أثار تصريح وفد الدبلوماسية المصرية – الذي زار روسيا مؤخرا والذي أكد أن مصر مستعدة لمنح روسيا مكان لإقامة مناطق إستراتيجية عسكرية على الأراضي المصرية – جدلا كبيرا بين الخبراء الإستراتيجيين الذين أكدوا أغلبهم أن الوفد ليس من حقه التحدث باسم الشعب كله.
واستنكر اللواء عادل القلا، الخبير الإستراتيجي، ما ذكر على لسان وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية، مشيرا إلى أن هذا الوفد "هلامي"، وليس له حق الحديث باسم الشعب المصري، ويجب محاسبته على هذه التصريحات.
وأضاف القلا - في تصريح خاص لـ "مصر العربية " - أن سياسة مصر معروفة تماماً إذ ترفض استضافة أي قواعد عسكرية على أراضيها لأي دولة، مؤكدا على ضرورة تنويع علاقات مصر الخارجية وتوسيع البدائل والخيارات خاصة انفتاح مصر على العلاقة مع روسيا.
ونوه الخبير الإستراتيجي إلى، أن الحديث عن أن روسيا تبحث إقامة قواعد عسكرية في مصر كبديل لسوريا عار تماماً من الصحة، لأن سوريا ليست بها قواعد عسكرية، بل هناك تعاون عسكري مشترك، حيث تتواجد قطع بحرية روسية في البحر الأزرق ويقابلها سفن سوريا.
وقال القلا، "إن زيارة وزيري "الدفاع والخارجية" الروسيين تأتي كبداية تاريخية هامة لإعادة صياغة العلاقات بين روسيا ومصر، وبمثابة تمهيد لزيارة أعلى خلال الفترة القادمة، مشيرا إلى أن هناك رغبة حقيقية عند روسيا لمساندة الشعب المصري وحكومته"، على حد تعبيره.
ومن جانبه، أشار اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري والمدير الأسبق لمركز الأبحاث الإستراتيجية للقوات المسلحة، إلى أن ما تردد حول نية روسيا تقديم السلاح لمصر، مقابل وجود قاعدة عسكرية لها فى مصر "شائعات سخيفة، وأضاف قائلا: "لا الروس يريدون قواعد، ولا الإدارة المصرية ممكن أن تقبل بهذ الكلام".
وأضاف سويلم، أن الاتحاد السوفيتى "سابقا" وقف إلى جانب مصر فى مواقف عدة، منها عسكريا في حرب 67 وحرب الاستنزاف وغيرهما، كما أنه قدم مساعدات اقتصادية وفنية لمصر فى بناء السد العالي، مضيفا أن مصر تريد أن تبني تحالفًا جديدًا بعيدًا عن أمريكا.
وتابع سويلم: "كلما تعددت علاقات مصر تعددت مصادر السلاح، لأن ذلك يصب فى مصلحة مصر، خاصة أن هناك رؤية لتصنيع سلاح مشترك حتى نصل إلى التصنيع الذاتي."
