تتغلب على حرارة الجو وكثافة الرمال في المنطقة التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه.
وبحسب «نور الدين» أكد أنه قدم إلى مدير المشروع قائمة بالمحاصيل التي تتناسب مع الجو الجاف في المنطقة أو جلب خبراء مصريين أو أستراليين للإشراف على المشروع، مؤكدًا أنه لا توجد أي ضغوط من الحكومة للحصول على الأرض.
مسؤول سابق بمشروع تنمية توشكى، قال: الوليد بن طلال عند حصوله على الأرض وبداية العمل فيها كان يفكر في استثمارها وإنشاء مطار خاص لهبوط الطائرت من أجل تصدير المحاصيل المنزرعة بجانب عمل منتجعات خاصة بالزراعات غير العضوية والنباتات العطرية بغرض التصدير.
وأضاف المسؤول في تصريحات خاصة لـ مصر العربية أن الدولة رفضت تقنين 15 آلف فدان المستهدف زراعتها بخلاف الـ 10 آلاف المزروعة بالفعل، ما اضطر الوليد للتخلي عن الأرض دون مقابل، موضحًا أن ثمن الأرض لم يدخل حساب «الوليد» وحصل عليه العاملون في المشروع.
ولفت إلى أن الحكومة ضغطت عليه لحاجتها إلى الأراضي التي من المفترض طرحها ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان بجانب قدرة جهاز مشروعات الخدمة الوطنية على توصيل المياه إلى الأراضي وعدم الاعتماد على مياه الآبار من خلال 4 ترع متصلة ببحيرة ناصر.
يلتقت «نور الدين» أطراف الحديث مرة أخرى ليروي كواليس طلب أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق منه لإثناء «الوليد» عن العودة من ترك المشروع، فيؤكد أنه في 2010 كان يريد «الوليد» تسليم الأرض وبعد إقناعة تراجع، لكن بعد ذلك الحكومة خلفت وعودها بحفر الترعة الرابعة التي تجلب المياه من بحيرة ناصر، واكتفت بحفر عدة آبار جوفية، فأحس «الوليد» أن الحكومة صرفت نظر عن توصيل المياه.
مسؤول مشروع تنمية توشكى، استكمل حديثه قائلًا: طلمبات الري والغطس العملاقة الحكومة استغنت عنهما وتهالكت قبل العمل واستخدامهم في الترعة رقم 4 المسؤولة عن ضخ المياه من بحيرة ناصر.
«م.ع» مسؤول بالهيئة العامة لمشروعات التنمية والتعمير، أكد أن «الوليد» كان متعاونًا مع الحكومة المصرية، مدللًا على ذلك، أنه بعد ثورة يناير لم يعارض في مصادرة 80 فدان من أرضه لصالح الحكومة، لكن سوء الإدارة للمشروع أدى إلى تدميره.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ مصر العربية أن الوليد عند حصوله على أرض توشكى كان متفق مع الحكومة بدفع ربع المبلغ مع تقسيط الباقي على دفعات خلال 25 عامًا، موضحًا أن سعر الفدان حينها لم يتجاوز الـ 50 و 200 جنيها كحق انتفاع.
«نادر نور الدين»، أكد أن الحكومة لم تلتزم بوعدها رغم تراجع «الوليد» أكثر من مرة عن ترك الأراضي رغم قدرة المشروع على جذب عمالة مصرية وبالتالي يضخ عملات أجنبية، لافتًا إلى أنه كان لا يحتاج الأرض بغرض جدية الزراعة وكان يجامل مصر سياسيًا والرئيس مبارك.
واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي في نوفمبر 2015 الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة بحضور أشرف سالمان وزير الاستثمار والسفير أحمد القطان سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية حينها بأن الأمير الوليد بن طلال عبر خلال اللقاء عما يكنه من محبة وتقدير لمصر معربًا عن ثقته في قدرتها على التغلب على مختلف ما تواجهه من تحديات.
كما أعرب الأمير الوليد بن طلال اعتزامه وضع عشرة آلاف فدان من أراضيه المستصلحة في توشكى تحت تصرف الحكومة المصرية للاستفادة منها في جهود التنمية بتلك المنطقة.
لقاء السيسي والوليد بن طلال
لقاء أيمن فريد أبو حديد وزير الزراعة المصري بالوليد بن طلال في الرياض
وأفادت صحيفة المال السعودية الاقتصادية، أن قيمة الصفقة تبلغ 1.25 مليون جنيه (نحو 69 ألف دولار)، وخسائر المشروع تجاوزت 89 مليون دولار.
كادكو شركة مصرية تابعة لمجموعة المملكة القابضة السعودية التابعة للوليد بن طلال ويتعلق مشروعها في توشكى بزراعة عشرة آلاف فدان تمت تنميتها و15 ألف فدان تحت الاستصلاح.