وجه الرئيس المعزول محمد مرسي بيانا إلى الشعب المصري، اليوم الأربعاء، عبر وفد الهيئة القانونية للدفاع عن المتهمين في قضية أحداث "الاتحادية"، الذي زاره أمس في محبسه بسجن برج العرب بمدينة الإسكندرية.
وفيما يلي نص الرسالة التي قرأها المتحدث باسم الهيئة محمد الدماطي في مؤتمر صحفي بالقاهرة اليوم:
بيان من السيد رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي إلى الشعب المصري الكريم:
أيها الشعب المصري الكريم أتيحت لي هذه الفرصة لكي أضعكم في صورة ما حدث منذ الثلاثين من يونيو حتى اليوم.
إن ما حدث هو انقلاب عسكري مستوف لأركانه ومعالمه كافة، ويجب لتحقيق استقرار الوطن والمصالحة بين أبنائه جميعا أن يقف الشعب المصري الكريم على أن هذا الانقلاب جريمة وخيانة، جريمة لمخالفته القوانين الخاصة بتنظيم وتحريك القوات المسلحة، وخيانة لله ولرسوله للحنث بالقسم الذي أقسمه وزير الدفاع، وخيانة للدستور والشعب، وللقائد الأعلى للقوات المسلحة، وللجيش المصري، زجت به أتون السياسة ودواماتها، وخيانة للأمة أوقعت الفرقة بين أبنائها حتى داخل العائلة الواحدة.
ولن تستعيد مصر عافيتها إلا بزوال كل ما ترتب على هذا الانقلاب وإلغاء آثاره في كل المجالات، وبمحاسبة الذين أراقوا الدماء الغالية في كل مكان من أرض الوطن، وهي دماء لا يملك أحد العفو عن المسئولين عن إراقتها، ولن تشفى نفوس آلاف العائلات المصابة في رجالها ونسائها وشبابها وبناتها إلا بالقصاص العادل الذي يرضي رب العالمين قبل أن يرضي أسر المكلومين.
وليعلم الشعب المصري الكريم أنني منذ يوم 2 / 7 / 2013 وأنا مختطف قسرا رغما عني في دار الحرس الجمهوري حتى يوم 5 / 7 / 2013 حيث نقلت قسرا (مرة أخرى) إلى إحدى القواعد البحرية التابعة للقوات المسلحة، أنا ومساعدي لمدة أربعة أشهر كاملة لم أر فيها أحدا سوى السيدة آشتون ووفد الحكماء الممثل للاتحاد الأفريقي والمحققين الأربعة الذين رفضت الإجابة على أي سؤال منهم باعتبار جميع الإجراءات التي اتخذت معي مخالفة للدستور الذي أقسمت على احترامه ولا أملك أن أتجاوزه.
وكان أول لقاء مع غير من ذكرت هو يوم 4 / 11 / 2013 بمقر أكاديمية الشرطة (مكان محاكمة مرسي شرقي القاهرة) ويهمني أن أذكر على وجه الخصوص أنني لم ألتق أحدا من قادة القوات المسلحة أو ممثلي وسائل الإعلام وكل ما نسب إلي في هذا الخصوص ليس له أساس من الصحة.
إنني أريد أن أغتنم هذه الفرصة لأوجه التحية الصادقة لأبناء هذا الشعب الذين انتفضوا ضد الانقلاب منذ لحظته الأولى وما يزالون ثائرين عليه بصورة يومية في كل أنحاء الوطن في صمود ليس له مثيل، يشهد به العالم كله وإن أنكره الذين يجحدون الشمس في رابعة النهار، وأطمئن هؤلاء الأبطال الثابتين على موقفهم أنني أستمد من قوتهم قوة مضافة، ومن عزمهم عزما جديدا يثبتني على ما عاهدتهم عليه قبل انتخابي من إعلاء مصلحة الوطن على أي مصلحة أخرى، وأقول لأبناء هذا الشعب الذين تبلغني تساؤلاتهم عن حقوقي الشخصية، إنها لا تساوي شيئا في جانب حقوق الوطن، فالتفوا حول حقوق الوطن لا حول شخص، أيا ما كانت مكانته.
وإنني أؤكد للشعب المصري العظيم ولشعوب العالم كافة أن هذا الصمود رسالة قوية، وأن عهد الانقلابات قد انقضى، وأن هذا الانقلاب قد بدأ في الانهيار، وسيسقط إن شاء الله بقوة الشعب المصري وجهاده من أجل حقوقه وحريته.. إنني في هذه المناسبة أحيي شهداء الحق جميعا ومصابي الأحداث التي شهدتها البلاد منذ الانقلاب، وأشد على أيدي عائلاتهم وأبنائهم، وأقول بحق: إن هذه الدماء ترسم طريق العزة للوطن.